http://lojainiat.com/c-78981
رغم بشاعة تصرف أحمد الجيزاوي وانتهاكه لأنظمة بلاد الحرمين ،لكنني أود ان أتقدم اليه بالشكر الجزيل!!!
1) لأن حادثة الجيزاوي كشفت لنا ان علاقتنا بالشعوب سيئة او منعدمة – فقد أستعضنا عنها بالعلاقات مع الحكومات ،وأهملنا تماماً مد وتطوير علاقتنا بالشعوب
إن
ضخ المليارات لخزائن الحكومات ثبت فشله تماماً،فقد أغدقنا المليارات على صدام حسين حتى لا يسقط العراق فريسة لإيران ،لكننا تجاهلنا تماماً العلاقة مع الشعب العراقي.
فعندما ما قلب لنا صدام ظهر المجن أكتشفنا أننا لم يكن لنا من نافذة مع العراق إلا نافذة (أبوعدي) وكان غزوهـ للكويت درساً لنا من العيار الثقيل فقد أشتعل الشارع العربي ضدنا من المغرب حتى صنعاء وتعرضنا لأقذى الاتهامات وجرى تصويرنا على أننا أعراب نحوم حول آبار النفط التي تحرسها حراب الغربيين ،وتم تجاهل الحقيقة الساطعة ان صدام هو المعتدي وهو الذي يهدد المملكة.
2) أشكر الجيزاوي لأنه وضعنا أمام الحقيقة المرة أننا لا نملك سياسة خارجية تجمع حولنا الأفئدة وتلتئم علينا القلوب وتجعل من الشعوب الاسلامية امتداداً لنا وعمقاً لدورنا ،سياسة خارجية نابعة من خصوصيتنا الاسلامية كمهبط الوحي وقبلة المسلمين
و
قد أدرك الملك فيصل رحمه الله –وهو موسس الخارجية –ان دعوات الناصرية والقومية تكتسح الشارع العربي ،ففطن رحمه الله ان لا بديل عن اقامة وتمتين العلاقة مع الشعوب ،فأنشأ رابطة العالم الاسلامي كمنظمة شعبية اسلامية تتجاوز الحكومات لتنفذ الى قلوب الشعوب وحققت الرابطة نجاحات باهرة وصدت الطوفان الناصري.
لكن أين هي الرابطة الآن؟
الرابطة الآن بدل ان تنشط ويفعل دورها الشعبي نجدها تئن من القيود ،وهي غير قادرة على الحفاظ على مراكزها وهيئاتها في الخارج بعد ان منعت من اجراء التحويلات المالية البنكية وأصبحت كثير من مراكزها وجامعاتها وهيئاتها في الخارج في حالة شلل تام ،فأضمحل دورها,وتلاشى اثرها ،وحتى الايتام الذين كفلتهم مؤسسات الرابطة تخلت عنهم بفعل المنع المالي ولا تسل عن حالة بقية مؤسساتنا السعودية الخيرية والاغاثية والتعليمية في الخارج.
3) اشكر الجيزاوي لأنه وضعنا أمام الحقيقة المرة اننا لم نهيأ لرجال المملكة وعلمائها البيئة المناسبة والمحفزة لينطلقوا في أصقاع المعمورة يقيمون العلاقات مع الفعاليات الشعبية ويتواصلون مع الرموز ،وينشرون اسم المملكة ومنهجها الدعوي ويقيمون الاعمال الخيرية والاغاثية والتعليمية
بل ان الكثير منهم يتحاشون كل ذلك خشية المساءلة!!
فالثقة فيهم ليست كاملة وفاقد الشيء لا يعطيه.
4)
اشكر الجيزاوي لأنه كشف لنا ان الاعلاميين الذين دفعت لهم قنواتنا الهابطة مبالغ طائلة وشهرتهم وجعلتهم نجوماً اعلامية لنشر المجون كانوا هم أول الشاتمين لنا وصدارة الناعقين علينا. وطليعة المهيجين ضدنا
5)
اشكر الجيزاوي لأنه كشف لنا ان علماء مصر هم الطليعة التي دافعت عن المملكة وهم الذين صدعوا بكلمة الحق ولم يكترثوا بغضب الجماهير ولا بالهجمة الاعلامية الشرسة ضدنا
في وقت وزنت الاحزاب السياسية موقفها وفقاً لهتاف الجماهير لا لمبادئ الاخوة الاسلامية
6)
اشكر الجيزاوي لأنه أظهر لنا ان سمعة اجراءاتنا في الضبط والتوقيف محل شكوك!!
وإذا كان الموقوفون السعوديون يجأرون بالشكوى ليل نهار من ايقاف ابنائهم دونما تقيد بنظام الاجراءات الجزائية ،ويقبعون في السجون لسنوات دون محاكمة .فكيف نلوم المواطن المصري اذا صدق ان حكماً غيابياً قد صدر على أحمد الجيزاوي!
7) اشكر احمد الجيزاوي لأنه كشف لنا ان الاحزاب السلفية هي الاقرب لنا وهم القوة التي نستطيع ان نعول عليها لترجح كفتنا داخل الشعوب وان لا مناص عن التحالف معها فهم امتدادنا ونحن عمقهم!
8) اشكر الجيزاوي لأنه كشف لنا ان ايران (قناصة ماهرة)وأنها استقطبت أطيافاً من الشعوب بعضهم تحول لمذهبها ،وبعضهم أغدقت عليهم من اموال الخمس فكسبت ولاءهم ووثقت علاقتها بالإعلاميين والساسة ورموز المجتمع وجعلت الملحق الديني في سفارات طهران بأهمية السفير ، وجعلت بعض سفرائها آيات معممة
فيما نحن أغلقنا وبالشمع الاحمر الملاحق الدينية في سفاراتنا ، ورفضنا تبديل او تعيين أي ملحق ديني انتهت مدته ،واستكثرنا عليهم حتى حمل جوازات سفر دبلوماسية!
9) ا
شكر الجيزاوي انه ذكرنا ان القضاء شرف الأمة فإذا إنتقصت كرامته او مس مقامه فان ذلك اول علامات الانهيار فكيف نطلب من المواطن المصري ان يحترم قضاءنا وصحافتنا لا تترك شاردة ولا واردة إلا وألصقتها بالقضاء ،وحتى أقيمت دعاوي على رموز المملكة مستندة على قصاصات من صحفنا
كيف اطلب من المواطن المصري ان يحترم قضاءنا ومعالي وزير العدل يخاطب القضاة بأسلوب لا يليق بطلبة الابتدائية
ويعقد المؤتمرات ناهراً وزاجراً ومتوعداً.
كيف اطلب من المواطن المصري ان يحترم قضاءنا ومجلسه تلاشى وأصبح هيئة ادارية ولا تسل عن مليارات التطوير
كيف لم تقضى على المباني المستأجرة للمحاكم وكتابات العدل ولم تحل مشكلة الدور المتقادمة ،ولم تستر العجز الناطق في الموظفين
كيف اطلب من المواطن المصري ان يحترم قضاءنا ،والقضاة الذين أفنوا جل عمرهم يحكمون في الرقاب والدماء والأعراض ،اذا كتب احدهم مقالاً ينتقد معاليه أحيلوا الى التحقيق وجرت مساءلتهم عبرة لغيرهم!
ولا تسل عن منعهم من الظهور بوسائل الاعلام .وهم مفخرة لكل ذي لب وشرف لكل ذي بصيرة.
لكل ما سبق أشكر احمد الجيزاوي عسى ان نفطن لعيوبنا فنبادر بإصلاحها
بقلم/ عبد الرحمن أبومنصور
=================================