وزراء يتجولون بالاسواق لضبط الاسعار

**ثاير ثاير** · 18-09-2007, 09:15 PM

الاردن: البخيت ووزراؤه يتجولون بالاسواق لضبط الاسعار
معركة بين الحكومة و حيتان السوق حول توفير المواد الغذائية:
عمان : يحقق رئيس وزارة الأردن معروف البخيت غرضه التكتيكي المباشر وهو يظهر بين الناس في الشوارع مناقشا بجزئيات أسعار الطماطم والخضراوات واللحوم ومهددا في الوقت ذاته حيتان السوق بأكثر من طريقة.
والغرض سياسيا وإعلاميا هنا واضح وملموس بالنسبة للرئيس البخيت، فالرجل يريد ان يثبت بان وزارته صلبة لدرجة انها مستعدة لصراع ساخن ولا يستهان به قد يصل لمستوي المعركة مع شبكة التجار المتنفذين والمتحكمين في السوق المحلية.
وما تريد ان الحكومة قوله ضمنا انها قررت ضبط أسعار السوق وستفعل ذلك، ولذلك دخل البخيت هذه المرة في معركة من طراز خاص خصومه فيها تجار اللحوم والخضراوات والمواد الغذائية.
والمواجهة اصبحت طريفة فقد أظهر التجار وتحديدا في غربي العاصمة عمان ميلا للتحدي عندما نجحوا في فرض أسعارهم علي سوق شعبية موازية في منطقة صويلح الحيوية، مما يعني فشل جهد الحكومة في التدخل بملف التسعيرة ، والتجربة تقول ان للحكومة إمكانات لكن لأركان السوق أيضا إمكانات.
وقبل ايام من إندلاع ازمة أسعار المواد الغذائية إتهم البخيت كبار تجار اللحوم بتحريك إعتصامات مربي الماشية بعد رفع الحكومة لأسعار العلف ووقف دعمها من قبل الخزينة.
واليوم يقف البخيت ووزراؤه في الخندق المقابل لقوي السوق أيضا وفي بؤرة احد أهم الأشهر للتجار وهو شهر رمضان، والرئيس البخيت قضي سحابة نهاره يوم السبت وسط المواطنين في الاســـــــواق الشعبية يسأل عن اسعار الطماطم والخضار والمعلبات ويتجــــــول بين المواطنين مطالبا اياهم بعدم قبـــــول الاسعار التي يحددها حيتان السوق واللجوء الي الاسعــــــار المخفضة في الاسواق الشعبية الموازية التي امرت الحكومة باقامتها لكسر حدة الاسعار.
وعلي شاشة التلفزيون الرسمي ظهر البخيت وهو يهدد ويتوعد باحتجاز كل من يحاول التأثير علي الاسعار، محذرا كبار التجار من الاستمرار في عملية التحريض التي يحاولون بواسطتها منع المزارعين من ارسال منتجاتهم الي الاسواق الموازية التي تبيع نسبيا بسعر اقل من اسعار المحلات التجارية.
وتظهر معركة الأسعار التي إنشغل بها البخيت الجانب التكتيكي في شخصية رئيس الحكومة وهو يأخذ علي عاتقه أمام الرأي العام مسؤولية التنطح لحماية الأقل حظا من المواطنين مقابل التصدي لطموحات وأطماع كبار التجار وحيتان السوق.
وبوضوح تحاول حكومة البخيت خطف فوز سياسي في هذه المواجهة النادرة لتحسين صورتها وسمعتها وتصليب جبهتها خصوصا بعد الملاحظات الملكية الناقدة التي طالت الوزاء وألمحت لتقصيرهم مطالبة إياهم بالتنحي والإستقالة او العمل الجدي.
ومنذ بدأ شهر رمضان والبخيت ووزراؤه يقضون اغلب اوقاتهم في الاسواق ووسط الناس لتنفيذ المهمة المقدسة المتمثلة بالسيطرة علي وحش الاسعار وضبط السوق تنفيذا لاوامر ملكية مباشرة بالخصوص حذرت من المساس بفقراء المواطنين وذوي الدخول المحدودة عشية شهر رمضان.
واهتمام البخيت بمسألة الاسعار لا يدانيه أي اهتمام آخر الان، فقد هدد الرجل كبار التجار وظهر في الاسواق عدة مرات وقرأ عشرات التقارير واقام ضمنيا غرفة عمليات وزارية بهدف اظهار قدرة الحكومة علي التدخل وحماية المستهلك اذا ما انفلت عقال التجار وحيتان السوق.
وللقيام بهذه المهمة الاساسية عطل البخيت بعض الاجتماعات الوزارية وشكل مجموعة من الوزراء المهتمة فقط في موضوع الاسعار ودفع بالمسألة الي دائرة الاولويات وبينما هدد التجار بتأسيس شركة عملاقة في السوق تقود الاسواق يتجول وزراء بارزون في الحكومة وسط الناس والاسواق في اطار نفس المهمة، فأمس ظهر وزير الداخلية عيد الفايز في اسواق وسط عمان واشرف شخصيا علي اغلاق ملحمة شهيرة في وسط العاصمة تبيع اللحم المستورد علي انه لحم بلدي.
وهدد الوزير الفايز باجراءات حكومية قاسية لمواجهة كل من يحاول المساس بقوت المواطن، مؤكدا ان الاجهزة المختصة لن تتهاون ازاء أي محاولات لرفع الاسعار بدون مبرر. وكان وزير التجارة والصناعة سالم الخزاعلة قد قام بجولة موازية في الاسواق واجتمع علي مدار اربعة ايام مع كبار التجار والصناع مطالبا بوقفة تضامنية مع الوطن والمواطن ومطالبا باسم الحكومة بتحقيق هامش ارباح معقولة من قبل التجار خصوصا في شهر رمضان الذي يزيد فيه الاستهلاك للمواد الغذائية بالعادة.
وعلي مدار عدة ايام قام وزير البلديات نادر الظهيرات بجولات تفقدية في المحافظات للاسواق الشعبية الموازية التي افتتحت بمبادرة حكومية لدعم الفقراء بالخضار والفواكه والمواد الغذائية بأسعار مخفضة نسبيا. وكانت وزارة البلديات بدورها قد خاطبت المجالس البلدية في مختلف انحاء المملكة وطالبتها باقامة اسواق شعبية موازية.
==============
طبعاً هذا ليس عندنا ولكن في جارتنا الاردن
متى نرى وزارة التجارة أو حماية المستهلك تقوم بجولات تفتيشية لحمايتنا !!!