العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مقاطعة أعداء الاسلام > حول قيادة المرأة للسيارة / من أروع المقالات وأحكمها على الإطلاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-2011, 01:30 AM   #1
نايف الأحمدي
مقاطع نشيط

 
رقـم العضويــة: 18418
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشـــاركـات: 217

Thumbs up حول قيادة المرأة للسيارة / من أروع المقالات وأحكمها على الإطلاق

المختصر/
بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة للأخ الكبير معالي الدكتور محمد عبده يماني حول قيادة المرأة للسيارة
بقلم: الاستشاري الدكتور كمال بن محمد الصبحي
استشاري إدارة المشاريع التطويرية واتخاذ القرار وحل المشاكل
أستاذ متقاعد مبكرا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران

أجرى الدكتور محمد عبده يماني لقاءا مع جريدة الوطن السعودية يوم الأربعاء الماضي، وتحدث عن (قيادة المرأة للسيارة) وعن أننا أمعنا في تشويه صورتنا أمام العالم وكأننا أمة تحارب المرأة.
الحقيقة أنني - كاستشاري - لست مع أو ضد قيادة المرأة للسيارة، ولكنني بالتأكيد مع (الوطن) و (الأسس التي تم بناؤه عليها)، لكي لا نفقد (توازننا) في هذا العالم. وأدعو الدكتور يماني بكل أريحية لمراجعة الدراسة الميدانية المبسطة التالية التي أجريتها على بعض دول الخليج العربي وعلى دولة في شمال أفريقيا، ثم إذا أحب أن يناقش ويحاور حوارا راقيا فليس لدي مانع، لأن في هذا العالم ببساطة أناس لا يعرفون كيف يحاورون، ولا يستطيع المتخصصون الأدباء المتأدبين الذين تعلموا في أرقى الجامعات العالمية أن ينزلوا إلى مستواهم الوضيع في الحوار.
والدكتور يماني فيما أعرف إنسان يتهجم على الآخرين. ولذا أتمنى أن يرى ما رأيت، مع العلم أنني لم أكتب سوى القليل مما شاهدت، وبعض ما شاهدت يوقف شعر الرأس في تلك الدراسة الميدانية.
أيها السعوديون: مشاكلكم بسيطة، فحاولوا حلها!!
المشكلة الخامسة: حل لمشكلة قيادة المرأة للسيارة
بقلم: الاستشاري الدكتور كمال بن محمد الصبحي

الحلقة الأولى
كيف بدأت الدراسة الميدانية الدولية؟
وما أقسام المجتمع السعودي فيما يخص قيادة المرأة للسيارة؟
مَنْ طلب الدراسة؟

قبل بضعة سنوات كنت أتردد على دولة خليجية شقيقة بورش عمل لمشاريع كبرى خاصة بشركة النفط التابعة لحكومتهم، وعند عودتي على الطائرة جلس بجواري موظف كبير في الدولة.
تجاذبنا أطراف الحديث، ثم فجأة سألني: هل تزور دول الخليج كثيرًا؟ قلت: نعم. قال: إذن ربما تستطيع أن تساعدنا في معرفة ما إذا كان من مصلحة بلادنا أن تقود المرأة السيارة أم لا!!
إذا تحدث المتدينون قالوا عنهم كذا، وإذا تحدث غيرهم قالوا عنهم كذا. وبما أنك لا تنتمي لأي تيار، لأن الاستشاريين لهم طريقة تفكير مختلفة، لماذا لا تقوم بدراسة توضح فيها مصلحة الوطن، وتضع كافة المعايير التي ترغب بها. دراسة وطنية تحوي كافة المعايير والثوابت.
بطبيعة الحال ما طلبه أخونا الموظف الكبير يكلف وقتًا ومالاً، ولكنني وضعت حلاًّ مقبولاً وغير مُكلِّف.
مشكلة عدم القدرة على الحوار حول قيادة المرأة للسيارة:
أعتقد أن المشكلة الحقيقية لقيادة المرأة للسيارة هي أن المواطنين السعوديين لم يعرفوا كيف يتحاوروا - بمهنية - حول المشكلة بطريقة صحيحة تسمح لهم بحل المشكلة.
دعني أشرح، وأنصحك أن لا تقفز لنتائج قبل أن تقرأ تحليلي كاملاً.
