بقالة.. بوفيه.. مأساة!!
تعاني الكثير من المدارس – وبخاصة الثانوية - وجود"بقالة وبوفيه" بالقرب منها، وهذه المعاناة لا يدركها إلا من يعمل بإدارة هذه المدارس. وحقيقة هذه المعاناة نابعة مما تسببه هذه المحال من أضرار لأبنائنا الطلاب، وما تسببه من إزعاج لإدارة المدارس القريبة منها.
وقبل الحديث عن أضرار هذه البقالات، والبوفيهات، ومخاطرها.. أتساءل هنا: من المسؤول عنها؟!! وهل تخضع لرقابة؟ ولمن يلجأ المتضرر من وجودها؟.
هذه الأسئلة لم تأتِ من فراغ، وسأعود إليها بعد الحديث عن أضرارها، ومخاطرها؛ فلها أضرار عديدة، ومخاطر جسيمة، منها:
1- أنها السبب المباشر للتأخر الصباحي بالنسبة للطالب، وهو مفتاح لكل شر؛ فالكثير من الطلاب يتأخر في الصباح بسبب هذه المحال، كما أن هذا التأخير يسبب له خصماً من درجات المواظبة إنْ كانت المدرسة مطبقة للنظام، ناهيك عن فوات الحصة الأولى على المتأخر، التي غالباً ما تكون حصة علمية.
2- أنها سبب مباشر لكثير من المشاحنات والمضاربات التي تحدث بين الطلاب.
3- أنها وكر لتجمعات الطلاب، وما ينشأ عن هذه التجمعات من مخالطة لأصحاب السوء، وصيد سهل لأصحاب النفوس الضعيفة.
4- أنها غالباً ما تكون صغيرة، وغير مهيأة لتحقيق الشروط اللازمة للتخزين ولسلامة المواد؛ ما يؤدي إلى وجود بعض المواد الفاسدة أو غيرها من المخالفات، وكذلك البوفيهات التي غالباً ما تكون نظافتها دون المستوى المطلوب.
5- أن الطالب يتعلم فيها ألف باء التدخين؛ ففيها تباع السجائر بالمفرد؛ فهؤلاء العمالة كل همهم الربح المادي؛ لذا فهم يبيعون السجائر للطلاب بالمفرد، وقد يتجاوز سعر السيجارة الريال.
وهناك الكثير من الأضرار الناجمة عن وجود مثل هذه المحال بالقرب من أفلاذ أكبادنا، والمخاطر الجسيمة التي تهدد حياتهم ومستقبلهم.
أما الأسئلة التي طرحت من قبل فهي أسئلة حيرت كل إدارات المدارس التي تعاني هذه المشكلة. وإذا استعرضنا هذه الأسئلة فإننا نحاول أن نجد لها حلاً، ومَنْ يمتلك الإجابات فهو صاحب فضل ومعروف إنْ زوّد إدارات هذه المدارس بهذه الإجابات.
فهل هذه المحال تخضع للرقابة؟
فإن كانت كذلك فكيف تُباع فيها السجائر؟!!
أريد إجابة لهذا السؤال فقط، أما بقية أسئلة الرقابة فهي زكاة وصدقة إن وجدنا إجابة عن هذا السؤال؛ لأن هذا الأمر أكبر خطر على أفلاذ أكبادنا. ولكن السؤال: هل سيقف الأمر عند الدخان فقط أم أنه يتعدى إلى..... الله يستر.
وأما سؤالي: من المسؤول عنها؟ فإنني طرحته لأنني لا أعلم لأي جهة تتبع ومَنْ المسؤول عنها؟؟
لا تتعجب....؟؟ فقبل ذلك اسأل من تضرر من وجودها هل وجد من يشتكي إليه؟؟
إنني أستغرب من وضع مثل هذه المحال؛
فعندما تشتكي للدوريات يقولون لك لا علاقة لنا؛ فهذه ليست جنحة وليست جناية حتى نتعامل معها.
وعندما تشتكي للبلدية يقولون لك هذه ليست مسؤوليتنا.. عجباً، كيف ليست مسؤوليتكم؟ ألستم من منحها الترخيص؟؟!!
والسؤال المطروح هنا: كيف تُعطَى مثل هذه المحال في مثل هذه المكان تصاريح وهي تسبب كل هذه الأضرار؟ أليست ((لا ضرر ولا ضرار)) قاعدة شرعية.
وما معايير منح الرخص؟؟
وما أسسها؟؟
بل هل هناك معايير أصلاً؟؟
قطعاً هناك معايير، ولكن هل هناك من يطبقها؟؟
أم أنها تتجاوز بحب الخشوم وأشياء أخرى من تحت الطاولة؟؟
وإذا اشتكيت للصحة قالوا لك هذه ليست مسؤوليتنا؟؟
فإذا كانت الدوريات لا يهما ذلك أو ليس من عملها.. وكانت البلدية لا علاقة لها بذلك.. وكانت الصحة ليست من مسؤولياتها..
فمن المسؤول عن ذلك؟
قبل أن أختم لدي سؤال بريء عفوي أطرحه للتفكير فقط وليس للبحث عن الإجابة؛ لأننا اعتدنا على التنصل من المسؤوليات ورميها على غيرنا حتى أنها أصبحت ككرة بعض المحترفين الذي يواجه المرمى ويطوح بها إلى عنان السماء..
وسؤالي: أليست المخاطر التي ذكرناها تمس أمن أفلاذ أكبادنا الذين هم عماد مستقبل هذه الأمة؟!!
أليست هذه المخاطر تهدد صحة هؤلاء الأبناء؟؟
أليست هذه المخاطر سببها وجود هذه المحال التي تحمل رخصاً نظامية؟؟
إذاً.. كيف تنتفي علاقة الدوريات والبلديات والصحة بهذه المخاطر؟
صورة مع التحية للأمانة، والإخلاص، والضمير.. وكل عام وهو يرفل بثوب آمن من الصحة والعافية.
ساير عوض المنيعي
http://www.sabq.org/sabq/user/articles.do?id=410