جداول
هل وزارة التجارة عاجزة عن كبح الغلاء؟
حمد بن عبدالله القاضي
انزعجت من دراسة اقتصادية حديثة لاقتصادي سعودي نشرتها صحيفة (الحياة) قبل فترة قصيرة.
هذه الدراسة تشي بالتشاؤم حيث توصلت الدراسة إلى عجز وزارة التجارة والصناعة عن كبح جماح الغلاء بتشكيلها الحالي، ودونكم جزءاً مختصراً من هذه الدراسة التي أجراها الباحث الاقتصادي د. محمد حسن الزهراني من جامعة أم القرى: (كشفت دراسة حديثة عن عدم قدرة وزارة التجارة والصناعة بتشكيلها التنظيمي الحالي وبكادرها من حيث العدد والنوعة على ضبط الأسعار والحد من موجة الغلاء الحالية والزيادات المستمرة في أسعار السلع الغذائية في السوق السعودية، لأنها لا تمتلك التقنيات التي تمكنها من مراقبة الأسعار، كما أن ضبط الأسعار بحاجة إلى جهاز بشري وتقني كبير. وأوضحت الدراسة أن كشف الإغراق داخل السوق السعودية يحتاج إلى جهاز قوي وفعال، ملمحة إلى أن تجارب الغلاء تعد تجربة حديثة لا سابق لها في تاريخ الأجهزة التنفيذية الحديثة.
وأشارت إلى أن ظهور الشركات الكبيرة سيؤدي إلى الاحتكار والهيمنة في عالمي الاقتصاد والسياسة، وهذا الابتلاع من جانب الشركات الكبيرة هو المفضل في عالم الاقتصاد؛ فغالبية الشركات الكبيرة لديها قدرات وإمكانات مالية وتقنية تمكنها من تحقيق الكفاءة، ما أسهم في زوال الفئات الاقتصادية الصغيرة، إضافة إلى أن المخازن الكبرى قضت على المداخيل لأصحاب المحال (البقالات الصغيرة)، والوكالات أفقرت المصانع الصغيرة).
* * *
هذا جزء من ملخص لأهم تفاصيل هذه الدراسة المهمة، والحق أن هذه النتيجة التي توصل إليها الباحث مخيفة!.
إن على وزارة التجارة أن تتحرك عاجلاً لزيادة إمكانيات جهازها بشرياً وفنياً، وأن تتحرك في عملها الميداني، فالسوق هو ميدانها كما أن عليها أن تتعامل بحزم مع كل مَن يغالي بالأسعار أو يحتكر المواد أو يغش بالبضائع!.
إنه من أمن العقوبة أساء الأدب، سواء من تجارنا أو من المقيمين الذين يديرون أسواقنا ويسيطرون على حركة البيع فيها.
إننا ندرك أن هناك أسباباً خارجية للغلاء, وهذه لا نلوم وزارة التجارة عليها.. لكن حديثنا عن مكافحتها لأسباب الغلاء الداخلية، والتي هي مفتعلة أحياناً، ونتيجة للجشع أحياناً أخرى، ولفقدان الرقابة على الأسواق!!
* * *
- 2 -
الأمير خالد الفيصل وثقافة الإحباط
* في لقائه التلفزيوني الأخير الذي وثقته صحيفة (الوطن) بالنشر طرح سمو أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل قضية مهمة أزعم أنها أحد أهم أسباب بطء لحاقنا بقطار (العالم الأول).. ذلك ما أسماه الأمير خالد (ثقافة الإحباط) والتي فسرها بكلماته اللطيفة المباشرة: (هذه تتمثل في المجتمع وهي ليست وليدة المجتمع السعودي فهي مستوردة من خارج المجتمع؛ لأن المجتمع السعودي ما كان كذا، وهي ثقافة الإحباط هذه أولاً تبدأ بالاستهتار بمكانة الإنسان وبعدم الثقة في النفس؛ ولذلك تجدنا نقول مثلاً يا سيدي (بلا شي) لا تحلم ولا يمكن الشيء هذا ومد رجلك على قد لحافك وخلنا على قد حالنا، أنا ما أدري لماذا دائماً لحافنا قصير وما أقدر أمد رجلي ليش ما يطول اللحاف) نعم!.
تلك هي إحدى معضلات عوائق التنمية في بلادنا تلك التي تحرض على الفشل والإخلاد إلى الأرض، وفي مقدمة تلك الكلمات التي تشي بالإحباط الكلمة التي يرددها الكثيرون: (ليس في الإمكان إبداع أحسن مما كان!).
من قال هذا؟
لماذا لا يكون بالإمكان أحسن مما كان؟ لماذا لا نمد أيدينا وخطواتنا كما يريد طموحنا لا كما يريد لحافنا؟
إن المطلوب في مشهدنا التنموي الوطني نشر وانتشار ثقافة الطموح لا القناعة لدى الشباب والمسؤولين والمعلمين والطلاب بدلاً من أن نركن إلى ثقافة الإحباط أو التثبيط.
مؤلم جداً عندما نجعل عدوى ثقافة الإحباط والتثبيط تمتد إلى أجيالنا فذلك هو الإحباط المتعدي إلى مستقبل الوطن وأجياله القادمة.
* * *
- 3 -
الدوريات الأمنية وخطوة إغلاق المقاهي عند الساعة 12 ليلاً
* لقد كان يؤلمنا عندما نمر ببعض الشوارع بالرياض مثل شارع التحلية بالرياض ونجد شبابنا في المقاهي في أوقات متأخرة من الليل.. ويتساءل الغيور منا: متى سوف ينام هؤلاء الطلاب بل وحتى بعض الشباب الموظفين؟ وكيف سيذهبون إلى مدارسهم وجامعاتهم وأعمالهم وهم لم يناموا بالليل أو ناموا ساعتين أو ثلاثاً في فجر اليوم التالي فضلاً عن المشكلات التي تحصل من خلال السهر التي تتابعها وتلاحظها الجهات الأمنية؟
من هنا أكبرتُ الخطوة الموفقة جداً التي قامت بها دوريات منطقة الرياض بإقفال المقاهي أيام العمل والدراسة عند الساعة الثانية عشرة ليضطر هؤلاء الشباب للذهاب إلى منازلهم ليحفزهم ذلك على النوم أو المذاكرة أو حتى البقاء في بيوتهم فضلاً عن تقليص الآثار والمشكلات الأمنية في هذا الوقت المتأخر من الليل.
أرجو أن تستمر الدوريات الأمنية في هذا الإجراء وأن تصر عليه وأسأل الله أن يقويها وينصرها على الضغوط الكبيرة التي من المؤكد أنها بدأت تواجهها من المستفيدين وأصحاب هذه المقاهي الذين يريدون - من أجل عيون المال - أن تستمر هذه المقاهي ليلاً ونهاراً على حساب صحة ومستقبل وعطاء هؤلاء الشباب.
هنا