بصوت القلم
احلف يا مدير الجامعة
محمد بن سليمان الأحيدب
يبدو أن غياب الرقابة أو قصورها أدخلنا في مرحلة أخرى وصورة جديدة مختلفة من صور نتائج غياب محك الإشراف والرقابة، فسبق لغياب الرقابة هذا أن جعل الناس تجهل من هو الصالح ومن الطالح وتشك في كل شيء لعدم وجود المحك وهو رقابة صارمة ونتائج معلنة تجعلك تعلم أن هذا مخالف وذلك ملتزم بالنظام، هذا صالح وذلك طالح وبالتالي لا تدع للشك مدخلا وتعفيك النتائج المعلنة عن الحلف باليمين الغليظة أن ثمة فسادا علمت عنه من مصدر غير رقابي، وتريد الناس أن يصدقوك فتقسم بالله العظيم.
الصورة الجديدة صورة معاكسة فقد أصبح المسؤول هو الآخر يقسم بالله العظيم أن الأمور تسير في طريقها الصحيح لأنه لا توجد رقابة ونتائج معلنة تعفيه عن القسم العظيم وتجعلنا نصدقه حتى لو لم يحلف أو نقارعه الحجة بالنتائج المعلنة ولو أقسم ألف مرة.
في كل الأحوال لا أظن أن مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري معتوق عساس كان موفقا وهو يقسم بالله العظيم أول أمس أن الجامعة لم تقبل طالبة واحدة بالواسطة، وأن أبناء عمومته غضبوا منه لأنه لم يسجل بناتهم بحكم سطوة القرابة وقوة الواسطة. فمعالي مدير جامعة أم القرى سن بذلك سنة جديدة ومطلبا جديدا لكل مسؤول سواء في جامعة أو وزارة وهو مطلب (احلف)، وكأننا سنقول إن من لم يقسم بالله العظيم أنه صالح فقد أفسد، علما أن تأدية القسم بالإخلاص للوطن وحفظ الأسرار وتأدية الأمانة على أكمل وجه سابق لتولي المهام أصلا ولا داعي لإعادة تجديده.
ثم إن القسم لا يؤدى بهذه اللهجة غير الدقيقة أقسم بالله العظيم أننا لم نقبل طالبة واحدة بالواسطة، فقد يكون أحد موظفيك قد قبلها بالواسطة وأنت لا تستطيع أن تدعي فحص ملفات كل المقبولات (جهاز الرقابة الصارمة هو من يستطيع ذلك!!) ألم أقل لكم إن الرقابة وإعلان النتائج أهم من القسم؟!.
أما غضب أبناء العمومة فقصة أخرى عجيبة فقد تجعلنا نشعر (معاذ الله) أن كل مسؤول لم يغضب عليه أبناء عمومته قد قربهم (لا سمح الله)، وأن كل جامعة لدينا لم يغضب أبناء عم مديرها حجزت صفوفها الأولى لأبناء وبنات عمومته، وكل وزير بات وأبناء عمومته عليه راضون قد وظفهم وأجزل لهم العطاء (حاشى أن يكون ذلك).
أعتقد جازما أن مدير جامعة أم القرى بذلك القسم قد أحرج زملاءه، ليس لأنه أصبح أفضل منهم ولكن لأنهم قد لا يملكون ذات الجرأة على القسم.