http://www.alwatan.com.sa/news/write...=2540&Rname=59
هايل العبدان:
نشرت الغرفة التجارية الصناعية بجدة نهاية الأسبوع الماضي وفي صفحة كاملة عبر الصحف المحلية بياناً هزيلاً في فحواه كما في صياغته. هو أشبه ما يكون بإعلان براءة للتجار والمستوردين من قضية ارتفاع الأسعار.
في البيان جاء أن الغرفة التجارية تؤكد من خلاله أن الأسعار في المملكة لا تزال تعتبر منافسة (كثر منها) لما هو في الكثير من الأسواق المجاورة!
ولا أعلم هل هو تذاك ممن أصدروا مثل هذا البيان التأكيد، أم هو نظرة قاصرة منهم للمواطنين، من خلال تصورهم بأنهم سذج يصدقون كل ما يلقى على مسامعهم، وينطلي عليهم أبخس الأقوال؟
ثم أين هي المنافسة في الأسعار التي يتحدثون عنها؟ لو قارنا حجم رواتب تلك الدول بحجم رواتبنا، وقارنا أسعار السلع كذلك، بطريقة "النسبة والتناسب"، لوجدنا أن المستهلك السعودي هو من يدفع أكثر وبفارق كبير.
البيان أتى - حسبما ورد فيه - بعد اجتماع وزير التجارة والصناعة بعدد من المستوردين بحضور رئيس غرفة جدة وأمينها العام. أكد من خلاله المستوردون (بدون حلف) أنهم كانوا ولا يزالون يغلبون مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الشخصية، ومن منطلق إحساسهم بالمسؤولية فقد رأوا أنه من الواجب توضيح أسباب لخصوها في خمس نقاط وهي: انخفاض الإنتاج العالمي للمحاصيل، وزيادة الطلب العالمي، وارتفاع تكلفة تربية المواشي والدواجن بعد ارتفاع تكلفة الأعلاف، وانخفاض سعر الدولار، وارتفاع أجور الشحن بأنواعه.
ما يدركه إخواننا أصحاب البيان قبل غيرهم، أن الارتفاع الجنوني طال السلع المنتجة محلياً قبل غيرها مما يخرجها من حسابات الأسباب الخمسة المذكورة.
لو عدنا إلى مسؤولي تلك الغرف ومنسوبيها، لوجدنا أنهم هم أنفسهم أولئك المستوردون والوكلاء والموزعون. ومن الطبيعي أن يبحثوا لأنفسهم عن مخرج لما هم فيه، فالأمر يستحق التحمل من أجله.
أكثر ما لفت نظري في البيان المذكور هو تكرار جملة "الوطن والمواطن" فيه. إذ ذكرت أربع مرات!
ما زلت عند رأيي بأن تلك الغرف التجارية ليست سوى "مقاه للنخبة"، يجتمع فيها كبار التجار تحت تأثير عدسات، وتخدير الفلاشات. ليخرجوا في اليوم التالي ببيانات لا تسمن ولا تغني من جوع كبيانهم الأخير

-------------------------------------------------------------------
علي سعد الموسى
http://www.alwatan.com.sa/news/write...=2525&Rname=22
حفلة تبرير:
لم يجد سعادة رئيس غرفة تجارة جدة من تبرير لغلاء الأسعار إلا أن يجمع أباطرة الاستيراد من حوله في حفلة تبرير، ثم يدفع من حساب الغرفة التجارية إعلاناً صحفياً مدفوع الثمن في صفحة كاملة على كل الصحف ليستعرض فيه الأسباب التي ساقها -الشهانبادرة- في اجتماعهم معه لمناقشة غلاء الأسعار. لم يترك الإعلان شاردة أو واردة إلا ساقها لتبرير غلاء المعيشة. فمروا على تأمين البواخر في أعالي البحار إلى سحوبات الهند والصين من البضائع ولم يغفلوا أن يمروا على تقابلات الريال مع سلة العملات العالمية حتى صوروا هذا - الريال- وكأنه ليرة لبنان في حرب الأعوام التسعة. ولو أنهم دعوني لحفلة التبرير لأضفت لهم سبباً عاشراً لجملة الأسباب، هو أن البواخر اليوم تمخر عباب البحر الأحمر في مسار جديد في عرض البحر تجنباً للمرور بجزيرة أم الطير التي تحولت إلى فورة بركان أرعبت قباطنة البواخر ورفعت مؤشرات التأمين بنسبة مضاعفة. كنت أود أيضاً أن أضيف سبباً جديداً يتمثل في ارتفاع نسبة الاستهلاك للمواد الغذائية في منغوليا والتبت ومرتفعات الإنديز حتى تكتمل صفحة الإعلان وتظهر حلة التبرير في ثوبها المناسب.
عزيزي رئيس الغرفة التجارية: المستهلك لم يعد ذاك الساذج حتى تجمع له أباطرة الاستيراد في إعلان تبريري. وعلى الأقل، هذه ليست وظيفة الغرفة التجارية ولا هي وظيفتك التي اخترت لها ترشيحاً وانتخاباً. وبدلاً من أعذار التبرير التي تكلمت فيها نيابة عن المستوردين، كنا ننتظر منك أن تدعوهم إلى ميثاق اجتماعي للرحمة والتكافل. نحن لسنا أغبياء لهذه الدرجة ، حتى نصدق إعلاناً مدفوع الثمن، لأننا نعرف هامش الأرباح وتكلفة السلعة ونعرف أيضاً أن التاجر المستورد يضع هامش الربح على قدر نسبة رأس المال: الريال بريالين. هذه هي الحقيقة التي كنا ننتظر منك أن تناور حولها مع السادة التجار ولك بعدها أن تصيغ الإعلان. 9