هذا هو عنوان حملة أسبوع المرور لهذا العام كنوع من التحذير والتنبيه للبعض من السائقين المكثرين من استخدام هواتفهم النقالة أثناء انشغالهم بقيادة السيارة بغض النظر عن أهمية المكالمة الهاتفية والتي في الغالب أنها مكالمات يمكن تأجيلها لحين الوصول وإيقاف السيارة. وقد برزت وازدادت هذه المخالفة في الآونة الأخيرة بشكل كبير كأحد أهم أسباب الوقوع في الحوادث المرورية سواء كانت مكالمة هاتفية، وقراءة وكتابة الرسائل لأن المعروف والمسلم به مروريا هو عدم انشغال السائق بأي شاغل أثناء القيادة وقد كانت هذه شعارا لحملة مرورية سابقة بعنوان (لا تنشغل بغير الطريق) واستخدام الهاتف النقال لا شك يعد انشغالا عن الطريق لأنه في دراسة حديثة خلصت إلى أن انشغال السائق بالهاتف النقال يضاعف وقوع نسبة الحوادث المرورية إلى أربع مرات وقد تم إدراج هذه المخالفة ضمن المخالفات المرورية التي يعاقب عليها السائق في نظام المرور الجديد لأن الانشغال بالهاتف سواء اتصالا أو كتابة، وقراءة للرسائل يؤدي إلى تأخير ردود فعل السائق لأي طارئ أو مفاجأة على الطريق وخاصة في حالة السرعة وأن هناك دولا متقدمة اعتبرت أن استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة يتساوى مع من يقود السيارة في حالة سكر من حيث خطورة المخالفة وعواقبها الوخيمة.
وفي دراسة قام بها مرور الرياض خلصت إلى أن حوالي الخمسين بالمائة من الحوادث يرجع أسبابها إلى الانشغال بالنقال. أيضا هناك دراسة قام بها معهد المعلم الإنساني والهندسة الحيوية الطبية الياباني بقياس سرعة رد فعل دماغ الإنسان أثناء قيادة السيارة عند استخدام حاستي البصر والسمع بشكل مباشر معا وقارنوا بشكل منفصل سرعة رد فعل الدماغ نفسه عندما تضاف إلى تلك المهام عملية التحدث في هاتف محمول وقد بينت النتائج أن سرعة رد فعل دماغ الإنسان وسائق السيارة وهو يقود السيارة ويتحدث عبر الهاتف تتناقص بنسبة تتراوح ما بين ضعف ونصف إلى ثلاثة أضعاف عن مثيلتها في حالة القيادة دون استخدام الهاتف النقال فمن هنا يتبين خطورة الموقف ووجوب الحذر.
وفي الولايات المتحدة فقط يصل عدد ضحايا حوادث السيارات إلى أربعة آلاف وستمائة شخص بالإضافة إلى إصابة أكثر من خمسمائة وثلاثين ألف شخص سنويا بسبب استخدام النقال أثناء قيادة سياراتهم حسب تقرير نشرته المجلة الفصلية لجمعية علماء النفس الأمريكية.
وقد يلجأ البعض من السائقين إلى استخدام سماعات الأذن أثناء القيادة ظنا منه أنه لن ينشغل عن الطريق وهذا خطأ فالعبرة ليست في الجهاز وحمله ولكن مكمن الخطورة هنا هو التشويش وقلة التركيز وتشتيت الانتباه لأن السماعة لن تحل المشكلة أبدا ودع هاتفك النقال جانبا فلا تتصل.. حتى تصل أأمن وأسلم وأضمن للسائق.
http://www.al-jazirah.com.sa/cars/20...2009/wir51.htm