نيران الأسعار تحرق سقف المجتمع
جدة -
عبدالرؤوف الغزال
الهوة تتسع بين الدخول والأسعار
اسعار مرتفعة في كل مكان
في زمن يحمل شعار الترفيه والسياحة والسفر مقارنة بالموسم العملي والدراسي يصاحب الموسم هذه الطقوس الشرائية المحمومة بقلق واضطراب في سبيل توفير الاحتياجات من السلع والملابس الشتوية عدة عوامل تشير باتجاهات البوصلة الاجتماعية نتيجة بعد المسافة مابين استلام الرواتب مرورا بالإجازة وعلاقتها بالسفر داخليا وخارجيا وأيام استغرقتها المناسبات المختلفة بما بقي في الجيوب بالإضافة إلى ذلك الانجراف الذي لم يعرف التوقف مع التسوق والإنفاق غير المقنن حتى وصلنا اليوم الى ميزانية الأسرة بأصفار من أرصدة الاحتياط حالة من الاضطراب والقلق تعيشها البيوت وهي تستقبل الضيف الطارئ أحلام تراود الموظفين وتسبق الأمل في توقع الزيادة ويدور حديث المجتمع في انتظارها القريب مع الاحتمالات التي ذهبت إلى تأكيد تحقيقها بإذن الله .العروض الدعائية وإعلانات التخفيضات بلغت ذروتها في توقيت محسوب بالمسطرة والقلم أو في الكمبيوتر بذكاء اللغة الرقمية التي لا تحتاج إلى ترجمة فهي بجاهزية قادرة على استنساخ النماذج غير المترددة عادة في الأمور المعنيّة بالتجاوب التلقائي مع السلع المتجددة وارتفاع الأسعار بلغ ذروته وفي تصاعد لايعرف بغير وجود من يشتري ويقبل بالأمر الواقع يشمل ذلك أنواعا من البضائع التي يناسبها جشع الاستغلال وفرص غياب الرقابة التجارية.الحياة في الحراك الاجتماعي في دوائر إشكالية هذه الظاهرة يعيد المناقشة حولها إلى سقف ساخن من الأسباب والعوامل التي فرضتها على الواقع مجددا البداية مع وجهات نظر المواطن وتوضيح الأزمة في اعتباراتها المختلفة الرأي الذي وصفها بطبيعة متأصلة في سلوكيات الأغلبية من أفراد المجتمع يؤكده أكثر من طرف في الحوار ووجود نتائج سلبية وحتمية للحالة الاستهلاكية خاصة وهي في النماذج السائدة من الدلالات القوية على اندفاع شرائي يتكرر بالأخطاء ثم تعلو الأصوات بالشكوى والتذمر وانعكاسات كل هذه المؤثرات على الأسرة في الرغبات الاسرافية.مشاهد التسوق في جميع المدن مع نهاية الأسبوع تؤكد أيضا بهذا الازدحام الكثيف حالة لافتة كعلاقة بالتسوق .
استغلال
نواف أحمد الدليجان يتحدث عن الظاهرة الشرائية بوجود الشكوى من ارتفاع الأسعار والاستغلال الواضح الذي يستفيد من تحقيق المكاسب السريعة إلى جانب القبول الاضطراري لما يحدده التاجر وتدني الوعي بأهمية الاعتراض على المزاجية السعرية والتي تحرك الزيادة وتعمل على تثبيتها كأمر واقع .
مغريات
يقول منصور المعتاز ان المغريات كثيرة في هذه الظاهرة فهي من دعايات وإعلانات الشاشة وادعاءات التخفيضات كأسلوب للجذب بالإضافة إلى ارتياد المراكز والمولات للترفيه حيث المطاعم والمقاهي والألعاب والمثال من ذلك لا يختلف مابين الدمام والخبر وجدة والرياض بمعنى نظرة إلى ارتياد ترفيهي هذه الأيام للأسواق وأرى المسألة طبيعية ومحببة فالتشابه كبير مع مدن سياحية نجحت في اقتصاديات السياحة عبر بوابات التسوق في مقدمتها دبي والمسافرون إلى الخارج عائليا بشكل خاص لا هم لهم غير التسوق .ويتفق مع هذا الرأي كل من عبدالله الثقفي وعلي الناشري وتركي الخالدي.
سلوكيات
وتضيف «نوال الجندان» ان المجتمع وصل لحالة صعبة في السلوكيات الشرائية لاتسامها بالعشوائية ومع ارتفاع الأسعار تزداد التعقيدات بافتراضها ظاهرة سيئة لان الانعكاس يؤثر على النسبة الأكبر من الشرائح وهم أصحاب الدخل المحدود فلا يكون المجال غير التحايل لتوفير سيولة بطرق مختلفة لتلبية ما هو في الواقع يمثل الاحتياجات لمجاراة الآخرين أو لأسباب أخرى في مقدمتها اعتياد الإسراف الشرائي.
استهلاك
وأوضح الدكتور بكر باقادر وكيل وزارة الإعلام للعلاقات الثقافية الدولية وأستاذ علم الاجتماع ان هناك عدة عوامل مسببة لما يمكن تسميته بمشكلتنا مع الشراء وفي مقدمة ذلك طبيعة الاستهلاك العشوائي والرغبات القوية في الشراء والتي تحرضها الدعايات الإعلانية بشكل أساس والنتيجة وصول نسبة كبيرة إلى هذه الحالة «الطبيعة» الطارئة وتمكنها من انفلات القدرة في التحكم في نوازع الاندفاع الشرائي غير المقنن ولعل هذه الوسائل هي المسئول في تشكيل الطبيعة التسوقية بسماتها المعاصرة فوصلت لتحقيق أهدافها وفق تصور التأثير بالإغواء بدرجة كبيرة وبالتالي العلاقة المباشرة في انفلات الأسعار من المعقولية وبفوضى لا تستند إلى منطق يبرر ما يحدث اقتصاديا فلا يمكن وصفها بغير الاستغلال لتلك العوامل المجتمعية واستثمار الغياب شبه الكامل لما يعرف بدور حماية المستهلك وان افترضنا وجوده فلم يتجاوز التنظير حتى الآن كما يساند الأزمة تدني مستويات الوعي في المعرفة بأمور لها علاقة باقتصاديات التجارة بشكل عام.
http://www.alyaum.com/issue/article....7&I=548695&G=1