(حمايةُ المستهلكين) الأغنياء
محمد معروف الشيباني
تنزف جراحكَ فتلهث لطبيب ابتغاءَ إسعافها، فيبدأ شرح مبررات النزيف و آثاره ليعطيك درساً في الدورة الدموية. سيتبادر لذهنك فوراً أنك أخطأتَ الطريق، لم تَأْتِ مَلاكَ رحمةٍ بل سجّاناً أو حانوتياً، إذْ المقامُ مقامُ إسعافٍ لا تنكيل.
هكذا صرح للصحف رئيس (جمعية حماية المستهلك) ومتحدثُ (جمعية حقوق الإنسان) مُعلقيْن -رزقهما الله حُسنَ البيان- على رفع التجار الأسعار بذريعة رسم 200 ريال عن الوافد. فبشّرا المواطنين ألّا آليات لضبط الأسعار. و أكد الأول أن رفعها مبرر، و أنهم لا يملكون "سوى رؤى تُسهم في حماية المستهلك". تماماً كالطبيب أعلاه. بمعنى إما أنهما يؤيدان التجار بالضغط على وزارة العمل لإسقاط قرارها الهادف زيادة فرص عمل السعوديين، أو يُنبّهان أن بقية أجهزة الدولة لا تعنيها كارثة رفع الأسعار. و كلاهما فضيحة.
أيها المسؤول، إنَ عجزتَ عن المعالجة فأسمِع الناس ما يلائم وظيفتك، أصرخْ يا (حماية المستهلك) و قل إن رفع الأسعار غير مقبول، لا تبرره، ساهم برؤاك لمواجهته. صُنْ هِمَمنا من الإحباط و نفوسنا من الأسى..إلا إنَ كنتَ (حمايةَ المستهلكين الأغنياء)..و لا نصيبَ (للفقراء) حتى من مَعسولِ كلامك.
صحيفة البلاد