20 وسيلة للتعريف بالنبي محمد للمسافرين خارج المملكة في الصيف
الرياض: الوطن
حدد أستاذ العقيدة بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد عثمان المزيد عشرين وسيلة للمسافرين للسياحة أو للعمل أو قضاء الإجازة الصيفية بالخاص من أبناء المملكة أو المقيمين فيها للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم وقال الدكتور المزيد: إن كثيرا منا يسافر إلى بلاد الشرق والغرب إما للتجارة أو الدراسة أو العلاج أو السياحة أو لغير ذلك من الأغراض. ولكن.. هل فكر أحدنا أن معظم شعوب هذه الدول يجهلون حقيقة الإسلام ونبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين. قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، وزكى خلقه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
وأكد الدكتور المزيد أن من حقّه صلى الله عليه وسلم علينا أن نبين للآخر صورته الحقيقية وأن نوضح لهم رحمته, شفقته, حلمه, عدله, بذله, إنصافه, إحسانه, عفوه, صبره على الأذى, صفاء قلبه, إشراق وجهه, سلامة صدره, اجتهاده في إنقاذ البشرية من الهلاك, إحسانه إلى المرأة بجميع أنواع الإحسان, رفعَه لشأن الضعفاء والمساكين واليتامى وأصحاب الطبقات الدنيا. وبهذا قرر مبدأ حقوق الإنسان بل والحيوان والنبات والبيئة وغير ذلك.
وأضاف الدكتور المزيد قائلا: إن هذا هو أقل شيء نُدلِّلُ به على حبنا لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في بلاد الغربة حتى نكون من الذين حدث عنهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: "من أشد أمتي لي حبًّا ناس يكونون بعدي, يودُّ أحدهم لو رآني بأهله وماله" "مسلم". فلنكن جميعًا من أشد الناس حبًّا للنبي صلى الله عليه وسلم وسفراء للتعريف به صلى الله عليه وسلم في العالمين، لنسعد جميعًا بورود حوضه والسقيا من يده الكريمة والفوز بشفاعته ومرافقته في الجنة.
وقال الدكتور المزيد : لكي نسهم في حملة التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم في بلاد غير المسلمين فهذه عشرون وسيلة لخدمة هذا الهدف نسعى جميعًا إلى تطبيقها بالقول والفعل والسلوك، ونثني على من يطبقها، ونخبره بأن هذا ما علمناه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
1 ـ ليكن شعارك: "الأنبياء إخوة" فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم احترام جميع الأنبياء ومحبتهم والإيمان بهم ونصرتهم في كلِّ موضعٍ يُنتقص فيه من مكانةِ أحدهم, قال ?: "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة, والأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى ودينهم واحد" "البخاري". أي إن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن تعددت شرائعهم.
فكما أننا نرفض وندين المساس بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم, فإننا نرفض وندين المساس بأي نبي من الأنبياء, ونعتبر ذلك جزءًا من عقيدتنا لا يتم إيمان المسلم إلا به.
2 ـ بين لهم صفاء الإسلام: فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نصرف شيئًا من العبادة لغير الله, وأن شعار الأنبياء والرسل (اعبُدُوا الله مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْره), وعلمنا تعظيم الله ومراقبته في كل زمان ومكان, والرضا بقضاء الله وقدره, وعلمنا أن الإسلام ينهى عن السحر والكهانة والعرافة والتطير وأنه لا يعلم الغيب إلا الله عزَّ وجلَّ, فقال صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من تطير أو تُطيّر له, أو تكهّن أو تُكُهِّن له, أو سحر أو سُحر له" "البزار".
وعلمنا أن الإسلام ينهى عن الإرهاب والاعتداء على غير المسلمين, قال صلى الله عليه وسلم: "ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ شيئًا منه بغير طيبة نفس فأنا حجيجه يوم القيامة" "أبوداود".
3 ـ بين لهم الوجه الحضاري للإسلام: فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإسلام دين الحضارة والرقي والتقدم والعلم فـ: "طلب العلم فريضة على كلّ مسلم" وهو دين العمل والإتقان: "إن الله يحبُّ إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه" "ابن ماجه" قال تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}.