أقسام المجتمع السعودي فيما يخص قيادة المرأة للسيارة:
أقول - وبالله التوفيق – أنه فيما يخص مشكلة قيادة المرأة للسيارة، ينقسم المجتمع السعودي إلى 5 أقسام:
القسم الأول: قسم مؤيد لقيادة المرأة للسيارة - مع استخدام وسائل الإعلام وإحداث ضوضاء حول الموضوع ورغبة في دفع الأمور بأي وسيلة ومهما كانت النتائج - بناءا على أنها تقود السيارة في كل دول العالم فلماذا لا تقودها لدينا؟!
وبطبيعة الحال، فإن هذا المعيار يمكن دحضه من باب أن العديد من بقية دول العالم تسمح بأمور كثيرة غير مسموح بها لدينا مثل الدعارة وبيع الخمور وزواج المثليين، فهل مطلوب من دولة تقول أنها تطبق الإسلام - مثل السعودية - أن تطبق كل ما تطبقه كل دول العالم؟!
ويأتي بعضهم ويقول أن المتدينين قاوموا التلفاز والفضائيات وتعليم المرأة في بداياتها، ولذلك اسمحوا للمرأة بالقيادة لأن المتدينين سيستسلمون أيضا عند قيادتها.
وهذا المعيار أيضا يمكن دحضه من باب أن السعودية تضررت أخلاقيًّا واجتماعيًّا كثيرًا من الفضائيات على سبيل المثال.
ألا تلاحظ ارتفاع نسب الطلاق في المملكة في السنوات الأخيرة؟!
ولذلك فإن تكبير الانحراف بإضافة متغيرات جديدة قد يخرجها من المنطقة الرمادية للانحراف إلى المنطقة الحمراء، مما يسمح لأعدائها بتصنيفها على أنها لم تعد تطبق الإسلام.
وقد يضيف هذا القسم أسباب أخرى للحوار مثل التخلص من السائق وإعطاء المرأة دور أكبر في المجتمع وغير ذلك.
القسم الثاني: قسم يحرم قيادة المرأة للسيارة بناءا على فتوى المفتي. ومعظم هؤلاء من المتدينين الذين تسمع لهم الدولة اليوم لأنه لو لا قدر الله حصل انحراف كبير في المسيرة بسبب قيادة المرأة للسيارة، فسوف تخسرهم، وهم من الأسس الذين تقوم عليهم الدولة السعودية.
القسم الثالث: قسم وسطي يقوده سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والذي أدرك - كرجل الأمن الأول - أن فتوى المفتي قائمة على أوضاع المجتمع الحالي، ولذلك تحدث عن أن المجتمع غير جاهز. وبالتالي فلا بد للمفتي أن يقتنع، لأن دولتنا قائمة على الإسلام. ولابد أن تستمع لما يقوله.
والمهم أن يبقى الأمن مستتِبًّا والمجتمع متماسكًا لدى سمو النائب الثاني ووزير الداخلية، وهو في هذا محق. ولو لا سمح الله فقد المجتمع هويته أو فقد أمنه أو تفكك، فلن تنفعنا أي دولة تتحدث عن حقوق المرأة، ولن ينفعنا أي فرد. هذا رأي كبير من رجل بحجم الأمير نايف خبر الأيام ورأى من الأمور الأمنية الكثير.
القسم الرابع: قسم ليس له رأي خاص به، بل هو متأثر بمن حوله.
القسم الخامس: قسم أنتمي له شخصيا، حيث نعتقد أنه لا يوجد حوار حقيقي حول الموضوع، ولم يتم تحليل المشكلة تحليلا علميًّا صحيحًا.
ونيابة عن هذا القسم الخامس والأخير يسرُّني تقديم الورقة التالية:
أهمية استشراف المستقبل:
تعتبر المنطقة العربية واحدة من أضعف المناطق في استشراف المستقبل، ومعرفة نتائج القرارات التي تقوم بها. يمكنك أن ترى ذلك بسهولة من خلال بعض الأمثلة، مثل:
- رفض العرب السلام الذي قام به السادات سابقا، ليأتوا لاحقا يقدمون حلولا للسلام.
- تنويع مصادر الدخل لم يحقق النتيجة المطلوبة رغم مرور 35 سنة على بدء التفكير فيه.
لذلك فإن أي حل لمشكلة قيادة السيارات ينبغي أن يقوم على استشراف المستقبل، ومعرفة نتيجة قرار القيادة من عدمه. فإذا ثبت أنه سينتج عن القرار نتائج وخيمة على المجتمع فإنه سيصبح من الغباء اتخاذ القرار. أما إذا كانت النتائج مقبولة فإن القرار يمكن اتخاذه.
وقد تتعجب أنني سأحل المشكلة بطريقة مختلفة تماما عن طريقة التفكير المعتادة.
