أحسبك تبحث عن الحق
.
تخيلت أن أحد أئمة الشيعة ماثل أمامي وأنا أسأله، فدار بيننا هذا الحوار:
أبو غريب: هل صحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يجلي الشيعة من المدينة ويطردهم خارجها؟
الشيعي: هذا غير صحيح ولا يعقل ولو رواه الكليني في الكافي.
أبو غريب: ولم كل هذا النفي وكل هذه الثقة يا إمام؟
الشيعي: لأن الشيعة لم يكونوا موجودين على عهد الرسول!
أبو غريب: فمتى ظهرتم إذاً؟!
الشيعي: (تبسَّم تبسُّم المحرج) وأقترب مني ثم قال: سأقول لك حقائق لن تسمعها من غيري إذا عاهدتني أن لا تخبر بها أحداً.
أبو غريب: أعاهدك أن لا أكتم الحق أبداً.
الشيعي: لعلك لاحظت ما فعلته أمريكا عندما أُعتدي عليها في سبتمبر وكيف أنها ذهبت تضرب ذات اليمين وذات الشمال وتقتل الكبار والصغار دون رحمة انتقاما لكبريائها وكيف استخدمت بعض المصطلحات الشرعية كالإرهاب لأغراضها الشخصية حتى أصبح من المصطلحات المحظورة!!......هذا بالضبط ما حدث للإمبراطورية الفارسية عندما كُسِرت شوكتها وهُزمت في بداية الإسلام، وهذه حكاية مصطلح التشيع الذي أصبح استخدامه حكراً على الشيعة.
أبو غريب: هل تقصد أن التشيع حركة سياسية أُلبست لباس الدين؟
الشيعي: نعم، وقد أُديرت بأيدٍ يهودية ماهرة، فبدأوا بتصفية من قوّض عروشهم وحطم دولتهم.
أبو غريب: أتقصد أن مقتل عمر رضي الله عنه كان انتقاماً لما فعله بدولة كسرى؟
الشيعي: أوليس الذي قتل عمر هو أبو لؤلؤة فيروز الفارسي المجوسي؟! ولذلك صنع له الشيعة مشهداً فيه قبر وهمي في مدينة كاشان بإيران وأطلقوا عليه (مرقد بابا شجاع الدين) وهذا المشهد يزار وتلقى فيه الأموال والتبرعات نظير ما قدم لهم، ولارتباط عيد النيروز (رأس السنة الفارسية) بالفرس استحب الخميني صيامه!!
أبو غريب: ولكن كيف استفاد اليهود من تلك الفتنة؟
الشيعي: استغل اليهودي ابن السوداء عبدالله بن سبأ - الذي تظاهر بالإسلام - تلك الظروف وطعن في صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام ونادى بأحقية آل البيت عليهم السلام بالخلافة وأن النبي عليه السلام أوصى بالخلافة لعلي في قصة غدير خم، ووصل به الأمر أن قال بإلوهية علي، ولذلك نفاه علي عليه السلام!!
أبو غريب: وكيف انطلت هذه الخزعبلات على بعض المسلمين والعلاقة بين علي وبقية الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كانت من أقوى وأصدق الروابط؟ ثم لماذا بايعهم جميعاً وكان لهم نعم العون ونعم النصير؟ ولماذا زوج عمر ابنته أم كلثوم وسمّى أبناءه بأبي بكر وعمر وعثمان؟
الشيعي: هذه من الأسئلة التي أحرجت الأئمة ولم يفلحوا في الرد عليها بردود مقنعة، فقالوا إن أمير المؤمنين علي عليه السلام لم يطالب بالخلافة حرصاً منه على وحدة المسلمين، وأما تزويجه لعمر؛ فقد قيل إن عمر إنما تزوج جنية، وأما المبايعة فقد كانت تقيّة.
أبو غريب: لكن ذلك يتعارض مع شجاعة أمير المؤمنين علي وقوته في الحق، ثم لو كان ذلك حقاً فإن صحابة رسول الله لن يسكتوا على ذلك وكتاب الله وسنّة نبيه بين أيديهم.
الشيعي: لذا كان لا بد من صرف الناس عن هاذين المصدرين فظهر القول بتحريف القرآن وردّة الصحابة إلا بضعة نفر منهم حتى يقطعوا الطريق على المسلمين، ولذلك كان أكثر الصحابة قرباً من الرسول وأكثرهم رواية عنه للحديث أكثرهم حقداً وعداوة عند أئمة الشيعة.