"الجمعة: 10" فليس من الإسلام الخمول والكسل والقعود عن إدراك الفضائل والكمال قال صلى الله عليه وسلم: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها" "أحمد".
4 ـ اعتز بقيمك: فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الثبات على المبدأ وعدم الركون، وملاقاة هذا بوجه وهذا بوجه آخر, فقال صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت, وأتبع السيئة الحسنةَ تمحها, وخالق الناس بخلقٍ حسن" "الترمذي" فعليك أخي الحبيب أن تكون سفيرًا لدينك وبلادك في سفرك.
5 ـ حافظ على صلاتك: إذا رآك القوم محافظًا على صلاتك, مقبلًا عليها, منشرحًا صدرك لها, فقل لهم: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصلاة هي راحة القلوب والأبدان, وهي السبيل إلى الفوز بجنة الرحمن, وهي منجاة من الإثم, مطردة للداء من القلب والبدن, قال: "واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة" "أحمد" لذلك فأنا أحرص على صلاتي في مواقيتها, ولا أتهاون بشيء من أركانها وواجباتها وسننها.
6ـ حافظي على حجابك.. وأنت أختاه, مهما جدَّ بك المسير, وشرقتِ في البلاد وغربتِ, فحافظي على حجابك الشرعي, فالحجاب للمرأة عبادة كالصلاة والصيام والزكاة, تتميز بها عن سائر النساء.
7 ـ أسهم في نفع غيرك: قدم العون إلى غيرك, ازرع الخير ولو في غير أهله, سابق في بذل المعروف وقل: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن "أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس" "الطبراني"، وأن مفهوم العبادة يشمل جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها, والمسلم يؤجر على جميع هذه الأعمال متى أخلص فيها العمل لله واتبع فيها هدي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: (وجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ) "مريم: 31"، أي نفاعًا للخلق حيث كنت.
8 ـ اهتم بالنظافة والتجمل: وقل علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكون نظيف البدن والثياب, فقد قيل له: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة, فقال ?: "إن الله جميل يحبّ الجمال" "مسلم".
9 ـ حافظ على البيئة: إذا كنت مشاركًا في حديث عن البيئة والمخاطر التي تحيق بها, فقل: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهتم بنظافة البيئة, وأن أحافظ على التوازن البيئي, فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من شعب الإيمان: إماطة الأذى عن الطريق, ونهى صلى الله عليه وسلم عن قضاء الحاجة في أماكن تواجد الناس وظلهم واستراحتهم, وأمر بالمحافظة على الثروة المائية وحث على الغرس والزراعة لنفع الناس والطيور والحيوانات فقال: "ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا, فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة, إلا كان له به صدقة" "متفق عليه".
10 ـ خيركم خيركم لأهله: إذا كنت برفقة نسوة من أهلك؛ زوجةٍ أو أم أو ابنة, فأحسن إليهن, وعاملهن برقة ولطف ولين, وقل علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن عشرة الزوجة, والتغاضي عن هفواتها, والنظر إلى إيجابياتها, وعلمني بر الوالدين, وبخاصة الأم فقال: "أمك ثم أمك ثم أمك, ثم أبوك" "متفق عليه". وعلمني الإحسان إلى البنات وحسن تربيتهن, والشفقة عليهن, والرفق في تأديبهن وتعليمهن, فإنهن من أعظم النعم على الإنسان.
11 ـ كن لطيفًا مع الأطفال: ابتسم في وجوههم, امسح على رؤوسهم, ابدأهم بالسلام, قدم إليهم الجوائز والهدايا, وقل علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك, فقد كان يزور الأنصار ويسلّم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم "النسائي". وكان يمازحهم ويداعبهم ويقبلهم ويرفق بهم.
12 ـ كن ودودًا: إن حسن الخلق علامة على صدق الإيمان, والناس يتأثرون كثيرًا بصاحب الخلق الحسن, الذي يحترمهم ويحسن معاملتهم, فليكن هذا ديدنك وقل: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فلم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا, وكان يقول: "إن من خياركم أحاسنكم أخلاقًا" "متفق عليه"، ومن حسن الخلق الإحسان إلى الفقراء والمساكين والأرامل وزيارة المرضى وصلة الأرحام.