أسس الحل:
لكي يمكن وضع حل للمشكلة، ينبغي أن أتعهد بما يلي:
1- أن أكون مهنيا، بمعنى أن أتجرد تماما من أي توجه عاطفي نحو أي حل للمشكلة، وأن أنقل لكم ما أجده دون أي تحيز.
2- أن أتقبلكم جميعا كما أنتم، بحيث لا أميل لطرف دون آخر. هذا عهد مني. ولكن بعضكم لن يرضى عن ما سأكتبه رغم أنه نتائج استطلاعات ميدانية قمت بها، ولا يمكنني تغييرها إرضاءً لخاطر أحد بسبب الأمانة العلمية.
مراحل حل المشكلة:
العالم من حولنا يتغير. وهناك العديد من القرارات والمشاريع التي لابد أن نتخذها. وسوف ينتج عن قراراتنا كيف سيصبح المجتمع السعودي على المدى القريب وعلى المدى البعيد.
لذلك وضعت 3 مراحل لتحليل المشكلة والوصول إلى حل:
المرحلة الأولى: مرحلة استشراف المستقبل القريب من خلال استطلاع أوضاع دول أوضاعها شبيهة بأوضاع بلادنا، واتخذت هذا القرار. وقد اخترت إجراء مقابلات شخصية ومباشرة في بعض دول الخليج لذلك من خلال جولة استطلاعية لكافة أنظمتهم الحكومية والاجتماعية والأمنية.
المرحلة الثانية: مرحلة استشراف المستقبل البعيد، كيف سيصبح المجتمع السعودي بعد سنوات طويلة، ربما 10 سنوات، وقد اخترت لهذا أن أزور دولة عربية شقيقة في شمال أفريقيا. والسبب في هذا أنه فيما يخص المرأة، فإن بعض الدول الواقعة في شمال أفريقيا تتقدمنا بسنوات طويلة نحو تحريرها من القيود الاجتماعية بسبب قرب شمال أفريقيا من أوربا. وبالتالي فإن وضع المرأة هناك يعكس أوضاع المرأة والمجتمع لدينا على المدى البعيد، لو سرنا في نفس الطريق الذي ساروا فيه..
المرحلة الثالثة: مرحلة تحليل المشكلة تحليلاً علميًّا والوصول لحلول مقبولة لها قد تكون حلول فورية وقد تكون على مراحل، اعتمادا على متخذ القرار، ونظرته لنتائج المرحلة الأولى والثانية. وأنصح من يقرأ أن لا يستعجل في إطلاق الأحكام لأنه يوجد حلول للمشكلة كما سنرى.
الحلقة الثانية
كيف سيصبح المجتمع السعودي على لمدى القصير إذا قادت المرأة السيارة؟

(نتائج زيارة بعض دول الخليج)
في الأسابيع التالية للقائي بالموظف الكبير الذي طلب الدراسة، كانت لدي زيارات عديدة لدول الخليج العربي، وبالتالي فقد قمت بالاتصالات الضرورية لكي يزورني في الفنادق التي أسكن فيها شخصا مؤهلا يسمح لي بزيارة المواقع والأشخاص التي أرغب في زيارتهم.
اشترطت أن أزور كافة أنواع الطيف من البشر من مواطنيهم، الصالحين والطالحين، الرجال والنساء، حيث يكونوا.
كان لدي أسئلة بسيطة جدًّا: هل تعتقد أنه من مصلحة الحكومة السعودية أن تقود المرأة السيارة أم لا؟! (نعم/لا).
هل سينتج عن ذلك مفاسد قد تغير من طبيعة الدولة كـ (دولة تمارس الإسلام) إلى (وضعية أخرى) تفقدها هذا المظهر أم لا؟ وما هي هذه المفاسد؟
الإجابات:
هذه هي الإجابات والتعليقات التي سمعتها من رجال وسيدات ذوي خلفيات دينية واجتماعية وأخلاقية مختلفة. وقد نقلتها لكم دون أي تغيير.
التعليق الأول: الدريول (السائق) سيبقى في حياتكم
قابلنا شخص لطيف متزوج عادي جدا في دينه، وقال: أنتم عجيبون يالسعوديين في تحليلاتكم لهذا الموضوع. قرأت في صحفكم من يقول بأن قيادة المرأة للسيارة سيؤدي للتخلص من السائقين الأجانب.
