إفلاس بنك التسليف
م. طلال القشقري
(درْزن) من الشروط والوثائق والنماذج والاستمارات والتعهدات والتعريفات والتصديقات والكفالات، إلخ إلخ إلخ، منها ما هو مقدور عليها، ومنها ما هو تعسّفي أو شبه تعجيزي، ومنها ما هو غير لازم بالمرّة، طلبها بنك التسليف في جدّة من مواطن شاب ذي دخل محدود مهدود لم يقترف ذنباً سوى أنه استقرضه قرضاً (صغنّوناً) متدنياً قيمته (20) ألف ريال فقط.. كي يتزوّج!.
لو اطّلعتم على تفاصيل (الدرْزن) المطلوب، لأيقنتم أنه لم يتبقّ للبنك سوى أن يطلب صورة المواطن مع زوجته ليلة عقد قرانهما على (كُوشة) الفرح!.
ومع ذلك هل أقرضه البنك؟ كلّا ثمّ كلّا، بل طلب منه مراجعته لإكمال الإجراءات واستلام القرض بعد (حزّروا فزّروا) بعد كم؟ بعد (4) سنوات لا (4) ساعات أو (4) أيام أو (4) شهور، ولهذا أسطّر (4) علامات تعجّب!!!!.
هذا البنك الذي تملكه وزارة المالية، أستغرب أن يُعقّد الأمور هكذا ولا يُسهّلها على المواطنين البُسطاء، ومنهم فقراء، رغم تدعيمه من قبل الدولة بسخاء، إذ زادت رأس ماله مؤخراً (500) % دفعة واحدة، من (950) مليون ريال إلى (6) مليارات ريال، كما أستغرب أن يُجمِّد المال العام في خزائنه دون إنفاقه كما خطّطت له الدولة بعد دراسات الاحتياجات السُكّانية، في تمويل الأفراد والمنشآت لدفع العجلة الاجتماعية والاقتصادية إلى الأمام، لا إلى الخلف أو محلّك سِرْ، وسبق أن انتقدته جهتان مُطّلعتان عليه هما مجلس الشورى والغرف التجارية، على مساهمته التنموية الضعيفة، وتطوّره غير الملموس، ونهجه البطيء!.
هل تُراه أفلس؟ لا للمال، بل للأداء المهني الاحترافي الذي يؤهّله لمواكبة الطموحات؟ لا أعلم، فقط.. أطمع في تدخّل المسئولين لصالح المواطنين الغلابة!.
جريد المدينة
الأحد, 14 مارس 2010