أحياناً... وقفات
عبدالعزيز السويد الحياة - 05/09/08//
أطرف ما قرأته خلال الأيام الماضية أن بعض المتسولين تمكّنوا من التدخّل في توقيت إشارات المرور، بحيث يتم إطالة فترة الإشارة الحمراء مما يتيح لهم «إشاعة العدل» في المرور على جميع جيوب سائقي السيارات المتوقفة والشحاذة. الخبر نشرته «الوطن» والمكان «أحد رفيدة» في منطقة عسير، ومنه يتّضح إلى أين وصلت الأفكار العبقريّة لدى المتسولين، لن أستغرب لو تطوّر الأمر إلى فتح الإشارات بالإتاوات، فإذا طال أمد فتح الإشارة الحمراء وأنت واقف تنتظر... انظر حولك وابحث عن متسولين. يمكنك بريال أو خمسة ريالات «تغيير الواقع» وإحالة ضوئها إلى أخضر؟
***
يُخلط الخبر بالرأي لدى عدد من صحفنا المحلية، إذ نشرت احدى الصحف خبراً عن تعميم جديد لمصلحة الجمارك. العنوان كان كالتالي: «الجمارك تفرض عشرة آلاف ريال على المستوردين وتصادر المبلغ بقرار المختبر» والخبر بدأ بـ«فاجأت الجمارك جميع التجار... الخ»، ومنه تتلمّس رائحة استياء من الإجراء، مع أن المبلغ المطلوب هو تأمين يردّ لصاحبه عند عدم الإخلال بالتعهدات، هو تأمين للتسهيل، تُفسح البضاعة مع التأمين، والتعهد بعدم التصرف بها إلى حين ظهور نتائج الفحوص المخبرية، لماذا لا يفتّش الصحافي عن الأسباب؟ الجمارك تبيّن لها أن هناك من يسيء استغلال هذه التسهيلات ويتصرّف بالبضاعة من دون انتظار نتائج الفحص وفي ذلك خطورة على صحّة المستهلكين، لا أجد أن مبلغ عشرة آلاف ريال كافية، بحسب قيمة البضاعة وهامش الربح يمكن للبعض التضحية بها، لو كنت من الجمارك لأعلنت أسماء من تصرّف بالبضائع من دون فحوص مخبريّه مع غرامة أكثر دسامة... لأن في ذلك إخلالاً بالأمانة... هذا إذا أردنا حماية الناس فعلاً.
***
طريق الإمام سعود بن محمد «مخرج 9» في الرياض أصبح منذ أشهر طريقاً سريعاً أكثر يسراً، بعد فتح النفق الجديد، والحركة في ازدياد مع الإصلاحات التي يُعمل عليها في طريق الملك عبدالله الموازي. الحاجة باتت ماسّة لإقامة أكثر من جسر للمشاة على هذا الطريق، منظر النساء والأطفال والرجال وهم يتراكضون أمام فوّهات الأنفاق التي تقذف بسيارات مسرعة لا يخلو من أخطار، لعل أمانة مدينة الرياض تلتفت عاجلاً الى هذه الحاجة قبل أن تتعدد حوادث الدهس.
http://www.daralhayat.com/opinion/editorials/09-2008/Article-20080904-2e12fd44-c0a8-10ed-0041-8a3336b819ab/story.html