التوعية بالجودة.. متى؟
عبدالعزيز الخضيري *
* إعلامي مهتم بشؤون المستهلك
إن الوقع الذي يعيشه المستهلك في المملكة في ظل التطورات الصناعية المتلاحقة يستلزم وضع إستراتيجية توعوية في مجال الجودة والغش التجاري، ذلك لان التوعيه هي توجيه للمستهلك نحو الترشيد الاستهلاكي الصحيح ووقاية له من الوقوع ضحية للمتلاعبين بسلامته وصحته وماله، في ظل الانفجار الصناعي والاستهلاكي، في وقت باتت فيه أسواقنا هدفا لكل المنتجات والسلع باختلاف مستوى جودتها مستغلين بذلك غياب التوعية المؤثرة والمقنعة، فتوعية المستهلك في المملكة لازالت أقل مما يجب في غياب شبة تام من وسائل الإعلام المناط بها هذا الدور أساسا.
كما أن بعض هذه الجهات الحكومية ذات العلاقة بالمستهلك يتحتم عليها الدور التوعوي من واقع نظامها الأساسي وهو مانراه حاليا وواقعا ملموسا لدى هيئة المواصفات والمقاييس والجودة وهيئة الغذاء والدواء ووزارة التجار بشكل أكبر، ولو استعرضنا جهود هذه الجهات لوجدنا قصورا واضحا لدى غالبيتها، في غياب واضح لأهمية التوعية المسؤولة عن تدعيم السلوك السوي أو تعديله للأفضل..
وحين يأتي السؤال عن المسؤول عن ضعف توعية المستهلك لدينا؟
هل هي الجهات الحكومية التشريعية والتنفيذية، أم الجهات الأهلية..؟ أعتقد أن الأمر مشترك، وإن كانت الجهات الحكومية ذات العلاقة وكذلك أجهزة الإعلام الحكومية هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن هذا الضعف ثم تأتي الشركات والمصانع المتضررة من الغش التجاري فهي تتحمل جزءاُ غير قليل في عدم توعية المستهلك كما يجب، بسبب غياب عوامل فرص النجاح لأداء مثل هذه المهمة.
ولاشك أن هناك عدة معوقات لنجاح توعية المستهلك بمسائل الجودة والغش التجاري والتقليد وخاصة في تصميم الرسالة التوعوية ووضوح هدفها ويأتي في مقدمتها غياب المنهجية وكذلك الاستمرار في الأداء النمطي التقليدي في مخاطبة المستهلك كما أن عدم الاستعانة بالمتخصصين عاملا مؤثرا بالاضافة إلى هشاشة الرسالة التوعوية، فمثلا عندما نعتزم التحذير من السلع المقلدة والمغشوشة والرديئة، يجب أن تصمم الرسالة التوعوية لتتلاءم مع تباين التعليم والأعمار للمتلقي وكذلك تحديد مستوى خطورة السلع وهي ذات مستويين الأول منها سلع تعتبر مصدراً للخطورة المباشرة على المستهلك ك(الأفياش أو المقابس والتوصيلات الكهربائية - قطع غيار السيارات وخاصة المكابح - الأغذية منتهية الصلاحية... إلخ) والثاني منها هي السلع التي تعتبر مصدراً للهدر المالي فقط ك(الأجهزة الإلكترونية - الهاتف - ساعات مجوهرات... إلخ) وهنا يتوجب على مصمم الرسالة التوعوية تحديد نوع الأسلوب المناسب الموجه للمستهلك لتحقيق نتائج مؤثرة ومضمونة، ونرى أن أسلوب التخويف والترهيب في التوعية مناسب للمستوى الأول بينما أن أسلوب النصح والإرشاد والتثقيف يتناسب مع المستوى الثاني.
كما لاننسى أن مصادر المعلومات الرسمية تُكسب الرسالة التوعوية عنصر الثقة والمصداقية، فلا يجب الاجتهاد في الحصول على المعلومة من مصادر مجهولة او غير موثوق بها، ويأتي عنصر تبسيط المعلومة من أهم المؤثرات في نجاح عملية الاتصال في التوعيه، ولذلك فالرسالة التوعوية يجب أن تكون مبسطه من غير تعقيد وأن تكون في متناول إدراك الجميع.
http://www.alriyadh.com/1006268