ضعف نظام التأجير
عندما تجلس مستمعا لشكوى المستأجرين ومايلاقونه من تعسف من قبل المالكين تتمنى أن تقذف بكل مالك إلى زاوية مظلمة لايخرج منها إلا بعد أن يكون قد أقر بأن المستأجر ملاك مظلوم على هذه الأرض. ولو انقلب الشاكي وجلست تستمع للملاك ومايجدونه من تعنت المستأجرين وقذفهم بكل القرارات عرض الحائط ستتمنى ساعتها الإمساك بكل المستأجرين وإدخالهم لدورة تدريبية إجبارية في كيفية سداد ما عليهم من إيجار حتى ولو أدى الأمر لبيع مايسترهم. إذا أنت تقف أمام مشاعر مؤيدة لكل ممن يشتكى سواء كان مستأجرا أو مالكا، وأعتقد أن اختلاط المشاعر المتناقضة حين تسمع المستأجر والمالك متعاطفا مع كل منهما يقود إلى تأكيد ميوعة النظام العقاري الذي لم يستطع تقنين العلاقة بين المالك والمستأجر، فأي نظام حين يأتي غاضا الطرف هنا أو هناك تنشأ مشكلة شبيهة بالحمل خارج الرحم.
وكم هي مشاكلنا التي تم حملها خارج الرحم؟ والمشاكل من هذا النوع هي مشاكل معطلة ومنتجة لبذور الفرقة بين طبقات المجتمع (الطبقات القادرة والطبقات غير القادرة) وكان من المفترض أن يكون التنظيم العقاري يمتلك الحلول لأي حمل خارج الرحم إلا أن أنظمة العقار تقف على شيوع العلاقات التبادلية بين الطرفين من غير أن توجد حلولا للمشاكل الأخرى التي شبهناها بالحمل خارج الرحم. ومن تلك المشاكل التي يواجهها المستأجرون من تعنت الملاك مايحدث في مكة على سبيل المثال هذه الأيام، فكثير من العمائر المستأجرة في المواقع القريبة من الحرم أو البعيدة عنه قليلا يقوم مالكوها بتفريغها من المستأجرين من أجل استثمارها وتأجيرها على الحجاج أو البعثات أو المندوبيات بمبالغ كبيرة.ليصبح السؤال، من أعطى الملاك هذا الحق في تفريغ عمائرهم من المستأجرين بحجة مضاعفة الأرباح.
وأين يذهب هؤلاء المستأجرون بعد إخلائهم لمنازلهم.؟
هؤلاء المستأجرون يطالبون بالحل، وأنا لا أملك سوى التنويه بهذا الضرر الفادح، متمنياً أن تحل هذه القضية التي تقفز للواجهة في كل موسم حج.
abdookhal@yahoo.com
هنا