لا ينبغي لنا السكوت ، من الظلم أن نقتل مدينة عظيمة كمدينة جدة ..
الناس هنا في حالة ذهول ، شيء ما يشبه الصدمة ..
البعض يظن أنها مؤامرة ،
لست متأكدا من أية أجوبة ، وربما لن نجد من يتخذ موقف أو على الأقل يسجل حضوره في محاولات إصلاح الخلل الذي تعاني منه كثيرا من المدن السعودية ، والذي ينمو في الظلام وبعيد عن أعين المسؤولين الكبار .. لكنه يجري أمامنا على أية حال ونراه ونحس به بل ويمارسه كثيرا من منتقديه ،
أيها السادة والسيدات : أنا وأنتم جميعا نعلم بمدى الفساد الإداري والمالي (والفساد المشكل ) وخصوصآ بجده
الذي تخصصت فيه بعضا من الإدارات الحكومية لدينا وخصوصا تلك التي لها علاقة وتماس مباشر في تقديم خدماتها مع الناس وخصوصا البلديات والأمانات فجهاز البلدية في مدينة جدة .. في تصوري هو الأسوأ على مستوى السعودية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومجموعة دول عدم الإنحياز وأركان الأرض الأربعة ، ومن الواضح والجلي ان أغلب كوارث جدة هي بسبب هذة المؤسسة الحكومية الفاسدة ، التي من المفترض أن تخدم المواطن والوطن لا أن ينتفع موظفيها بالمال القذر من الرشاوي ، والعمولات وأكل الإعتمادات بينهم بالباطل ، وأنا أقسم بالله العلي العظيم وعلى كتابه الكريم ، بأنه قد طلب مني دفع رشوة لموظفي البلدية في جدة في أكثر من موقف والغريب جدا جدا أن قيمة بعض الرشاوي المطلوبة لا تتجاوز مائة ريال فقط للموظف الحقير أقصد الموظف الصغير ، أما الكبار فلا يقنعهم أقل من خمسون ألفا من الريالات ، وأما الكبار جدا فلا يتحدثون إلا في النسب والمشاركة ، ولديهم فرق ميدانية مهمتها الرئيسية زيارة المصانع والمتاجر التي تعاني الأمرين منهم وتحصيل رشاوي يسمونها (مشي حالك )ومن لا يدفع يتعرض للمضايقات حتى يدفع والغريب أن المدراء ورؤساء البلديات يعلمون بكل شيء وإن إدعوا غير ذلك والدليل أنهم يعيشون معنا على الأرض وتحت السماء ، بل إن المرجح أن بعض الرشا تعرف طريقها سريعا إلى جيوبهم ، وما مصائب المواطنين وعجزهم عن إمتلاك سكن أقل حتى من مناسب إلا من تدبير البلديات والأمانات ، ولا يقول قائلا بأن الأمر قد يعني وزارة الأشغال العامة والإسكان لأننا نعرف جميعا أنها مجرد ديكور ، وإقطاع لأناس محددين ، ولا غرض منها أو أنها بإختصار لا تعنينا في شيء فمشاكل المخططات وعدم وجود أراضي سكنية في المدن السعودية بماذا نفسره هل بلادنا الضخمة ضاقت مساحتها علينا لتصل قيمة أصغر قطعة أرض في جدة ثمانمائة ألف ريال واعلى ، لدرجة أن بعض الوزراء وأعضاء مجلس الشورى المساكين لا يمتلكون منازل خاصة بهم ، إنه الفساد أيها الإخوة إنه بسبب الرجل غير المناسب حينما يكون موعود بمنصبه منذ أن كان على مقاعد الدراسة ، أو خلفا لجده أو لأن شركته أصبحت من الحجم الجمبو ، فهم وبتخطيط مستمر منذ عشرات السنين وبتوارث ممنهج يمارسون لعبة قذرة خصوصا في مايتعلق بطرح المخططات الجديدة لأن اللغز ببساطة يكمن في الفكرة فلو تم طرح ثلاثون مخطط دفعة واحدة لأصبحت قيمة القطع السكنية في حدود المائتي الف ريال ، ولو أتبعت بمثلها كل عام وصل سعر القطع السكنية خمسون ألف ريال وهذا حسب قاعدة العرض والطلب فحين يكثر المعروض يرخص الثمن ، فكان لا بد لهم من إبقاء الأسعار في حالة إرتفاع دائم .، والسبب أنهم لا يسمحون بوجود مخططات كثيرة لأنها ستصبح رخيصة ومن الطبيعي أن عمولاتهم بل نسب مشاركتهم ستكون قليلة جدا أو معدومة ، وهذا مايهم بالنسبة إليهم في نهاية المطاف ، فنسأل الله أن ينتقم منهم ، ونرجو من ولي الأمر الإنتباه ، خصوصا لمدينة جدة لأن الفساد الإداري فيها هو تخصص بحت لمسؤليها صغارا وكبارا وربما هو علامة تجارية مسجلة بإسمهم ، أو إنه من حقوقهم الفكرية التي لا ينبغي لأحد من الأرض ولا من السماء أن ينازلهم عليها .
مع ملاحظة أن ما ينطبق على مدينة جدة ينطبق على الرياض والدمام ومكة والمدينة ولكن أقل من مدينة جدة ،
-
لان جده غير
منقول