دفعت أزمة ارتفاع أسعار الأرز في المملكة العربية السعودية بعدد من الاقتصاديين المتخصصين في مجال تسويق التمور إلى دعوة الرئاسة العامة للإفتاء في المملكة، إلى تشجيع المواطنين على استخراج زكاة الفطر من التمر، لما في ذلك من مردود إيجابي على تسويق التمور في المملكة.
وقال هؤلاء الاقتصاديون في تقرير لصحيفة "الرياض" السعودية نشرته اليوم 21-8-2008للصحفي أحمد بن حمدان "إن هذا الأمر سيؤدي إلى تسويق 50 ألف طن من التمور خلال موسم الزكاة، كما أن التمر يعد بديلا ناجحا للأرز، الذي ارتفعت أسعاره في المملكة مؤخرا، مما يساهم في خفض تكلفة زكاة الفرد الواحد بنسبة 50%.
</IMG>تسويق التمور المحلية
وأوضح عضو مجلس إدارة البنك الزراعي العربي السعودي عبد الله بن محمد الوابلي أن تشجيع الجهات المختصة في الإفتاء المواطنين على إخراج زكاة فطرهم من التمر بدلا من الأرز، سيساهم في تسويق كميات كبيرة من التمور، التي تعد إحدى السلع الرئيسية التي تنتجها المملكة.
وأضاف "إننا نقوم عند استخراج زكاة الفطر من الأرز بتشجيع إنتاج دولا مثل باكستان والهند وغيرها من الدول المنتجة للأرز، وهم المستفيدون من تنفيذ هذه الشعيرة الإسلامية لدينا".
وطالب الوابلي مصانع تعبئة التمور السعودية بتصنيع عبوات متناسبة مع زكاة الفطر، من أجل تسهيل تنفيذ هذا الاقتراح، وتسويق نحو 50 ألف طن خلال موسم الزكاة سنويا.
وأضاف "في الأعوام الأخيرة إزدادت واردات المملكة من الأرز بشكل كبير في رمضان، نظرا لأنها الفترة المحددة لإخراج زكاة الفطر، حتى أنهم بدأوا يعملون عبوات خاصة بالزكاة، وأصبحت تجارة فالمحتاج يأخذ الأرز ليبيعه في منافذ أخرى، وبهذه العملية فإنه يتم تشجيع تجارة الأرز في دول آسيوية".
</IMG>مرونة فقهية
وأوضح أن ذلك يأتي في الوقت الذي فتح الدين الإسلامي المجال أمام إخراج الزكاة من التمر، الأمر الذي يزيد من عمليات تسويق التمور ويدعم إنتاج المملكة منها سنويا.
وأشار الوابلي إلى أنه مع زيادة أسعار الأرز في السعودية خلال الأيام الماضية فإن مقدار زكاة الفرد الواحد من الأرز التي تحسب بالصاع "3 كيلو جرام" تعادل 18 ريالا، فيما لن تزيد زكاة الفرد من التمر عن 9 ريالات.
من جهته قال الأكاديمي المتخصص بالمجال الزراعي في جامعة الملك سعود وعضو اللجنة الزراعية بغرفة الرياض د. خالد الرويس "إن إخراج المواطنين زكاة فطرهم من التمر، يمثل ظاهرة تسويقية جيدة للتمور في المملكة، مشيرا إلى أن ذلك يعتمد أساسا على طريقة التسويق والتوزيع".
وذكر الرويس أن هذا المقترح سيساعد على زيادة الطلب على التمر في فترات معينة من العام، إلا أنه من ناحية أخرى سيكون هناك اكتفاء ذاتي لدى شريحة من المستهلكين التي تصرف لها الزكاة.
</IMG>التسويق الخارجي للتمور
وأوضح الرويس أن الأهم من ذلك هو التسويق الخارجي للتمور، الذي يعد مطلبا ملحا في الوقت الحاضر.
وعلى الصعيد نفسه فإن ارتفاع أسعار الأرز في الفترة الأخيرة والتي من المرشح أن تستمر في التصاعد خلال الفترة المقبلة، قد يجعل من التمر بديلا ناجحا في أداء المواطنين لزكاة الفطر، نظرا لانخفاض تكلفته مقارنة بالأرز.
يذكر أن المملكة تنتج نحو مليون طن من التمور سنويا، يتم تصدير 40 ألف طن منها إلى الخارج، بينما تزيد مبيعات التمور في السوق المحلي على 9 مليارات ريال سنويا.
