عبدالله المالكي ( خبر ) :
ازدادت المخاوف من تفاقم ازمة المياه في محافظة جدة مع زيادة المعاناة خلال الايام القادمة مع تزايد درجة الحرارة وظهور سوق سوداء لبطاقات سقيا وتكرار مشاهد الازدحام صباح مساء في اروقة وصالات الاشياب بعد مرور عدة اسابيع وعدد من الاحياء لا تزال تعاني من ازمة المياه. وفي الامس انضمت احياء شمال جدة لقافلة الاحياء التي تشكو نقص المياه حيث لا تزال احياء الجامعة, الهنداوية, السبيل, البخارية, البغدادية, الصفا, مشرفة, المكرونة, الرويس, الشرفية, الرحاب, قويزة, النسيم, الحرمين تعاني من الانقطاع ويطالب المواطنون باعادة جدولة عاجلة للمياه مع اهمية ايجاد حلول للشبكة الداخلية التي تعاني من التسربات. وقال المواطن حسن عجاج ان حياً مثل قويزة انقطع عنه الماء ثلاثة أشهر لم يصل اليه ماذا يفعل السكان غير ان يذهبوا الى الاشياب لجلب الماء منها. اما محمد العميري فاوضح بان المياه كانت توزع جيدا في الفترة الماضية غير انها ومع نهاية شهر جمادى الاولى بدأت تتغير مواعيدها في التوزيع مما يجبرنا الى الذهاب للاشياب.
محمد المالكي من سكان الصفا يقول أين الشركة التي ستقوم بتشغيل المياه في جدة حيث قرأنا توقيع العقد معها فمتى تباشر مهامها لتنظيم عملية توزيع المياه.
ابراهيم الخيري من حي النزهة يطالب بسرعة توزيع المياه التي تم ضخها من المحطة العائمة البارجة التي تم تشغيليها لحل جزء من هذا الازدحام حيث ان الدولة قد امنت ما يوفر المياه من محطات تحلية وبارجة فأين الخلل.
يشار الى ان الازدحام في الاشياب لازال رغم الجهود التي تتخذها ادارة مياه جدة لتسهيل صرف صهاريج المياه.
عبدالله طاهر عبر عن استيائة بسبب الفوضى بعد ان استلم رقما ولم يجد وايت مياه حيث فوجئ عند خروجه لأخذ صهريج مياه بعدم وجوده بعد انتظاره لساعات في الحر وتحمله ضربة الشمس الحارة مبينا معاناته من انقطاع المياه المتكرر في كيلو 14 الحي الذي يقع جنوب مدينة جدة وقال انه دفع 1800 ريال لإيصال ماسورة المياه اضافة الى 2600 ريال لتركيب العداد ولكن دون جدوى لم نصل المياه بعد ليظل ينتظر ويعاني من مسلسل الانقطاع.
من جانبه قال خالد عبدالله انه اضطر الى ان يتغيب من عمله ليأخذ وايت ماء حيث تنقطع المياه باستمرار وطالب بحل لتلك الازمة بأن تقوم وزارة المياه بعمل خدمة الهاتف لطلب الوايت بدلا من تكبد المواطن عناء الوصول والدفع المقدم عند وصول الوايت بحيث يكون هذا الحل على الاقل في الفترة الراهنة لحين حل هذه الازمة واضاف: بدأ السماسرة للاسف يستغلون الظرف الصعب.
اما المسن العم علي الذي يسكن في قويزة حيث تنقطع المياه بصفة مستمرة فقد بدا عليه التعب والارهاق خلال وقوفه تحت اشعة الشمس الحارقة.
من جهة اخرى عبر مواطنون عن استيائهم من بطاقات سقيا المسبقة الدفع وقالوا ان الرقم المخصص لهذه الخدمة إما انه مشغول او لا يرد اضافة الى صعوبة شراء البطاقات وقال كل من محسن العطاس، محمد الجبر، سالم الجهني، عادل الفايز، ابراهيم غانم: انهم سبق ان تعاملوا مع بطاقات (سقيا) وكانت جيدة نوعا ما لكن في الزحام والازمة تصبح هذه البطاقات سيئة ولا تجد من يرد عليك او يجيبك واشاروا الى ان بعضهم أمضى 48 ساعة دون ان يجد أية اجابة.
