أحياناً... النزاهة أمر شخصي!
عبدالعزيز السويد الحياة - 26/11/08//
تستمر وزارة العدل السعودية في اثارة الدهشة، قبل أيام نشرت صحيفة «الرياض» خبراً عجيباً. المواطن ناصر العلياني موظف في المحكمة العامة في مكة المكرمة رفض رشوة بمبلغ مليوني ريال، في وقت جفاف السيولة لدى كثيرين من الافراد، ومع هذا تم رفض تكريمه وهو مستحق. اقرأ معي ويضيف العلياني: «قال التاجر سأدفع لك مليوني ريال، عندما تكتب الصك تأخذ مليوناً، وعندما تسلمني إياه أعطيك المليون الآخر»، وواصل العلياني بأنه قرر مجاراته وتسلم منه الأوراق الأصلية «ووعدته بأنني سأدرس الموضوع وأن أقوم بما يسره هو وزميلي، وبعد تسلم الأوراق الأصلية بدأت بإبلاغ المسؤولين في المحكمة بما حصل لي، ولكن لم يحركوا ساكناً، فقمت بإبلاغ المباحث الإدارية التي قامت مشكورة بالتفاعل مع هذه الجريمة والتصدي لها، والقبض على التاجر» انتهى.
أبلغ المسؤولين في المحكمة ولم يحركوا ساكناً؟ كم من مرتشٍ حوكم ذلك اليوم في المحكمة يا ترى؟ أما الوزارة وبخطاب رسمي فرفضت تكريمه لأنه «أمر شخصي»!
صحيح قبول الرشوة من عدمه هو أمر شخصي بحت، يعتمد أساساً على ذمة الشخص ومقدار خوفه من الله تعالى ومدى تمتع ضميره بالصحة والعافية؟
تحولت مكافحة الفساد وحماية النزاهة إلى امر شخصي...
لا مؤسساتي، وبدلاً من ان تتولى وزارة العدل تكريم الرجل والاشادة بما فعل وترقيته، حصرت القضية في «الشخصي»، ما رأيك عزيزي القارئ في «لون» الرسائل التي يبثها مثل هذا الإجراء لموظفين آخرين ومرتشين آخرين؟ هل لونها أحمر أم اخضر؟ هذا البرود واللامبالاة في التعامل مع قضة رشوة دسمة ماذا يعني؟
هيئة الرقابة والتحقيق مدعوة للنظر في هذه القضية وحماية حقوق المجتمع... والموظف. الأخير بعد حديثه للإعلام قد يتعرض لمضايقات.
***
اعتماد وزارة التجارة السعودية لانتخابات غرفة تجارة الرياض هو اعتماد للأساليب والممارسات التي صاحبتها وقبول بها، وفي الحد الادنى التغاضي عنها، حسناً ما دور الجهات الرقابية الاخرى، واستراتيجية مكافحة الفساد وحماية النزاهة لم يجف حبرها بعد؟
***
داء عدم العدوى والمناعة وصل إلى بعض مستوردي السيارات الأميركية، نشرت صحيفة «عكاظ» تصريحات تحت عنوان «أزمة الشركة الأم لن تنعكس على المبيعات وخفض الأسعار سيبدأ في عام 2010» ، وكلاء سيارات أضافوا معلومة مهمة هي ان الطلب على السيارات الجديدة ما زال على مستوياته لم ينخفض، بل ان بعض الموديلات نفدت.
الشركة الأم المصنعة على وشك الافلاس وهي تناضل مع الحكومة الأميركية للخروج من هذا المأزق. أخبار اقفال بعض خطوط انتاج شركات سيارات من مختلف الدول المصنعة تنشر كل أسبوع، ومع هذا لن تنعكس الأزمة على المبيعات في سوقنا المعطاءة.
www.asuwayed.com
مقال يحمل كل العجائب
وكلها في بلدنا