المنافسة غير المهنية بين المقاولين «حرق الأسعار» (1من 2)
عبد الله حمد العمار
تعتمد ترسية المشاريع على المقاولين سواء المطروحة من الدولة أو من القطاع الخاص بصفة عامة (مع وجود بعض الاستثناءات) على معيار واحد هو معيار الترسية على أقل الأسعار بصرف النظر عن أي معيار آخر حتى ولو لم يكن المقاول مؤهلاً تأهيلا تاما وهذا بدوره أشعل نار المنافسة غير المهنية بين المقاولين عن طريق تقديم أقل الأسعار للمنافسات الحكومية ومنافسات القطاع الخاص دون أي اعتبارات أخرى في الأغلب الأعم.
فما المنافسة المهنية والمنافسة غير المهنية ؟
وما أسباب المنافسة غير المهنية؟
وما الآثار السلبية المترتبة عليها ؟
وكيف تكون معالجة هذه الآثار السلبية؟
إن المنافسة المهنية بين المقاولين تقتضي تقديم أفضل العروض من حيث الأسعار والجودة والسلامة واحترام أوقات تنفيذ المشاريع وتحقيق السعودة بينما المنافسة غير المهنية هي عكس ذلك تماماً.
وتتلخص أسباب المنافسة غير المهنية في تقديري في الآتي:
1 – ترسية المشاريع على أقل الأسعار حيث نصت المادة الثانية والعشرون من نظام المنافسات والمشتريات الحكومية على أنه لا يجوز استبعاد أي عرض بحجة تدني أسعاره إلا إذا قل بنسبة 35 في المائة فأكثر عن تقديرات الجهة الحكومية والأسعار السائدة.
2 - إعطاء معظم الأعمال إلى مقاولين بعينهم فقط جعل باقي المقاولين يتنافسون على بقية المشاريع مما يؤدي بهم إلى حرق الأسعار.
3 - جشع بعض المقاولين وجهلهم الذي يدفعهم لمحاولة الحصول على أكبر عدد من المشاريع بأقل الأسعـار حتى ولو كان حجم هذه المشاريع يفوق إمكاناتهم المادية والإدارية والفنية واللوجستية فالمهم أن يحصلوا على أكبر عدد ممكن من المشاريع دون النظر في عواقب الأمور وما قد يتعرضون له من خسائر.
4- المقاولون المتسترون على بعض الوافدين غير المنظمين والذين لديهم نوايا قد لا تكون حميدة حيث يتسلمون الدفعة المقدمة ومن ثم يولون الأدبار ويهربون ويبقى المقاول المتستر متورطا في هذا المشروع.
5- بعض المقاولين الناشئين هداهم الله يتقدمون بأسعار محروقة للمشاريع للفوز بهذه العقود بقصد الحصول على التأشيرات فقط.
6- بعض المقاولين الفاسدين يحصلون على وعود من بعض المسؤولين القائمين على هذه المشاريع بأن يقوموا بحرق الأسعار عند فتح المظاريف وحينما يكون هو أقل الأسعار فإنه يمكن بعد ذلك تعديل أسعاره بطريقة أو بأخرى فيفشلون في ذلك وتقع الفأس في الرأس فيتورط المقاول الفاسد ويحصل على مشروع أسعاره محروقة.
7 - مقاولو الشنطة إن جاز لي التعبير على وزن تجار الشنطة حيث يدخل هذا النوع من المقاولين إلى المنافسة بأسعار محروقة ثم يقوم بمحاولة بيع هذه المشاريع إلى مقاولين من الباطن وهذا يتم في العادة في أوقات الطفرات ومن مقاولين غير محترفين وقد لا ينجحون في ذلك فيحصلون على مشروع أسعاره محروقة ويتعثرون ويخسرون لأنهم في الأصل لم يدخلوا بغرض تنفيذ المشروع ولكن بغرض بيعه.
8 - عدم كفاءة القائمين على تسعير المنافسات لدى بعض المقاولين أو فسادهم .
9 - أن يتضامن مقاولو الأول مصنف درجة رابعة مثلاً وهو الذي سيقوم بالعمل والثاني مصنف درجة أولى أو ثانية وهو الذي يقوم بالتغطية النظامية دون أن يكون له دخل في التنفيذ.
هذه هي بعض الحالات التي تدفع المقاولين إلى حرق أسعارهم ولا شك أن ذلك له آثار سلبية من عدم التزام المقاولين بمعايير الجودة والسلامة وعدم تقيدهم بنسب السعودة وعدم احترامهم لمواعيد تنفيذ المشاريع ونشر الفساد الإداري وتعثر تنفيذ مشاريعنا التنموية والخدمية وتأخر الاستفادة منها وإضعاف وإعاقة تطور قطاع المقاولات الوطني مما يؤدي إلى الإساءة لسمعة المقاول السعودي واضطرار بعض الجهات الحكومية للاستعانة بمقاولين من الخارج.
وسأتناول تكملة الجزء الثاني من هذا الموضوع في مقالة لاحقةـــ بإذن الله.
http://www.aleqt.com/2011/02/13/article_503454.html