قطاع العلاقات العامة يرسم ملامح المرحلة المقبلة وطريقة تقسيم الكعكة المحلية
جدة: سعيد الأبيض - 01/10/2012 -
رسم قطاع العلاقة العامة أبرز ملامح المرحلة المقبلة بعد أن أنهى وضع اللمسات النهائية على طريقة تقاسم الحصص السوقية من إيرادات كعكة القطاع في البلاد من خلال تطورات متسارعة في فترة قصيرة، بعد أن خرج ثلة من الشباب السعودي، في مطلع الألفية، عن النمط التقليدي ومخرجات الجامعات النصية، وشكلوا من خلال البحث والاحتكاك أرضا صلبة للانطلاق.
هولا الشباب، الذين دلفوا إلى السوق مباشرة، لم يكن في خلدهم أنهم، وبعد مضي فترة وجيزة، سيستحوذون وينافسون كبرى الشركات المتخصصة في هذا القطاع (العلاقات العامة)، وأنهم - أي الشباب - استطاعوا أن يثبتوا للمستفيد المحلي والخليجي قدرتهم على الذهاب بعيدا بأفكارهم الخلابة التي هي نواة العمل في هذا القطاع.
مخرجات التعليم في التسعينات، وهي فترة نمو ودخول عدد من الشركات الأجنبية للعمل في السوق السعودية تحت مسميات مختلفة ولا تعمل بشكل مباشر في «العلاقات العامة»، لم تكن مبشرة لخريجي قطاع الإعلام قسم «العلاقات العامة» للانخراط مباشرة في مثل هذه الأعمال. ومع نمو الطلب على الخدمات التي تقدمها «العلاقات العامة» تغير المفهوم التقليدي لعدد من خرجي الجامعات في منتصف التسعينات، الذين عملوا في عدد من الصحف أو في إحدى تلك الشركات التي استفادت من الطفرة الأولى، فبادروا في الدخول مباشرة إلى هذه السوق بأفكار وتجارب مختلفة، ساعدتهم في الثبات، وإن كان مفهوم العلاقات العامة ظهر في نهاية القرن التاسع عشر.
يقول منصور آل نميس، مدير شركة متخصصة في العلاقات العامة، إن كثيرا من التحديات واجهها الشباب للوقوف على أرضية صلبة ومواجهة كل التحديات، التي مكنتهم من الحصول على كثير من الفرص المتاحة في السوق السعودية من خلال العمل أو الاستثمار بشكل مباشر.
وأردف آل نميس أن الصورة النمطية لرجل العلاقات العامة في الثمانينات والتسعينات صارت شيئا من الماضي، و«لم يعد هو رجل المراسم الذي يتأكد من تجهيز القاعة وسلامة الصوت وجدول المؤتمر أو الحفل»، مضيفا: «أصبح هو الشخص الذي ينتظر العالم بماذا يفكر وكيف يعمل وسط منظومة معقدة من شبكات التواصل الاجتماعي».
وذكر آل نميس: «ربما أحداث الربيع العربي قد ساهمت بتسريع التغيير ومنح صناعة العلاقات العامة فرصة أكبر لإبراز عضلاتها»، مضيفا أن العلاقات الدولية نفسها قد أصبحت على المحك، وأصبحت العلاقات العامة هي الجسر الذي تعبر منه الرسائل على مرأى ومسمع من الشارع العالمي كله.
واستحوذت الشركات السعودية، المتخصصة في العلاقات العامة، على ما يعادل 40 في المائة من حجم السوق في العلاقات العامة والإعلان، بينما يتوقع مختصون أن يزداد استحواذ الشركات السعودية ليصل إلى 70 في المائة مع نهاية 2015.
وعلل محمد عواد الرفاعي، وهو خبير في قطاع العلاقات العامة، أن هذه الزيادة لعدة عوامل، منها قدرة الشباب السعودي على الابتكار والمنافسة وحاجة السوق السعودية، في ظل نمو الاقتصاد المحلي وإعلان عدد من المشاريع الكبرى للبنية التحتية، الأمر الذي يتطلب معه وجود كوادر شابة في قطاع «العلاقات العامة» يمكنها التعامل مع الأحداث وفق استراتيجية الشركات وأهدافها.
وأضاف الرفاعي أن «تغييرا هائلا حدث لثقافة العلاقات العامة، فلم يعد رجل العلاقات العامة هو أمين سر المنشأة وجدارها القوي، لقد أصبح أمين إعلامها وجدارها الشفاف الذي يعبر منه الضوء، لكنه ضوء مدروس»، موضحا أن هناك دورا للتقدم التقني في وسائل الإعلام المختلفة، لا سيما في ما يتعلق بالاتصال الذي زاد من فعالية قطاع العلاقات العامة.
واستطرد الرفاعي أن الأرقام تعكس حجم الاهتمام داخل المنظمات الحكومية وشبه الحكومية، خصوصا أن سرعة نقل المعلومة عبر شبكات التواصل الاجتماعي باتت هي الخطر الحقيقي الذي تفكر فيه كل جهة، وترصد من أجل كل قرار مختلف التوقعات، وهو ما ساهم في أن تحتل العلاقات العامة اهتماما عاليا لدى كل جهة.
وساهمت العلاقات العامة في خلق مناخ عام من الاهتمام الدولي بما سموه «الفعل» و«رد الفعل» في التعامل بين المنشآت والأفراد، وهي علاقة ظلت لعقود طويلة علاقة من طرف واحد.
وبالعودة إلى دور الشركات السعودية، أكد منصور آل نميس أن الشركات السعودية الناشئة في قطاع العلاقات العامة تمكنت من إزالة الصور النمطية لدى المستفيد من الخدمات، التي تعتمد على الخبر ومتابعة نشاط الشركة، ليخرج إلى مواقع أخرى غير تقليدية، من خلال إدراج أنواع مختلفة من الأنشطة للشركات، كل حسب اختصاصها.
http://m.aawsat.com/content/1349041107295228400/local