والله هذا عجيب يا دكتور، لأن المرأة عندنا كانت توعدنا بهذا الشيء في البداية. ثم أصبحت تقول: استقدم دريول لكي يخدم عيالك ويأخذهم للمدرسة ويحضر احتياجاتنا من السوبر ماركت. أنا مو سائقة عندك..
وهكذا ستقود المرأة لديكم، ومعظمكم سيبقى على السائق؛ لأن السائق يقوم بأدوار لا يمكن للمرأة القيام بها.
التعليق الثاني: الازدحام المروري سيكبر لديكم
إذا استمر السائق لديكم، فإن الإزدحام المروري سيكبر لديكم، فالرجل والمرأة والأولاد والبنات والسائق، كل واحد لديه سيارة. وهكذا ستكبر أعداد السيارات التي تجول الشوارع لديكم.
التعليق الثالث: اساءة استخدام البنات للسيارات:
أنتم بالسعودية بالكاد قادرون على السيطرة على الشباب، تجدهم عند مداخل مدارس البنات، وتجدهم يغازلون بالأسواق، وتجدهم يفحطون بالسيارات.
الوضع عندنا أصبح مثلكم بالنسبة للبنات:
البنت تقول لك: أبوي، أنا طفشانه، باروح البقالة. وتخرج، ولا تعلم أين تخرج.
البنت تقول: أمي، أنا مو مرتاحة وخلقي ضايق، وعدت زميلاتي نخرج نتمشى ونشرب قهوة في كوفي شوب، وتخرج دون رقيب.
أخذني مرافقي إلى ستاربكس قريب من أحد الفنادق. ودخلنا فوجدنا أعداد البنات أكثر بكثير من الشباب. وبمجرد دخولنا وجلوسنا، وجدت نفسي مع مرافقي محاطين بأنظار من كل جهة.
قال لي مرافقي مازحا: ما شاء الله عليك يا دكتور، طويل وسكسوكة، وجئت معي في سيارة فخمة، لابد يعتقدونك من شيوخ السعودية، شف ذيك البنت تطالع فيك، ابتسم يا دكتور. ثم ضحك.
لم أرد. بعد فترة، قامت امرأة وخرجت إلى المواقف التي أمام ستاربكس بجوار الفندق، ورفعت صوتها على الهندي الذي كان ينظف سيارتها، ولم يقم بعمل جيد. كانت لابسة بنطالاً لاصقًا لدرجة أن كل أعضاء جسدها الداخلية بارزة من خلاله، ومع ذلك وضعت يداها على ركبتيها، وانحنت لكي تشير إلى منطقة منخفضة في السيارة لم يتم تنظيفها جيِّدًا.
كان الشباب ينظرون من خلال الزجاج إلى ذلك المنظر الذي لاشك يثير شهوة أي شاب ورجل. المكان لم يكن عفيفًا، وكانت رائحة الفساد الأخلاقي موجودة فيه.
التعليق الرابع: ارتفاع مستوى الإيقاع بالبنات بسبب كثرة الاحتكاكات عند إشارات المرور وفي المواقع الأخرى:
زرنا مركزًا للشرطة، كان مرافقي على علاقة بضابط في ذلك المركز، تحدَّث معنا الرجل كثيرًا، ومما قاله بأن إشارات المرور ومحطات الوقود، أو عند تعطل سيارتها في الطريق، أو في ورش صيانة السيارات، أو في الحجز إذا نُقلت إليه بسبب مخالفة مرورية تعتبر أماكن طبيعية للقاء العيون مع الرجال، ومن ثم البلوتوثات، ومن ثم قد تتجه السيارات إلى أماكن معزولة ومعروفة لدينا أو تصبح هناك مواعيد لاحقاً.
ونحن لا نملك أن نفعل شيئاً، ولكنني أقولها لك بكل بساطة: الفساد مفتاحه البنات عندما يمتلكن حرية غير مسؤولة، وتكون البنت عقلها صغير أو تواجه مشكلة معينة.
سألت: ماذا تقصد الفساد مفتاحه البنات؟!
قال: شف يا خوي، البنت هي التي تفتح الباب أو تغلقه. نظرتها هي التي تحدد ما إذا كان ستكون هناك علاقة أم لا.. والرجل يبحث عن مكان يضع فيه شهوته.. وإذا كانت المرأة مرحبة، فلا يمكن إيقاف الفساد. أنتم زمان في السعودية ما تحسون بهذا لأن المرأة محاطة بأبيها وإخوانها، وعندكم ثقافة العيب والشرف، نحن هنا البنت لوحدها في الشارع بسيارتها، وقد تكون مراهقة، وقد تكون مطلقة، وقد تكون لديها مشكلة، فماذا تنتظر إذا التقت بعيون تتظاهر بأنها مهتمة بها؟
سألته مرة أخرى: ولكن لدينا من يقول: إن المرأة كائن حي قائم بذاته، وليست محتاجة إلى رعاية؟!