وأبدى عدد منهم استياءهم من ظهور السماسرة والسوق السوداء مؤملين ان تجد الازمة حلا عاجلا.
من جهة اخرى أكدت مصلحة المياه انها تسعى لإنهاء هذه الازمة وبرمجة الاحياء في مواعيد الضخ الاسبوعي التي تبدأ غدا السبت.
من جهة أخرى اشتكى العديد من المتنزهين في كورنيش جدة من الرائحة النتنة التي يشمونها عند مرورهم بالقرب من البحر المقابل لدوار النورس، وكذلك اللون الغريب و الدخيل على بحر جدة في تلك المنطقة، مما جعل متنفسهم الجميل مكانا غير صحي. عبدالله الانصاري احد المتنزهين قال: في نهاية الاسبوع اخذ ابنائي للنزهة وعند المرور بجوار ميدان النورس اتضايق كثيرا من الرائحة النتنة، وعند تتبعي لمصدر الرائحة اجد مصدرها للأسف هو البحر، وكأنها رائحة صرف صحي تصب داخل البحر، فاين اذهب بابنائي ومتنفس جدة جزء منه ملوث. و استغرب عمر عبدالله متنزه اخر من غياب دور امانة جدة في المراقبة اولا ثم من بعدها المحاسبة، وفي رايي لم يتطاول الذي لوث بحر جدة الا بسبب غياب العقاب او ضعف العقاب ان وجد. و من جانبه حذر نايف الشلهوب اخصائي حماية البيئة في مصلحة الارصاد وحماية البيئة من خطورة تفريغ مياه الصرف الصحي في مياه البحر لاحتمال انتقال الامراض الى جسم المتسبح كانتقال بكتريا السالمونيلا وهي بكتريا خطيرة جدا اذا انتقلت الى الانسان، كما ان الاماكن المجاورة للتلوث تكون مكانا غير صحي وعرضة لمن يمر بجوارها للاصابة بالامراض، بالاضافة لما يصاحب التلوث من روائح كريهة تؤثر على نفسية المتنزه وتصيبه بالضيق و الحرج.
وحمل الشلهوب امانة جدة مسؤولية التقصير في المراقبة في حال التأكد من وجود تلوث للبحر بسبب مياه الصرف الصحي.
و اعترف المهندس جمال ابو سبعة مدير الاصحاح البيئي بأمانة جدة بوجود تلوث في منطقة البحر المقابلة لدوار النورس بسبب كونه منفذا رسميا حكوميا لتصريف مياه الامطار وتخفيض منسوب المياه الجوفية، كما انه يتوقع وجود تعديات على الشبكة وذلك بضخ مياه الصرف الصحي من خلال الشبكة ، و لمواجهة التعدي وضع مؤخرا اجهزة حديثة لرصد تلك التعديات ولوقفها مباشرة.
واما عن لون البحر الغريب و الرائحة المستهجنة في تلك المنطقة اوضح ابو سبعة ان اللون الغريب ناتج عن اضطراب حبيبات رمل البحر اثناء دخول المياه من خلال المنفذ الى البحر مما يسبب ذلك الاضطراب في الرمل ، واما الرائحة المستغربة فهي بسبب رائحة طحالب البحر و قد تكون بسبب مياه الصرف الصحي الخام.
عامين للحل
وألمح ابو سبعة لحل مشكلة التلوث في بحر جدة و الموجودة في اكثر من موقع منها دوار النورس، انه قد شكلت لجان من حرس الحدود ومن امانة جدة ومن مصلحة الارصاد وحماية البيئة ومن مصلحة المياه والصرف الصحي لدراسة المشكلة ولايجاد الحلول المناسبة للحد من التلوث الحاصل في البحر، فمن الحلول على سبيل المثال هو اننا سنعمل فلترة عند منافذ التصريف التي على البحر للحد من التلوث، علما بأن الحلول النهائية لمشكلة التلوث في البحر ستأخذ مدة زمنية قد تصل الى عامين.
أتعجب من قرارات مصلحة المياة جدة مدينة على الساحل وينقصها الماء
لماذا لم يفكروا ببناء محطة تحلية ( جنوب جدة ) للمستقبل لسد حاجة السكان
من الماء . بدلا من الاعتماد على محطة واحدة غير قابل للتوسع لإنحصارها بين
الأحياء الراقية .