اقتباس:
مع إعلان عجز وزارة التجارة عن عدم مقدرتها متابعة مايحدث في الأسواق على مستوى مراقبة الأسعار كون عدد جميع موظفي حماية المستهلك لايستطيعون تغطية شارع تجاري من شوارع جدة يصبح المستهلك تحت حد السكين إلى أن تستوفي الوزارة احتياجها من الموظفين القادرين على متابعة رفع الأسعار الفاحش والمستشري في كل جهة.
وإلى أن يحدث ذلك لازلت أكرر أن الحياة غدت مكلفة، فلم يعد هناك شيء يمكن ممارسته من غير كلمة (ادفع)، ولو التفت يمينا أو يسارا أو درت حول نفسك فستجد أن كل الجهات تطالبك بالدفع.. ولم يعد دخل الفرد مغطيا لاحتياجاته الأساسية قبل التكميلية.
وعندما تتحول الحياة إلى لفظة واحدة (ادفع) سيتغير معها سلوك الفرد والجماعة تغيرا جذريا يستبيح فيها المرء بعض المفردات الأخلاقية بالدهس والتقليل من شأنها في ظل حياة شرهة تمتص القيم التي نهض بها المجتمع في فترة زمنية سابقة على هذا المتغير الاقتصادي المتسارع من غير أن توجد آليات لخلق حياة شعبية تمكن الأفراد ذوي الدخول المتواضعة من العيش في جحيم الغلاء الفاحش ومتطلبات الحياة اليومية.
هذا القول ربما لايكون مستساغا لدى أصحاب الملاعق الذهبية وهو كذلك حينما يستعيرون المثل القائل (مد رجليك على قد لحافك)، ولأن الأرجل تمددت واللحاف حافظ على قصره، ولم يعد هناك من يلتفت إلى من يجاوره غدت الحياة أكثر شراهة.
هذا الوضع الذي تعيشه فئات كبيرة من أفراد المجتمع هم بحاجة ماسة إلى تضافر جهود الوزارات مجتمعة للنظر في مثل هذه الأوضاع والعمل الجاد لإيجاد حياة أقل كلفة مما هي عليه والحلول الممكنة ليست صعبة المنال حينما تتوفر النية الصادقة لحل الاختناقات الاجتماعية التي تواجه الأفراد.
هذا الوضع المعاش ليس طبيعيا وينذر بأخطار جمة في المستقبل القريب مالم تتوفر حلول حقيقية وجادة.
وأذكر أني كتبت العديد من المقالات في هذا الإطار ثمرتها المناداة بخلق حياة شعبية تمكن الناس من العيش وفق طول اللحاف الذي يحمله الفرد.
والحياة الشعبية تعني تبني الدولة (بوزاراتها مجتمعة) إيجاد احتياجات الأفراد وفق دخولهم ومستوياتهم المعيشية..كيف هذا؟
إن تجارب الدول المجاورة التي استطاعت أن توجد الحلول للطبقات المسحوقة من أبنائها بتبنى المساكن الشعبية (التي تعود ملكيتها للدولة وبيعها للمواطنين بأسعار زهيدة) وتبنى خلق الأماكن الترفيهية والتمويل الغذائي والمواصلات، التعليم، العلاج، والكتاب المدعومة من الحكومة.
وقبلها علينا أن نتخلص من ثقافة أن السعودي هو أنسان ثري قادر على أن يعيش تحت أي ظرف أو أي تصاعد معيشي.. وجل المواطنين لازالوا يعيشون داخل إطار هذا المفهوم المغلوط الذي قادهم إلى أن يكونوا معلقين من رقابهم في أقساط طويلة المدى.. ولا أحد يتنبه لصراخهم ومطالبتهم بالغوث.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090609/Con20090609283509.htm
|
الحلول موجودة
وإمكانيات الدولة متوفرة
يبقى التنفيذ لنوفر الحياة الكريمة
التي تليق بالمواطن السعودي ولد اغنى بلد