نظر الرجل لأحد زملائه، وقهقه ضاحكاً: كائن حي قائم بذاته، يا رجل أنت في عالم فيه ذئاب، والله التي ما تنتبه لنفسها وتحتمي بمن حولها يأخذونها أخذ، ويدورون وراءها حتى يجيبون رأسها.
نحن في مركز الشرطة نعاني من هذه الأمور، وأنت فتحت مواجعنا. الله يرضى عليك، كل ليلة عندنا هنا مشكلة أكبر من التي قبلها.
التعليق الخامس: إرتفاع نسبة انحراف رجال المرور فيما يخص الفتيات
أضاف الضابط: أنا عندي مشكلة كبيرة هنا. رجال المرور يوقفون السيارة التي فيها امرأة جميلة وجذابة، ويخوفونها بالمخالفة، ويكتب رقم جواله عليها. والنساء يشتكين، وما باليد حيلة، لأننا سننقل 80% من رجال المرور نقل تأديبي لو طاوعناهم. حسبي الله.
خرجنا من عنده وذهبنا لزيارة شركة قال مرافقي: إن بها امرأة لديها قصة حول هذا الموضوع.
قالت المرأة: إن بيتها بجوار طريق رئيسي، وكلما خرجت كل صباح لعملها كانت تجد سيارة مرور توقفها، ويقول لها رجل المرور: ليه ما اتصلتي؟؟ هذا رقم جوالي. اتصلي، وهذه مخالفة لأنك ما اتصلتي.
تقول: جمعت المخالفات، وذهبت لمدير المرور، وقدمت شكوى، وكل الذي عمله أنه نقله لتقاطع آخر. ثم تقول: أعطى أوصاف سيارتي لرجل المرور الجديد عند تقاطع منزلي، ولا زالت المعاناة مستمرة.
التعليق السادس: أول من سيندم هن المتزوجات
هذا التعليق لفت نظري، فقد التقيت مع مرافقي بسيدة، وسألناها كالعادة أسئلتنا، فقالت: أنا والله أعاني يا دكتور من ها الموضوع. أنا زوجي عيونه طويلة، مثل معظم الرجال الذين دينهم على (قدهم). وهو أينما يروح يقابل النساء، في العمل، في السوق، بجانب إشارات المرور.
زمان، كنت شابة وأملأ عينه، اليوم، مثل ما أنت شايف، أنا في الثلاثينات، وعندي أولاد وبنات، ووقتي صار مشغول بهم، وأحاول قدر المستطاع أن أعطيه حقوقه.
لكن هيهات، كيف أنافس البنات اللاتي يلاقيهن؟! الواحدة تعتني بنفسها وبقوامها و(متمكيجة) ويرمن شباكهن حول زوجي ومن يسير على طريقته.
وحتى بعض زميلاتي يقلن: إن أزواجهن كانوا عقلاء، ولكن في لحظة ضعف، من كثرة الاحتكاك بالنساء والتقاء النظرات.. شاف تلك البنت التي دخلت قلبه من أوسع الأبواب، وتربعت هناك، فخربت بيته.
أقول: والله ليتنا مثلكم في السعودية، على الأقل هناك نسبة أكبر من السيدات مرتاحات، لا تستهينوا بالاحتكاك اليومي بالبنات، والسياقة مفتاح الدخول لذلك.
التعليق السابع: إرتفاع مستوى الطلاق في المجتمع وضياع الأبناء وتشتتهم
التقينا بموظف قيادي في الشؤون الاجتماعية بدولة خليجية تعاني من ارتفاع مستوى الطلاق، حيث وصل إلى نحو 60 في المائة. وسألناه أسئلتنا.
نظر في السقف، وقال بعمق: شف يا خوي، خروج المرأة يعني أنها لن تعتمد على الرجل في حياتها، وستعتبره مسألة كمالية. وسترى نفسها عليه مع الوقت، ولن تتحمل معه متاعب الحياة. ونحن هنا نعاني من هذه المشكلة: المرأة لم تعد تحتاج الرجل، وتعامله من فوق.