</IMG>حملة وطنية للتخفيضات
إلى ذلك رفع مستوردو الأرز في السعودية مبادرة جديدة بتبنيهم حملة وطنية تهدف إلى خفض أسعار الأرز وضغطها إلى "سعر التكلفة"، ضمن ما ادعوه من دعم لجهود الحكومة وسعيها لتحقيق راحة ورفاهية واستقرار معيشة المواطن والمقيم.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم 21-8-2008 في تقرير للصحفي إبراهيم الثقفي أن شركة العثيم القابضة ـإحدى أكبر المستوردين والمسوقين للسلع الاستهلاكية في البلادـ رفعت لواء هذه الحملة؛ إذ أكدت أنه نظرا للارتفاع المتنامي في أسعار الأرز وعلى وجه الخصوص الأرز البسمتي والأرز البنجابي، فقد بادرت إلى بيع جميع أنواع الأرز بسعر التكلفة اعتبارا من أمس وحتى نهاية شهر رمضان المبارك.
</IMG>نحن نخفض وانت ترشد
وتأتي هذه التحركات جراء نشوء أزمة سعرية في الأرز الذي يعد القوت الرسمي الأهم لدى السعوديين، نتيجة بعض العوامل الاقتصادية العالمية من أبرزها النفط وأسعار الدولار، مما دفع بصعود الأسعار 40% على الأقل. وتبنت شركة العثيم القابضة ضمن حملة إعلانية ضخمة شعار "نحن نخفض .. وأنت ترشد"؛ إذ دعت المواطنين والمستهلكين والمستوردين إلى المشاركة في الحملة التي تتبنى 5 مطالب، تتلخص في ضرورة التوجه لترشيد الاستهلاك اليومي من الأرز، مع أهمية تخفيف احتكار المستهلكين من استهلاك الأرز نفسه، والاتجاه إلى أنواع أغذية أخرى.
ودعت الحملة الوطنية إلى تخفيف احتكار المستهلكين من المواطنين والمطاعم والمطابخ من استهلاك أنواع معينة من الأرز أو ماركة معينة أو مصدر معين، خاصة الأرز البسمتي فقط؛ إذ لفتت إلى أن أنواع الأرز كثيرة، ولها مذاقها الخاص المستورد من الولايات المتحدة، وتايلند وغيرها.
وطالبت الحملة أصحاب المطابخ والمطاعم بعمل عدة عروض أسعار للمستهلكين من الأرز ذي الأسعار المناسبة وترك العميل يختار منها، كاشفة أن هناك موردين نجحت في الاتفاق معهم على دعم الحملة، لذا دعت إلى تكاتف وتعاون جميع المستوردين والموزعين في هذه الفترة للبيع بأسعار مناسبة أو بالتكلفة مساهمة وطنية تحسب لهم في الدنيا والآخرة.
</IMG>عروض من الشركات
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة العثيم القابضة عبد الله بن صالح العثيم أن هناك عروضا من الشركات الموردة للأرز، بتغيير السعر بدءا من الأسبوع المقبل، مبينا أن الحملة تعمل على إيقاف الضغط الوارد يوم السبت المقبل، إضافة إلى العمل على ترشيد الاستهلاك للحد من ارتفاع السعر.
وأكد العثيم أن هناك عددا من موردي الأرز وافقوا على تخفيض السعر، متمنين أن يعمل الجميع بعد الحملة على المبادرة في ترسية السعر، معتبرا سبب عدم التزام الجميع هو تخوفهم من الظروف.
</IMG>خسائر التجار
من جهة أخرى، ذكر مدير عام شركة الشعلان للأرز محمد الشعلان أن شركته عملت على مشاركة "العثيم" في الحملة الوطنية لتخفيض الأرز، من خلال توريد كمية من الأرز، وتوفير كمية له، لمساعدته على الحملة، مؤكدا أن هناك عددا من تجار المواد الغذائية تحملوا خسائر كبيرة خلال العام الحالي من دون أي أرباح حفاظا منهم على المستهلك العادي، وطالب بذلك جميع محلات المستهلكين ومناطق التوزيع العمل على مسايرة الحملة تخفيفا على المستهلك والمحافظة عليه في الدرجة الأولى.
واعتبر الشعلان أن الحملة ستواجه ضعفا في الأيام المقبلة، إذا استمر سعر الأرز في الارتفاع من قبل البلد المصدر "الهند"، لكونها تعد المصدر الأول للأرز حول العالم؛ حيث تراجع استيراد السوق السعودي للأرز الهندي بنسبة 15% عن العام المنصرم، موضحا أن تكلفة استيراد طن الأرز من الهند يتراوح ما بين 700 إلى 1200 دولار (الدولار = 3.75 ريال)
من جانبه، أعلن العضو المنتدب لشركة المنتجات الغذائية السعودية فهد الفريان تأييد الشركة للحملة الشعبية للمحافظة على الأسعار؛ حيث كشف أن الشركة شرعت في تثبت أسعار منتجاتها الغذائية التي يزداد استهلاكها في شهر رمضان المبارك بالذات من منتجات الدقيق كالمكرونات والشعيرية والبطاطا المجهزة للطبخ ومنتجات خاصة بتغذية الأطفال.