أحياناً... - لعب
عبدالعزيز السويد الحياة - 21/10/08//
تقول أغنية سعودية: «فينا واحد يلعب... وفينا واحد يعاني».
اللاعبون كثر والملعوب عليهم أكثر، والمسألة ليست عاطفية. فئة قليلة تلعب بل تتلاعب بمجتمعها، حضر كل هذا عندما قرأت خبراً يشير إلى أن البحث الجنائي في «شرطة العاصمة المقدسة» قبض على 2000 عاملة من الهاربات والمخالفات خلال شهر واحد فقط لا غير. الرقم كبير، جهد مشكور لرجال الشرطة في مكة المكرمة، ولتكتمل الصورة ويفلح العلاج لا بد من معرفة كيف استطاع هذا الرقم اللعب على المكشوف، البحث عن ثغرات التسرب مماثل في الأهمية للملاحقة والإيقاف، وإلا فإن الضغط سيستمر على الأجهزة الأمنية وتستمر معاناة المجتمع.
أصبح من المألوف مشاهدة سائق برفقة عدد من العاملات «المحجّبات» يقوم بتوزيعهن للعمل في المنازل، والعدّة سيارة ورقم جوال، الراتب يصل الى ثلاثة أضعاف، الميزة أنه لا يعرف لهن أو للسائق عنواناً غير رقم شريحة «مسبوقة الدفع»، فلا أوراق ثبوتية أو كشف طبي، «وناسة».
كيف أمكن هذه الظاهرة أن تستفحل لو لم يكن بيننا من يلعب ويتلاعب. خبر واحد فقط قرأته قبل مدة عن إيقاف سيدة سعودية في الدمام، كما أتذكر، تشغّل العاملات الهاربات وتستفيد من خدمات، أو بالتعاون، مع قريب لها يعمل في «بزنس» الاستقدام. إشهار مثل هذا مع الأسماء سيساعد في مكافحة الظاهرة. ليضع النقاط على الحروف.
تمتزج الدهشة بالطرافة، صحيفة «الرياض» التي نشرت الخبر الأول ذكرت آخر، إذ قبضت الشرطة في مكة أيضاً على عمالة في «مصنع» تطحن التوابل المغشوشة، عدد الأكياس التي ظهرت صورها «يروع»، الطرافة ليست في النخالة المغشوشة والمحولة إلى توابل طحناً، ولا في مطاعم ومطابخ من الزبائن الدائمين. لا بل في أمر آخر، أورده، بعد ملاحظة نقاط مهمة، الأولى أن الخبر قال إنه «مصنع» وتراخيص الصناعة لها جهة ومستندات، ومن ينشئ مصنعاً للغذاء ويهمله مسلّماً إياه عهدة للعمالة يجب أن يُحاسب، الثانية أن الزبون الذي يشتري بضاعة مغشوشة ثم يبيعها للناس يشارك في الغش، لا ننسى أنه... هنا، صاحب صنف وخبرة من الطباخين والموردين، الاقتراح للإخوة في الشرطة والبلديات «النشيطة» وضع قائمة بالزبائن ومحاسبتهم، خصوصاً أن البحث عن الرخيص «المخيس» هو الغالب.
نأتي الى جانب الطرافة وهو أن «المصنع»، أو المعمل إن شئت، اتخذ له «وكراً»... أين في تقديرك؟ خلف مبنى «بلدية الشوقية» ومقر «شرطة الكعكية»؟
وبحكم أنها بهارات لا يحتاج الأمر إلى تعليق بل إلى عطسة... يرحمكم الله.
www.asuwayed.com