13 ـ الزم الصدق: إذا أردت أن تكون مؤثرًا في الناس, فلا تتكلم إلا بالصدق, ولا تتكلم فيما لا يعنيك, ولا تتدخل فيما لا تعرف ولا تحسن, وقل: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن "الصدق يهدي على البر, وأن البر يهدي إلى الجنة, وأن الكذب يهدي على الفجور, وأن الفجور يهدي إلى النار" "متفق عليه".
14 ـ تعلم مهارة الإنصات: لا تستأثر بالحديث وتجعل غيرك مجرد مستمع لنصائحك وتوجيهاتك, بل اترك مجالا للمناقشة, واهتم بحديث غيرك, وأحسن الإنصات له, ولو كان على غير هواك, فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك, فقد استمع إلى حديث عتبة بن ربيعة على عِلَلِه, وقال له بعد أن أنهى حديثه: "أفرغت يا أبا الوليد؟" قال: "نعم" قال: "فاستمع مني" "ابن إسحاق".
فهذا غاية الأدب والتقدير من النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من المشركين.
15 ـ تسامح: ارفع شعار التسامح, والزم سبيل العفو والصفح, فالإسلام دين يدعو إلى التعايش والتعارف كما قال تعالى: (يَا أَيُّها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأُنْثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) "الحجرات: 13" ولكن ينبغي ألا يحول ذلك دون التمسك بالثوابت, وبيان أن الإسلام هو دين الله الحق, وأن ما سواه من الأديان فهو باطل, وأن المسلمين هم الأمة الوحيدة التي تؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه السلام مرورًا بإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام وانتهاءً بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم.
16 ـ أدِّ حق جارك: فالجار في الإسلام له حق ولو كان مشركًا, فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنه، ذُبحت له شاة في أهله, فلما جاء قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما زال جبريلُ يوصيني بالجار, حتى ظننت أنه سيورّثه" "أبوداود والترمذي".
17 ـ قدّم الشكر لغيرك: إذا رأيت أحدًا من هؤلاء يفعل فعلاً نبيلاً, يطعم هرةً مثلاً, فاذهب إليه واشكره على فعله, وأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا الإحسان إلى الحيوان, وقد حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل: "سقى كلبًا فشكر الله له, فغفر له" "متفق عليه" وعن امرأة دخلت النار في هرة, حبستها حتى ماتت. "متفق عليه".
18 ـ اجتنب المحرمات: لا تتساهل أبدًا في شأن المحرمات, ولا تجامل أحدًا على حساب دينك, فإن ذلك يسقطك من عين الله تعالى, ومن أعين أولئك الذين جاملتهم, وعليك أن تقول بكل وضوح, لقد علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريم الخمر والمخدرات والزنى واللواط والسرقة والرشوة وغير ذلك من المحرمات, وأن الله تعالى لم يحرم علينا إلا كل خبيث ضار مفسد للعقل والبدن, مذهب للدين والمروءة والشرف.
قال تعالى: (وَيَحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) "الأعراف: 157".
19 ـ مارس الرياضة: ليكن لك أنشطة رياضية مفيدة, مع الالتزام بالضوابط الشرعية عند ممارستها, فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن "المؤمن القوي خير وأحب على الله من المؤمن الضعيف" "مسلم".
وتسابق النبيّ صلى الله عليه وسلم مع زوجته عائشة مرتين؛ سبقَتْه في الأولى, وسبقَها في الثانية وقال: "هذه بتلك" "أبوداود".
20 ـ تعلم فنون الحوار والإقناع: كن عند حديثك مع الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم, هادئ البال, دمث الخلق, لبق العبارة, مخلص النية لله, مستعدًا لتلقي الشبهات وتفنيدها, مستمدًا العون من الله عزَّ وجلَّ, مستحضرًا سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم وسننه وأحواله.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...2724&groupID=0