أبو غريب: فمن أين كنتم تأخذون تعاليم دينكم؟
الشيعي: لقد قالوا بعصمة الأئمة الإثني عشر المتعاقبين لكي يطمأن الناس إليهم ويأخذوا الدين عنهم وحدهم دون تردد أو سؤال.
أبو غريب: ولماذا اثنا عشر إماماً؟
الشيعي: على عدد أسباط بني إسرائيل، ولذلك قال الكليني إن آخرهم وهو المهدي – عجل الله فرجه - سيحكم بحكم داوود وسليمان عليهما السلام وسيدعو الله بالعبرانية، وفكرة الإمامة مستمدة من مبدأ الوراثة في الحكم الفارسي عند الملوك الساسانيين المقدسين.
أبو غريب: ولكن مع قولكم بعصمة الأئمة ظهر بينهم تناقض واضح فمن ذلك الصلح الذي وقع بين الحسن ومعاوية رضي الله عنها وموقف الحسين رضي الله عنه المخالف لهما، فهل كان تنازل الحسن الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام (إن أبني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين) مع قوته وتمكنه من الحرب (حقاً)؟ أم كان خروج الحسين مع ضعفه وتجرده من القوة (حقاً)؟ فكيف يتناقضان ويكونان معصومين في نفس الوقت؟
الشيعي: وهذا أيضاً من الأمور التي أحرجت الأئمة ولذلك يمنعون مثل هذه الأسئلة وحرموا مجرد طرحها!!
أبو غريب: فلماذا أخذتم بفعل الحسين وتركتم فعل الحسن رضي الله عنهما؟
الشيعي: لأن الحسين تزوج من شهربانو ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد، حيث التقت الشجرة الساسانية الكريمة بالشجرة الهاشمية ومن ذريتهما سيعود المُلك السليب وهذا هو السبب في حصر أئمة الشيعة ابتداءا من الإمام الرابع في سلالة الحسين عليه السلام فقط!!
أبو غريب: هذا يعني أن الإمام الثاني عشر (المهدي) عندكم من ذرية الحسين، مع أنّ الصحيح عندنا أنه من ذرية الحسن رضي الله عنهما.
الشيعي: نعم، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد كان الإمام الحادي عشر وهو (الحسن العسكري) عقيماً لا يولد له، وقد قال أبو عبدالله: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت!! فمن هنا ظهرت فكرة الإمام الغائب – عجّل الله فرجه – حتى يعيش آلاف السنين دون حرج، وقد انطلت على الشيعة، وهم إلى الآن ينتظرون خروجه، وقد تعدى عمره الألف سنه!! وصار سردابه الذي ادعوا اختفاؤه فيه مورداً جيّداً للمال.
أبو غريب: وكيف كنتم تتعاملون مع التناقضات التي كانت تحدث بين أئمتكم مع عصمتهم كما تدعون؟
الشيعي: لقد كانت فكرة التقيّة من أذكى الحلول لهذه المعضلة - وهي تسعة أعشار الدين - وقد أُخذت من اليهود الذين يجيزون الكذب على غيرهم من الأمميين، قال أبو عبدالله: التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له، وقد حدد آية الله الخميني سبب التقيّة بقوله: (هو الحفاظ على الإسلام والمذهب الشيعي، وأن الشيعة لو لم يلجأوا إليها لكان الفكر الشيعي قد انتهى الأمر به إلى الانقراض) ولهذا يدّعون عند التعارض أن أحد القولين كان تقيّة.
أبو غريب: وكيف تميزون الحق بين القولين؟
الشيعي: عند تعدد أقوال الأئمة وتعارضها فالقول المعتمد عند الشيعة هو ما خالف قولكم، كما قال الأئمة، فعن محمد باقر بن عبدالله قال: قلت للرضا عليه السلام: كيف تصنع بالخبرين المختلفين؟ فقال: إذا ورد عليكم خبران مختلفان فانظروا إلى ما يخالف العامة (أي: السُّنة).
أبو غريب: ولماذا لا تحتكمون إلى القرآن؟
الشيعي: القرآن الذي بين أيدي الناس - كما قلت لك - محرّف باعتقاد الشيعة، وهم يقرؤونه للضرورة فقط، فعن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: إن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام، وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد.
أبو غريب: أظنه سيكون باللغة الفارسية!!
الشيعي: أنت تقول هذا مازحاً، لكني لا أستبعده، ولو علمت مدى الحقد الذي يملأ قلوب الفرس على العرب وحتى الشيعة منهم لما استبعدت هذا.