لذلك ارتفعت لدينا نسب الطلاق، ووصلت إلى 60 في المائة. والوحيدة التي تبقى مع زوجها هي التي تربت في بيت طيب وتريد أن تتبع زوجها وتطيعه وتحبه. وغالبا ما يكون العمل لديها وسياقة السيارة أمر غير ضروري. أنا شخصيًّا لم أفهم معنى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} حتى أتيت لهذه الوزارة وأطلعت على الإحصائيات، وأتمنى لو تعود الأيام في بلدنا مثل ما كانت، محافظة وعائلات متماسكة.
أنصحكم يا دكتور تظلوا محافظين على حياتكم المحافظة، ابرك لكم، حتى لا تنفتح عليكم أبواب جهنم وتدخلون في متاهات المشاكل التي لها أول وليس لها آخر. على سبيل المثال، أنت تعرف أن الطلاق يؤدي إلى ضياع الأبناء وتشتتهم وانحرافهم في بعض الأحيان، يعني مشروع إنتاج مجرمين إذا تخلى الأب والأم عنهم.
التعليق الثامن: ارتفاع نسب انحراف الفتيات والنساء المتزوجات وانتشار الشقق المشبوهة
زرنا منطقة (..) في دولة خليجية شقيقة. كان مرافقي يعرف العديد من أصحاب الشقق المشبوهة في تلك المنطقة. أردت أن أرى على الطبيعة لماذا يحصل الانحراف؟
أدخلنا مرافقي للعديد من الشقق، وتكررت الحكايات. هذه واحدة منها. في شقة من الشقق، وجدنا تجمعًا لرجال ونساء على علاقات غير شرعية.
عرفني مرافقي بهم، وقال لهم: أخونا من السعودية. قالوا: والنعم.. إخواننا وعيال عمنا.
جلست معهم وتباسطت في الحديث. سألوني: لماذا أنت هنا؟ شرحت لهم الأسباب. علق أحدهم (زقرت): أنتم بالسعودية معقدين. الواحد لازم ينبسط على الآخر. والله يضيق صدري يوم أجيء أزوركم.
قالت له رفيقته: عيب يا فلان، الريال (الرجال) ضيفنا، ما يصير!!
قلت لها: لماذا أنت هنا؟
تدخل الرجل مرة أخرى: أفا، ويش ها الحكي، الآن لا تخربها علينا، وإلا أنت تريد؟!
قالت: لا ما يخربني، لا تخاف، أنا هنا لأن زوجي نذل وبن حرام، يلف ويدور، ويريدني جالسة بالبيت أربي له العيال. لذلك أركب سيارتي وأخرج أتسوق، وأمر هنا شوي، وإذا سافر أخذ راحتي. الوالدة ما تقصر، تنتبه للعيال. وضحكت.
قلت: يعني تجين بالسيارة التي دفع قيمتها زوجك؟! قالت: والله دفع قيمتها أو ما دفع قيمتها، طالما أن معي سيارة، وضايق صدري من تصرفاته، السيارة تسهل طبعا الأمور، وأنا أعرف حريم كثير كانوا مستقيمات، ولكن بعد ما صر عندهن سيارات، ويسمعون الكلام الحلو في الشارع والسوق والكوفي شوب.. وهم لوحدهن، أمر طبيعي أن يخربون على أزواجهم، خصوصا إذا أزواجهم طول الوقت بالديوانيات، ويسافرون، ويلعبون، أنت عارف!! كما تدين تدان.
التعليق التاسع: فئات النساء فيما يخص القابلية للتمرد والانحراف
قابلنا ضابط أمن في دولة خليجية، وقال: النساء في كل البلدان، ولكن يهمنا هنا بلدكم وبلدنا، أقول النساء خمس فئات:
1- فئة هاديهم الله، حكمة وثقل واحتشام، وهؤلاء ما عندك مشكلة معهن.
2- فئة منحرفة أصلاً، وهذه منحرفة سواء قادت سيارة أم لم تقد. إنما قيادة السيارة ستسهل عليها المواضيع، وبالتالي ستزداد مشاكل هذه الفئة من النواحي الأمنية.
3- فئة متزوجة وعندها مشاكل في حياتها، بعضهن تتعامل مع مشاكلها بحكمة وتصبر، إنما بعضهن تبدأ أذانيها تنفتح على كلمات العسل، وتبحث عن حلول لقرفها فتنحرف. وهكذا ستزداد المشاكل الأمنية.
4- فئة غالبة لديكم تمشي مع الناس، إذا بيئتها مستقيمة استمرت في الاستقامة. إنما إذا جاء حولها بنات أو نسوان غير مستقيمات ستجدها انحرفت، وهكذا ستزداد المشاكل الأمنية. والقيادة ستسهل عليهن الأمور.
