صناعة الدبس من تمر الخلاص في القطيف - صور
ايميلات -
اشتهرت القطيف في مجال زراعة النخيل فتناثرت نخيلها المتنوعة في كل أرجائها، وحظيت النخلة بعناية خاصة من أهلها وأبدعوا في مجال التعامل معها في جميع مراحلها حُباُ وإخلاصاً وإحتراماً من الغرس والعناية والتنبيت ومرحلة الحصاد والصرام وما بعده، حيث يأتي دور التمر ومنه إستخراج مادة الدبس التي نحن بصدد الحديث عنها في هذا التقرير المصور.
والدبس هي المادة السائلة اللزجة الحلوة المتنوعة المذاق والمزاج بحسب نوع وجودة النخلة التي تأخذ منها وفق طرق متبعة لدى المزارعين والمهتمين في مثل هذا المجال.
ويشتهر في المنطقة تحضير الدبس من الخلاص والشيشي والخنيزي وغير ذلك من أنواع النخيل.
وللدبس فوائد عدة ومهمة كونه يحتوي على الفيتامينات والمعادن والخصائص الفريدة والمفيدة.
وللصرام طرق عدة من أشهرها ما يلي:
1- قطع عدوق النخلة بالمنجل بعد النضج ثم ترمى على بساط و يكون غالباً على حصر أو على السمة الخاصة من سعف النخيل.
2- تقطع عدوق النخلة بعد النضج ويوضعها الصرام في مرحلة (أو زبيل) يتدلى بحبل مربوط في سعف النخلة (ويسمى الفقر) وينزل التمر إلى الأسفل ويكون هناك رجل أخر ويسمى مساعد الصرام يتلقى (المرحلة) أو(زبيل) التمر ثم ينقل محتوياته إلى موقع الفدى الذي يجمع فيه التمر.
3- الطريقة الأخرى وهي (هز/نفظ) عدوق النخلة في وعاء (مرحلة – أو زبيل) ليتساقط التمر الناضج ويترك الباقي حتى ينضج فيما بعد.
الجنـــــاز:
1- وبعد تجميع التمر على الفدى يترك ليجف تحت أشعة الشمس لمدة محددة كأن يكون من 1-4 أيام
أو 1-2 أسبوع على الأكثر أو بحسب طبيعة وحالة التمر.
2- ثم تأتي المرحلة الأخرى حيث يقوم الجنَّاز وهو الشخص الذي يقوم بتعبئة التمر في القلات أو الأكياس المناسبة بعد تنظيفه من الشوائب والفضلات والأشياء الغير ضرورية.
3- وبعد التعبئة تغلق القلات بالعقب والأكياس بالحبال ثم ترص حتى يبدأ الدبس بالسيلان.
4- ثم توضع هذه القلات أو الأكياس في مكان يسمى الجندود وقد تعارف الناس منذ القدم وعبر الزمن على ما يسمى بالجندو، أو توضع في الخزانات التي إنتشرت في الآونة الأخيرة عند المزارعين وأصحاب النخيل.
والجندود هو من فخر تراثنا وموروثاتنا بمنطقة القطيف الزراعية الخصبة الشهيرة المحاطة بالنخيل بشتى أنواعها، وعند تعريفنا للجندود وبطريقة سهلة ومبسطة (فهو المكان الذي توضع فيه قلات التمر المجهزة للدبس وعادة ما يحفر له حفرة في الأرض وتبنى بالطوب والإسمنت (وكان قديماً تبنى من الأحجار والطين المحروق، ليثبت البناء ويتماسك من دخول الرطوبة أو تسرب المياه، فتصبح هذه الحفرة بمثابة الإناء الكبير لتجميع مادة الدبس من التمر المحفوظ في القلات) ثم يتم إحاطتها بشرائح من جذوع النخل لتقويتها ثم تغطيتها بطبقة من الجريد المصفوف والمرصوص بطرق إبداعية لسمح للدبس بالنزول منها بطرق إنسيابية وسهلة. كذلك يقوم البعض بتجهيز الجندود بطريقة عمل ما يشبه بالأخاديد المحفورة طولياً تنتهي بأماكن لتجميع الدبس. وقد أدخلت عليه الكثير من التعديلات والتطورات عبر الفترات الزمنية المتقادمة وبحسب الحاجة الماسة لتطويره.
ويتم تجميع الدبس في أوعية خاصة مثل السطول أو (أتناك – أو علب من صفائح المعدن) ثم تتم تنقيته وتصفيته ليظهر بأحسن منظر وجودة ومذاق.
أما هذه الأيام فإن كثير من الأمور قد طرأت على الجندود حيث هناك الآن:
1- غرف خاصة لتجميع التمر من أجل إستخراج الدبس تسمى بالمسحات ومفردها (مسحة).
2- كما أن هناك بدأت تنتشر الخزانات الحديدية / المعدنية لتجميع الدبس.
3- وأيضاً يوجد خزانات حرارية يستخرج منها الدبس في أي وقت من أوقات السنة الموسمية.
5- ويوجد أيضاً خزانات الضغط والترصيص لإستخراج الدبس بصورة حديثة ومبتكرة.
ويبقى الدبس المستخرج من هذه الأوعية والخزانات هو الأهم في كل هذا حيث يجب أن يكون ذو مواصفات عالية ونقية يقبل عليه المستهلكون والمستخدمون له وهم على أكمل رضا وارتياح من جودته ويتم تخزينه في سطول بلاستيكية ووضعه تحت التبريد في الثلاجات لحين إستعمالة.
أما فوائد الدبس الصحية والعلاجية وكذلك إستعمالاته فهي أكبر من أن نتحدث عنها في هذا التقرير المختصر والمحدود.
ويمكن عمل أشياء كثرة من الدبس منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- يستعمل الدبس لعمل طبق الخبيص الشهير في العوامية ومنطقة القطيف.
2- يستعمل الدبس لتناول القيمات (لقمة القاضي) وهو الطبق التي تجده على معظم موائد الإفطار في شهر رمضان المبارك.
3- يحلى به الشاي لتلافي السكريات العادية والغير صحية.
4- يخلط مع الحليب لإعطائه مذاق خاص ويساعد في ترطيب المريء والحنجرة.
5- يعمل منه طبق الرز بالدبس أو ما يسمى محلياً بالقسمة أو البرنجوش.
6- يعمل منه عصير الدبس الممتاز.
7- يعمل منه المثلجات الصحية غير الملونة و المناسبة لأبنائنا الصغار.
8- يعمل بمذاقها أنواع من المعجنات والكيك والبسكويت.
9- يعمل بمذاقها أنواع من الخبز العادي والخبز الأسمر (الخبز الأصفر) الشهير والموروث في المنطقة سواءاً بالسمسم أو حبة البركة.
10- يعمل من الدبس خلطة (الكاباتشينو) الصحية والفريدة من نوعها.
11- وغير ذلك الكثير ،،، وأتركه لضيق المساحة.
و يبقى الدبس مادة غذائية صحية و مهمة جداً لأبناء المنطقة بل ومن أهمل موروثات المنطقة التي ما زلنا متمسكين بها رغم تقادم الزمن.