أبو غريب: ومتى تتوقع أن تنتهي هذه العداوة بين الشيعة وأهل السنة؟
الشيعي: لن تنتهي إلا بمحو دينكم من الوجود وقتلكم كما قال الخميني لأحد الأئمة حين دخل طهران قادما من المنفى قال: آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب (أهل السنة) نقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولا نترك أحداً منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحوا مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلة للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام، وقد روى المجلسي عن المنتظر أنه قال (ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح) وهذا الذي جعل الخميني يترحم على نصير الدين الطوسي وابن العلقمي حين تحالفا مع هولاكو وذبحوا المسلمين بعد إسقاطهم بغداد!!
أبو غريب: في الواقع وأنت تتحدث عن إمامكم المنتظر وعن حكمه بحكم آل داوود وقتله للعرب وقيام دولة اليهود بفارس ومحو مكة والمدينة انقدح في مخيلتي شخصية واحدة هي المسيح الدجال، فتلك الأوصاف تنطبق عليه تماماً.
الشيعي: هنيئاً لكم يا أهل السنة، عندكم الكتاب والسنة، ولم تعانوا شيئاً مما نعانيه من التذبذب والتخبط والشتات، إذ لا يستطيع الواحد منّا أن يناقش عالماً ولا أن يسأل عن دليل، فكل الذي تسمعه من الأدلة هو: عن أبي عبدالله وقال أبو عبدالله، فالشيعة في قلق من كثرة الفرق ومن تناقضها وتخالفها في الأصول، فقد فاق عددها 300 فرقة، أما أنتم فمتفقون في أصولكم وخلافكم خلاف طبيعي في الفهم لا يتجاوز الفروع!!
أبو غريب: فما رأيك في الشعبي حين قال: الرافضة يهود هذه الأمة!
الشيعي: صدق والله!
- فهم يبغضون الإسلام كما يبغض اليهود النصرانية.
- وقد أحرقهم علي عليه السلام ونفاهم وكذلك كانت محنة اليهود.
- وقالت اليهود لا يكون الملك إلا في آل داود وقالت الشيعة لا يكون الملك إلا في أل علي بن أبي طالب.
- وقالت اليهود لا يكون جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح وقالت الشيعة لا يكون جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي.
- واليهود يستحلون دم كل مسلم وكذلك الشيعة.
- واليهود حرفوا التوراة والشيعة حاولوا فلما عجزوا قالوا بالمعنى الباطن وحرفوا معانية.
- وقالت الشيعة النار محرمة على الشيعي إلا قليلا وقالت اليهود لن تمسنا النار إلا أياما معدودات.
أبو غريب: ما دمتم معشر علماء الشيعة تعرفون الحق وتعلمون أن التشيع لم يظهر إلا لهدم دين محمد صلى الله عليه وسلم وأن أهل السنة والجماعة على الحق، فلماذا لا ترجعوا إلى الإسلام؟
الشيعي: (يرفع رأسه وينظر بعينيه المغرورقتين بالدموع): شيئان لو أعطي الإنسان واحد منهما لكتم الحق ولقال بغيره - إلا من رحم الله - فكيف بهما وقد اجتمعا؟!
أبو غريب: وما هما؟
الشيعي: (يلتفت يميناً وشمالاً) ثم يقترب ويقول: الخمس والمتعة، فالمال والنساء من أعظم الفتن، فأما المال فمتوفر حتى أصبح فقهاؤنا من أثرياء العالم وأما المتعة فمن أعجبته فتاة أو امرأة استمتع بها ولو كانت ذات زوج والشيعي لا يخرج من هؤلاء الثلاثة:
1- إما رجل يعرف الحق لكنه صاحب شهوة فعنده المال والنساء يستمتع بهما كيفما شاء.
2- أو رجل عاقل عرف الحق لكنه خائف على نفسه فهو يظهر خلاف ما يبطن، وما أكثرهم.
3- أو رجل أحمق مغفل يصدق كل ما يسمع فهذا إمعة لا رأي له.
أبو غريب: فماذا عنك أنت؟
الشيعي: أنا عندي يقين أن التشيّع دخيل على المسلمين وأن أهل السنة أولى بالحق وأقرب إلى الصواب.
أبو غريب: إذاً، ابسط يدك أهنئك، وتوكل على الله وأركب سفينة النجاة سفينة محمد وصحبه.
الشيعي: إن شاء الله وسأعلن ذلك قريباً ولكن في الوقت المناسب!!.