زراعة الحديد
الخميس, 25 نوفمبر 2010
عبدالعزيز السويد
أقترح تخصيص أسبوع من كل عام للوحات الإعلانية، وسبب الاقتراح هو الاهتمام الكبير الذي أراه من بعض البلديات باللوحات الإعلانية لا تلك التي تعلن عليها نشاطاتها بل التجارية منها، فهي من الكرم ونكران الذات بحيث تقوم بتأجير المواقع «الزينة» في حين تنشر إعلانات نشاطاتها على الجسور الإسمنتية.
وبحكم أن الأسابيع سنوياً مزدحمة بالنشاطات والفعاليات وتسهيلاً على الإخوة في البلديات يمكن استبدال أسبوع الشجرة بأسبوع اللوحات الإعلانية، الأولى من مظاهر الريف أما الأخيرة فهي عنوان المدنية الحديثة ومن مشاعل التطور والتنمية التي تنير طريقنا نحو الأفق الأخضر المترع بالحلم الجميل، كما أن لهذه اللوحات فوائد عدة تتجاوز إعلان تحمله، أنها تضيف إنارة للطرقات كما تقوم بفحص نظر السائقين بأضوائها المبهرة للتأكد من أنه ستة على ستة، حينها يعلم السائق ضعيف النظر خطورة قيادة السيارة حال حلول المساء «ويقعد في البيت»، إضافة إلى إتاحة الفرصة لصاحب نظر ستة على ستة استخدام نظارته الشمسية ليلاً.
قامت أمانة مدينة الرياض - أخيراً - باجتثاث قرابة 60 نخلة من وسط طريق الملك فهد بالرياض ولم أجد سبباً لذلك سوى - فتح عيون سكان العاصمة للاستمتاع وتأمل شروق شمس لوحة إعلانية كبيرة، قد تكون هناك أسباب أخرى لا علم لي بها - هي من الاحتمالات -، مثل احتمال إصابة بسوسة النخيل الحمراء أو الزرقاء! لكن ما أعلمه أن لهذا النخيل عمراً يصل الى 20 عاماً، وكل نخلة كلفت ما كلفت، نحسبها بالأرقام التقريبية، أليست «أموال عامة»! بحسب خبراء في الشأن الزراعي، إذ تكلف النخلة الواحدة في المتوسط كل عام، عشرة آلاف ريال، ما بين رعاية وتسميد وري، ولدينا 60 نخلة، هذا يعني 600 ألف ريال، نضربها في 20 عاماً لنحصل على 12 مليون ريال قيمة مال عام صرف على زراعة ورعاية هذا النخيل المجثوث.
تجاوزت ذكر التلوث الضوئي الذي نعاني منه وكذا تلوث الهواء فنحن لسنا من العالم الأول المهموم بالشجرة والاخضرار، يكفينا منتخبنا الأخضر حين يفوز لينتشر الاخضرار، والشجر عائق للنظر ونحن نحب التطلع للأفق البعيد مثل زرقاء اليمامة، لأكمل الأرقام، كم هو رسم تأجير موقع اللوحة؟ لست أعلم تحديداً، قد يكون مليون أو ثلاثة في السنة مع المبالغة، لكنه لن يصل إلى الكلفة أعلاه. لماذا يصبح المال العام «الأخضر» سهل الاجتثاث عندما تتولاه جهات رسمية، وحينما يصطدم سائق بالخطأ في شجرة وتتضرر رقبته، يمسك منها «المسكة المخلبية»، فيتحول إلى العدو الأول للبيئة.
www.asuwayed.com
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/205978