«هات الزبون... وكل شيء يهون»
الخميس, 17 يونيو 2010
عبدالعزيز السويد
هذه صرعة جديدة بدأت تنتشر... حتى تكاد تتحول إلى ظاهرة، وسائل الترويج لها رسائل الإنترنت أو الإعلانات المبوبة، غرضها الهدف القديم، جمع المال بأيسر السبل، خيوط الإقناع تدور حول علاج الأمراض المستعصية، أو زيادة «زخم» الصحة بعد المحافظة عليها، مثل مكافحة آثار الشيخوخة بتوفير الشباب الدائم والنضارة، أيضاً لا ينسى مسوقوها استهداف الزبون من خلال الجنس، إما بعقارات ومستحضرات وإما بأدوات تحدث نقلة في حياته.
«الباعة الجائلون في القرن الـ21» هو الاسم المقترح لمن يسوق هذه السلع، إذ تجمع بينهم سمات عدة منها أن لا موقعَ محدداً لعرض بضاعتهم، ولا عنوان ثابتاً، حتى رقم الهاتف يتغير والبركة في الشرائح التي أهدتنا إياها شركات الاتصالات بمَطلٍّ رقابي من الهيئة المشرفة، الشراء يتم بالاتصال الهاتفي ولقاء على ناصية أو مطعم، والأدوات سيارة مستأجرة ومستودع خفي، ويخبرك بعض المسوقين عند السؤال عن التراخيص والشهادات الصادرة من جهات رسمية، والتي تثبت صحة ما قيل عن السلعة وصلاحيتها للاستهلاك، بأنها قُدِّمتْ لجهات الاختصاص ولا دليلَ على ذلك!
ومن العوامل المشتركة إضافة إلى غموض المكونات والمحتويات ارتفاع الأسعار، وادعاء ندرة البضاعة وتعيش تجارة «العاير» هذه، على تراتبية موظفين كل مرتبة لها نسبة من جيب الضحية، مثلاً مشروب يقول أصحابه إنه حيوي وصحي ولا يشبهه سوى ينبوع الشباب الدائم في الأساطير، يباع اللتر منه بأكثر من 300 ريال، وتزداد وتيرة الإثارة بعروض، «هات الزبون وكل شيء يهون»، كل زبون يأتي بآخر يحصل على مميزات، ليدخل اللعبة الهرمية متحولاً إلى شريك جامع للنقاط في دوري الباعة الجائلين في القرن الـ21.
الظاهرة غريبة والقدرة السريعة على إيصال البضاعة وتوافرها أغرب، المستهدفون هم السذج أو محبو التجربة، ممن لا يفكرون أنهم قد يستخدمون أو يتناولون ما يضرهم، الأصل أن لا تتضرر من ما تتناول قبل البحث عن الفائدة.
وأصعب شيء هو أن تسأل عن اسم الشركة أو المالك ولماذا لا يظهر النشاط للعلن مثل بقية الأنشطة وهو ما يبعث على الشكوك، ولا يُعرف كيف استطاع هؤلاء إدخال هذه البضائع إلى الأسواق، السؤال يوجه للجمارك حراس المنافذ، هل يعقل أن كل هذا تهريب، فإذا قيل «لا» نقول هل حصلوا على تراخيص من جهات معنية ليتم الفسح، خصوصاً في أكل وشرب ومستحضرات، أم ماذا؟
وأحذر القارئ من التجربة لأنها قد تكون بوابة للضرر... احذر ممن يقدم لك حلاً شاملاً لمشكلاتك أو مرض تعانيه، كلما كان العرض غامضاً ويتم سراً يصبح الحذر أوجب، والعجيب أن الإعلانات والهواتف أمام جهات الرقابة ومع ذلك تزداد الظاهرة في الانتشار.
يقول مدير أحد المنافذ الجمركية السعودية: «إن سجلات 20 في المئة من المستوردين غير نظيفة»، وما أسهلَ استخراج سجل وتغييرَ الاسم مع تنسيق - ولا أحلى - بين التجارة والجمارك!
www.asuwayed.com
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/153518