5- فئة المراهقات، وهؤلاء قصة لوحدهن. إذ لا يمكن السيطرة عليهن بأي حال من الأحوال، فالتمرد عنوانهن إذا فتحت لهن الباب.
أخذنا الضابط في جولة إلى مول (..) وأرانا المراهقات، وتصرفاتهن، وملابسهن، وتحركاتهن، ثم نزل بنا إلى مواقف السيارات وأرانا الكثير من التصرفات الغريبة.
ثم قال: يا دكتور، نحن في بلدنا كنا مثلكم أيم شيخنا القديم رحمه الله، إذا شفنا رجل ومعه بنت أو امرأة في وضع مشبوه أوقفناهم وسألناهم. أما بعد ما خرجت المرأة أصبح من المستحيل فعل ذلك. الآن بعض مواطنينا ومواطناتنا يفعلون ما يريدون دون أي تدخل. بل أنه يوجد فندق (..) خاص بالمواطنين والمواطنات لإقامة العلاقات بدون أي تدخل.
ركبنا السيارة وذهبنا للفندق، وعزمناه على فنجال قهوة على في بهو الفندق. وتحدثنا مع بعض منسوبي الفندق.
ثم اخترت أن أسكن في الفندق في زيارتي التالية لتلك الدولة. وكنت أقضي ساعات المساء بعد انتهاء عملي، ويمكنني ملاحظة أن مدة بقاء بعض المقيمين في الفندق لا تتجاوز ساعتين، وأن بعض النساء يدخلن في أحلى شكل، ويخرجن بشكل آخر (مرمطة)!!
التعليق العاشر: وماذا ستفعلون بالحرمين، وهو شرعيتكم؟ وكيف ستفسرون تصرفات بناتكم هناك؟
أنتم مشكلتكم والله كبيرة. قاعدين تقولون للعالم: نحن نخدم الحرمين الشريفين. ماذا ستقولون لأهل المدينة ومكة. خلوكم محافظين، بينما غيركم سوف فعل ما يحلو له؟ ماذا ستفعلون عندما تقوم فتاة بلبس لباس شبه عاري وشعر طاير، وتقود سيارتها لتوصل والدها (الشايب) بسيارتها للحرم المكي أو المدني؟!
لا تستغرب، فأنتم ستضعون أقدامكم على أول خطوة في مشوار طويل لن ينتهي من البعد عن الأخلاق والقيم التي تعودتم عليها، حتى يصبح الواحد فيكم يرى المنكر ولا يعود يستطيع أن يتحدث عنه لهول ما سترون!! وحينها لا أعلم كيف ستحافظون على الحرمين وهو شرعتكم وأساسكم؟!
التعليق الحادي عاشر: لا تخدعوا أنفسكم بمسألة أن عمرها فوق الثلاثين أو موافقة ولي أمرها أو تقود في ساعات محددة، فلن تستطيعوا تطبيقهما:
لا تخدعوا أنفسكم بمسألة السماح للمرأة الكبيرة، مثلا فوق الثلاثين، ولابد من موافقة ولي أمرها، وتقود في ساعات محددة في النهار. أتذكر أنه في قطر، سمحوا لها بالقيادة بشروط منها أن تكون فوق الثلاثين، بأذن ولي الأمر.. وبعد فترة قصيرة لم تطل سُمح حتى لمن كانت دون العشرين بالقيادة؛ بل حورب الحجاب والمحجبات، وطالب المعارضون بمنع المحجبة من القيادة إلا أن تنزع حجابها.
ملحوظة: نشرت مجلة "المجلة" تحقيقًا يثبت صدق التعليق في العدد 1003..
* * *
لقد حذفت العديد من التعليقات اختصارًا لوقت القارئ. إنما هناك أمران جديدان يمكن إضافتهما:
1- في السعودية: أوضح المتحدث باسم المرور أن كاميرات نظام ساهر التي سيتم تركيبها على طرق المملكة لمراقبة السيارات ستسمح بتصوير السائق!!
2- أخبرني أحد الباحثين أنه توجد في دراسة لليونسكو تقول:
- نسبة الزنا في المجتمع الذي تقود فيه المرأة أعلى من المجتمع الذي لا تقود فيه المرأة.
- نسبة الاغتصاب في المجتمع الذي تقود فيه المرأة أعلى من الآخر.
- نسبة الأبناء غير الشرعيين أعلى في المجتمع الذي تقود فيه المرأة من غيره.
- نسبة التفكك الأسري والطلاق أعلى في مجتمع قيادة المرأة من غيره.
