السلام عليكم
عيد مبارك عليكم أحبتي وتقبل الله منكم ومن صالح الأعمال
اقتباس:
سؤال :
عزيزي الوراق
لديّ سؤالين اثنين بخصوص هذا الموضوع اذا تكرمت
السؤال الاول : ما موقف العقلانية من الأدب ( الشعر و القصة و الرواية .. ) أو كيف تنظر العقلانية للأدب ، او ما هي نظرة العقلانية للأدب؟
السؤال الثاني : الا تعتقد أن الدعوة الى استخدام العقل في الوسط الاسلامي اصبح تهمه ؟
بحيث ان الذي يدعو الى استخدام العقل اصبح يُتهم بانه عقلاني و بعيد عن الدين !
|
الرد: برأيي : أن العقل لا ينزع من شيء إلا شانه ، ولا يوضع في شيء إلا زانه .. حتى الأدب والفن أيضاً عليهما أن يحترما عقولنا ، فالثقافة الغربية تفصل بين العقلانية وبقية الجوانب الإنسانية ، كالدين والأخلاق والأدب والفن والذوق والجمال والمزاج والهوايات ..
فتأتينا مدارس و صرعات أشبه بالجنون! يسمونها مدارس أدبية و فنية ، و يروج لها بالإعلام ، وبالتالي يشعر الإنسان بأن عقله يُحتقر حين لا يُسمح له أن يقيِّم ما يرى أو يقرأ ، على اعتبار أن العقل هو خاص بالحياة المادية و العلم فقط ..
فيُطلب منا أن نُعجب بلوحة الجورنيكا لبيكاسو مثلاً ، رغم قبحها الواضح وشعوبيتها ، لأنها تحكي عن قرية كان يسكنها اليهود في أسبانيا ، و كأن الحروب لم تصب إلا اليهود .. ومع هذا تعلّق على جدار مجلس الأمن ، على اعتبار أن أرض مبنى الامم المتحدة هدية قدمها المليونير اليهودي روكفيلر .. إذاً ما دامت الأرض لهم فالفكر لهم أيضا ، والفن لهم ايضا ..!!
وبالمثل لوحات بيكاسو أو لوحات سلفادور دالي ، على شرط أن تبعد عقلك لتتقبل لوحة بيكاسو "العظيمة" الأخرى ، والتي هي عبارة عن مربع أزرق!! وخالية من أي فن!!
أليس هذا استخفاف بالعقول؟ خصوصاً وأنت ترى لوحات عصر النهضة العظيمة كلوحات رافاييل و مايكل انجلو ..
الشعر أيضا : عندما يقول بودلير ، الأب الروحي للحداثة : أنك كلما ربطت كلمتين لم ترتبطا من قبل تكون قد صنعت أدباً إبداعياً ..! هذا نوع من الجنون .. فما لا يرتبط بالعقل لا يرتبط بالنفس ..
إن كنت تريد أدباً حقيقياًَ أو فناً حقيقياً أو عقلاً حقيقياً أو حضارة حقيقية ، فلا تطلبها في الحضارة الغربية ، فهي ثقافة اهترئت وانتهت مدة صلاحيتها من يوم صارت تكتب الروايات لكي تحتقر الأخلاق من خلالها ، و يظهر رموز تلك الثقافة ليسخروا من الإنسانية كآخر خيط للفضيلة في الإنسان ..
ماذا بقي بعد هذا للإنسان؟ لا قيمة للدين بدون عقل ولا للأخلاق بدون عقل ولا للأدب بدون عقل .
لكن : هل نخنق الإبداع والخيال والفن والإنسانيات بالعقل ؟ هنا نقع في مشكلة أخرى .. و خاطئة تماماً ، لأن العقل ينمو ولم يكتمل بعد .. و الشعور الإنساني يسبق العقل وهو أوسع من العقل ، لكن عليه ألا يتصادم مع ما وصل إليه العقل ، حتى لا تهدم الإنسانية ما بنته وتعبت على بنائه.. وأن ينطلق الشعور من خلال الأدب والفن وغيرهما ليضيفوا إلى الرصيد العقلي ، لا أن يناقضوه ويهدموه كما يفعل الأدب و الفن الغربي الثائر على العقل والمنطق ..
يجب على الأدب والفن أن يسايرا العقل ويسبقاه ، لكن لا يناسب لهما أن يعارضاه ، وإلا لصار تخريفاً و جنوناً .. لأن مخالفة المنطق تساوي الجنون ، إذاً هم يدعون إلى الجنون من خلال شطحاتهم الأدبية والفنية ..
وهذه حالة فصام تعيشها الثقافة الغربية ، و حالة الفصام ليست حالة صحية ..
كتبه الوراق .. وجزى الله خيراً من نقله دون اجتزاء مع ذكر المرجع (مدونةالوراق)