تقرير - صالح المحيسن:
شهدت أسعار الخضار خلال اليومين الماضيين ارتفاعات كبيرة جداً وصل معه الارتفاع إلى 100% في ظل عدم وجود بوادر بتدخل أي من الوزارات ذات العلاقة عطفاً على ماتم حيال الأزمات المماثلة التي طالت أسعار الأرز والمواد الاستهلاكية الأخرى. موجة الأسعار المشتعلة بدأت من الطماطم التي قفز سعر صندوقها من 8ريالات إلى 17ريالاً فيما وصل سعر الصندوق الكبير إلى 25ريالاً في وقت كان يباع الأسبوع الماضي ب 12ريالاً، وارتفع كيلو الكوسة من 4إلى 8ريالات، وقفز سعر كيلو الباميا من 10ريالات إلى 25ريالاً،فيما قفز سعر كيس البطاطس من 15إلى 30ريالاً وتضاعفت أسعار بقية الخضار . وفي أوساط المواطنين سادت حالة من الاستياء العارم بسبب تواصل ارتفاع السلع بشكل جنوني في ظل غياب الرقيب وحالة الصمت المطبق لدى المسئولين واكتفائهم بالتصريح بأن الارتفاع عالمي دون اتخاذ أي خطوة عملية توقف فتك هذه الأسعار بحياة المواطن التي أكلت هذه الأسعار -وفقاً لوصف سبعيني التقيناه- لحمه ولم تبق حتى عظمه !!
وعبر المواطنون الذين التقتهم (الرياض) خلال جولتها عن ألمهم الشديد وعدم مقدرتهم من مجابهة أسعار السلع والمواد الغذائية وتحملهم تبعات الارتفاعات العالمية التي يصرح بها المسئولون كلما شهدت الأسعار موجة ارتفاعات جديدة، وحذر كثير من المواطنين من ارتفاع أكثر سيطال الخضار مع قرب شهر رمضان المبارك الذي هو على الأبواب ودعوا وزارة التجارة إلى التدخل السريع وعدم الاكتفاء بالمشاهدة . المواطن عبدالهادي العلي ذكّر بالارتفاعات الخيالية التي سجلتها أسعار الخضار في مثل هذه الأيام من العام الماضي وطالب بوقف جشع الموردين واستغلالهم لقرب الشهر الكريم في رفع الأسعار بالكيفية التي يريدون دونما حسيب أو رقيب، وطالب العلي بتشكيل لجان نافذة وقوية تشترك فيها وزارتا التجارة والبلدية للمراقبة الدقيقة لأسعار جميع المواد والخضار لينعم المواطن بحياة كريمة هانئة بدلاً من أن يعيش كابوس الارتفاعات كلما قرر الذهاب للسوق أو المركز لشراء حاجيات أطفاله. أما المواطن محمد بو سعد تساءل عن السر على الإبقاء على التعرفة الجمركية المفروضة على السلع لدى دخولها دون تغيير، وأضاف إذا كان ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والخضار عائد سببه إلى دول المنشأ فلماذا لا تتخذ الدولة رعاها الله قراراً بخفض التعرفة الجمركية على جميع السلع المستوردة لينعكس بذلك أثر هذا التخفيض على حياة المواطن، وبين محمد أن هذه خطوة هامة تسهم في انخفاض الأسعار مما يمكن المواطن من العيش بيسر وسهولة وهو الأمر الذي افتقده منذ فترة طويلة بسبب الأسعار التي بلغت حداً لا يمكن مواجهته حيث تجاوز الارتفاع 400% ! وضم المواطنان عبدالمحسن الحمد وسعد مريط صوتيهما لما ذكره محمد مناشدين ولاة الأمر سرعة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح ، واقترح المواطن محمد ابراهيم العبدالمحسن "متقاعد" على الدولة زيادة مرتبات الموظفين والمتقاعدين ليواجهو ما وصفه (بحرب الأسعار) وأكد أنه بدون الزيادة فلن يستطيع المواطن العيش وسينتج عن ذلك مشاكل وسرقات وجرائم لها أول ما لها آخر، ويرى صافي الحاجي أن الارتفاعات التي الكل جالس يتفرج عليها في حقيقتها فوق مستوى أصحاب الدخل المتوسطة ناهيك عن الفقراء الذي هو في أمس الحاجة للمساعدة وليس القضاء عليه بهذه الطريقة. وفي مكان سوق آخر التقينا بعدد من كبار السن الذين ما إن عرفوا بوجود (الرياض) حتى أسرع كل من عيس بوعبيد وعبدالله السعيد وعبدالله العبيدان وعلي المغيري للتحدث الينا مبدين شكواهم المرير من صعوبة العيش في وقت تضاعفت فيه اسعار الغذاء، وبينوا أن ما يتقاضونه من الضمان الاجتماعي بات لا يكفي مع ارتفاع الأرز والخضار وغيرها ومع حرصهم الشديد لا يكفى سوى لخمسة عشر يوماً فقط؟! ولم ينسوا في ظل أوضاعهم المعيشية أن يرسلوا باقة من الحب الكبير الذي يحملونه في قلوبهم لخادم الحرمين الشريفين الذي بذل ولا يزال الشيء الكثير للمواطن وخصوصاً فيما يتعلق برفع مخصصات الضمان التي تساعدهم في حياتهم. وفي أحد المواقع اقتربنا من أحد كبار السن وسألناه عن الأسعار فما كان منه إلا أن رفع صوته : نار..نار..هذا موت.. يا ناس من وين نلاقيها : أدوات وملابس للمدارس، وعزبة رمضان، ومعه العيد..من وين بس من وين؟!!
المصدر جريدة الرياض
حسبنا الله عليهم ونعم الوكيل