الثلاثاء, 1 يوليو 2008
عبدالله الطياري - جدة
كشفت مصادر مطلعة بسوق الحديد السعودي عن وصول كميات ضخمة من الحديد التركي خلال الاسبوعين المقبلين عبر ميناء جدة الإسلامي وميناء الملك فهد بالشرقية .. وبأسعار تتراوح ما بين 3300 و3680 ريالا للطن .. حيث تشهد الفترة الحالية العديد من الاتصالات ما بين مصانع الحديد العاملة بالمملكة من اجل مراجعة أسعارها التي تبيع بها للمستهلك المحلي.
وقالت المصادر التي تحدثت يوم أمس للمدينة ان هذه المصانع بدأت تتخوف .. بعد أن قام كبار المقاولين بالمملكة بفتح باب المفاوضات مع مصانع حديد بتركيا للاستيراد منها لمشاريعهم بالسوق السعودي .. خاصة في ظل حجم الاستهلاك الكبير من الحديد بالمملكة .. قدرت مصادر مجموع استثماراته باكثر من ثلاثة مليارات ريال في مختلف أنحاء المملكة .. ومضت المصادر تقول ان الشحنة الأولى من الحديد التركي تصل لأكثر من 800 ألف طن لكافة المقاسات.
ومن جانبه اكد الملحق التجاري التركي بالقنصلية التركية بجدة بشير أيدكار للمدينة صحة هذه المعلومات مشيرا الى ان مليوني طن من الحديد التركي في طريقها للسوق السعودي، وقال بأن المصانع التركية بعد دراستها للسوق السعودي الواعد الذي يشهد طفرة عمرانية كبرى من الممكن ان تستهلك هذا الإنتاج، قد تتوجه لافتتاح منافذ توزيع لها بالسوق السعودي عبر وكلاء سعوديين.
وأشار ايدكار الى أن الأسعار التي ستصل للموانئ السعودية للطن الواحد لن تتجاوز 1200 دولار بما يعادل 4500 ريال للطن الواحد مقاس 8 ملي .. بينما المقاسات الأخرى ستكون أقل بكثير من ذلك، ورفض ايدكار الكشف عن المباحثات الجارية مع المقاولين السعوديين بشأن العمل على استيراد كميات كبيرة من الحديد التركي للسوق السعودي.
واستذكر ايدكار في حديثه ما حدث بداية العام الحالي .. اذ كانت أسعار حديد التسليح بالسوق التركي لا تتجاوز550 دولارا. بينما كانت في السوق السعودي لا تتجاوز 3800 ريال للطن الواحدركية للمملكة لن يؤثر كثيرا على المصانع السعودية لكنه لم يستبعد أن تشكل إحراجا لأسعار المصانع السعودية، وخاصة وأنها تتحجج منذ فترة طويلة بارتفاع أسعار المواد الخام بالسوق الدولية.
ومن جهته قال أحمد الفالح عضو لجنة المباني بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض والرئيس التنفيذي لشركة المشرق بان هذه الأخبار مفرحة .. وستكون فرصة مناسبة لكشف زيف ارتفاع أسعار المواد الخام بالسوق الدولي، وطالب الفالح بأن تقوم الجهات المعنية المالكة للمشاريع باعتماد أنواع الحديد الخارجي سواء التركي أو غيره.
وقالت مصادر عاملة بالسوق السعودي بأن أزمة الحديد التي مر بها السوق السعودي خلال المرحلة الماضية والحالية لن تمر بسهولة ولا بد ان تكون لها آثار سلبية على المصانع السعودية التي بالغت حسب وصفهم في تعظيم الربحية .. خاصة الموزعين في ظل تغاضي المصنعين .. وأشاروا إلى أن أهم هذه الآثار التقليل من ولاء البعض للمصانع السعودية من قبل المستهلك السعودي لصالحها.
المصدر:
http://www.al-madina.com/node/25357