احذروا.. الغذاء القاتل!!
صالح مطر الغامدي
نتلقى بين وقت وآخر تحذيرات من هيئة الدواء والغذاء بعدم استخدام دواء معين أو غذاء معين لخطورته على الصحة العامة؛ لما يسببه من أمراض مختلفة، من أهمها السرطان الذي تفشى في بلادنا، وأصبح يقتل الناس، حتى أصبحت نسبة ضحاياه في السعودية تفوق ضحايا بعض الحروب في دول أخرى.
كما أننا نقرأ ونشاهد ونسمع نصائح لكثير من الأطباء، يحذرون من الإفراط في تناول بعض الأطعمة والمشروبات؛ لما لها من تأثير على صحة الناس، خاصة المرضى. وعلى الرغم من هذه التحذيرات، ومع إيماننا بصحتها، إلا أننا ما زلنا نُهمل صحتنا، ونسعى إلى مخالفة تلك التحذيرات، وكأننا نريد لأنفسنا الهلاك.
والسؤال الذي يطرح نفسه: مَن منا يمر عليه أسبوع كامل دون أن يتعرض إلى آلام في جسده؛ فيبادر إلى استخدام المسكنات المختلفة التي هي أخطر من الغذاء والشراب الذي يتم التحذير منه؟
لقد ضبط مفتشو الهيئة أكثر من عشرة آلاف كيلوغرام من اللحوم والحبوب المنتهية الصلاحية في مستودعَيْن في جدة والدمام، وضُبطت مستودعات تخزن 45 طناً من الحبوب مجهولة البيانات في ظروف سيئة، إضافة إلى أربعة عشر طناً من الفواكه المتعفنة، يتم تجهيزها وتوزيعها على محال بيع العصائر الطازجة، كما تم ضبط مستودعات تتلاعب بصلاحية الزيوت وبعض الأغذية الأخرى.
وقد تم التحذير من تناول الشوكولاته إثر تحذيرات أوروبية، وتم سحبها من الأسواق بسبب تلوثها ببكتيريا (ياسيلس)، ومشروبات الطاقة التي ثبت خطورتها على صحة الإنسان، كما قامت بإيقاف بعض مصانع المياه لتجاوزها الحد الأقصى لمادة البرومات.
ولا ننسى ما تشكله مطاعم الوجبات السريعة من أخطار على صحة مرتاديها، خاصة من الشباب وصغار السن، حتى أنه تم هجر مطابخ المنازل، واستُبدلت بمطاعم العائلات ومطاعم الطرق والاستراحات والأسواق المركزية. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة ما تقدمه تلك المطاعم من وجبات ضارة بالصحة العامة؛ فكثير من الأمراض لها ارتباط وثيق بالغذاء، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والسكري، وغيرها، إضافة لأخطار الميكروبات التي تحملها المواد الغذائية غير النظيفة والمواد الحافظة والملونة والمنكهات، وغيرها من المواد الكيميائية.
كما أن بعض المقاصف المدرسية تُصر على مخالفة اشتراطات وزارة التربية والتعليم حول منع المشروبات والعصائر التي تقل نسبة عصيرها الأساس عن 30 %، إضافة إلى بيع الحلويات والشوكولاته ورقائق الشيبسي والسندوتشات المحفوظة التي لا تحتوي على أية قيمة غذائية، ومليئة بالدهون؛ فيتضرر الطلاب منها، بل إن بعض الأطباء يرون أن انخفاض نسبة الذكاء لدى الطلاب يعود إلى تلك الوجبات غير الصحية!
وأخيراً، فإننا أمام مشكلة كبيرة، قد تؤدي نتائجها في المستقبل إلى عواقب يتضرر منها المجتمع بأكمله، وستتضاعف أوجه الصرف على العلاج في المستشفيات والمراكز الصحية، بل إن المريض قد يبحث عن علاج فلا يجد، وقد يبحث عن كرسي تنويم في مستشفى فلا يجد.. وقد بدأت ملامح ذلك تنجلي أمامنا؛ فكثير من المرضى ينتظرون أشهراً حتى يحصلوا على مواعيد لمراجعة طبيب أو إجراء عملية جراحية؛ الأمر الذي يتطلب من الجميع التعاون لإيجاد الحلول السريعة لبيئة نظيفة وغذاء ودواء صحيَّيْن.
http://sabq.org/vF1aCd