لم أتحقق من وجود الدراسة، إنما ما سمعناه من بعض الجهات الحكومية والأفراد في بعض الدول الخليجية يؤيد هذا الاتجاه.
وبعد فهذه تعليقات من أناس ذو خلفيات مختلفة في دول الخليج، وهي لا تحتاج إلى تعليق.
الحلقة الثالثة
كيف سيصبح المجتمع السعودي على المدى البعيد إذا قادت المرأة السيارة

(نتائج زيارة دولة عربية في شمال أفريقيا)
هدف هذه الحلقة (المرحلة الثانية من البحث الميداني) هو المقارنة بين حال المرأة في السعودية التي هي في مرحلة مبكرة من مراحل تطوير المرأة، مع دولة عربية في شمال أفريقيا والتي هي في مرحلة متأخرة من مراحل تطوير المرأة وخروجها. ويمكن بكل مهنية الاعتقاد أن هذا المسار سينتهي بالمجتمع السعودي والمرأة السعودية إلى نفس الوضع على المدى الطويل، إذا استمرينا بنفس الطريقة.
دعني أنظر اليوم إلى موضوع المرأة وحريتها تحديداً، فنجد في السعودية مثلاً من يقول بخروجها لتعمل وتختلط وتقود السيارة وتحتل المناصب، بينما الفريق الثاني يحاول مقاومة هذا التوجه.
وسوف أحاول هنا أن أنقل لكم رؤية للمستقبل - من واقع من سبقنا - لعل وعسى أن تفيد الفريقين في وضع تصور واضح لما سيحصل للمجتمع والمرأة السعودية بعد 10 سنوات مثلاً من الآن.
مقارنة مراحل التطور:
لقد لفتت قريبة لي نظري خلال زيارتنا هذه السنة لإحدى مناطق بلادنا بأنه يوجد في الأسواق هناك بعض الأمهات المتحجبات والمغطيات وجوههن، وبجانبهن بناتهن يلبسن العباءة بدون غطاء الوجه، وربما مع بعض شعر الرأس يتسلل من خلال الطرحة (غطاء الرأس)، وبطريقة مغرية وعيون مرسومة وزائغة تطلب الإعجاب.
وقالت قريبتي: إن هذا الأمر يحصل في عائلات كانت معروفة بالتدين، وكان الجميع فيها متحجباً قبل 5 أو 6 سنوات. أي: أن هناك تطور ما في الموضوع.
لفت نظري نفس هذا الأمر أثناء زيارتي لدولة عربية في شمال أفريقيا قبل فترة بسيطة، حيث شاهدت أمهات متحجبات، بينما بناتهن يمشين معهن وهن غير لابسات لملابس ساترة. أي: أن هناك يوجد تطور لديهم ولكنه تطور أكثر انطلاقا وحرية من بناتنا في إحدى مناطقنا. والتطور له مراحل كما لا يخفى.
خصائص المراحل المتأخرة من تطوير المرأة:
كيف سيصبح المجتمع السعودي بعد نحو 10 سنوات، مع تقديم الأدلة؟
يوجد في دولة شمال أفريقيا أناس صالحون يقومون الليل ويفعلون الخيرات. ولكن لفت نظري أيضًا الأمور التالية، حيث شاهدت على الطبيعة في داخل بيوتهم وشاهدت في وسائل إعلامهم وصحفهم الأمور التالية خلال زيارتي، مع تقديم الأدلة قدر الإمكان من خلال صحفهم:
1- خروج المرأة من بيت أهلها: أصبح من حق الفتاة حينما تبلغ سن الثامنة عشر أن تغادر منزل والدها حيث تريد، كما يحق لها أن تتغيب المدة التي تريد، وأن تدخل وتخرج كما تريد دون أن يحق لوالدها أن يسألها إلا بالحسنى. وفي حالة قيامه بأي تصرف يوضح رغبته في تأديبها، فهذه جريمة يعاقبه عليها القانون. هذا من حقوق المرأة وهو من التطور والانطلاق والحرية كما لا يخفى.
2- حمل المرأة غير المتزوجة: أصبحت المرأة غير المتزوجة والحامل بطريقة غير شرعية يحق لها أن تدخل المستشفى لكي تلد طفلها أو طفلتها. هذا من حقوق المرأة لديهم، وهو من التطور والانطلاق والحرية. انظر على سبيل المثال ما كتبته جريدة الاتحاد الاشتراكي في صدر صفحتها الأولى في (30- 4- 1429هـ، 5- 7- 2008م).
3- مساج وحمام باستخدام المرأة: أصبح الآن أمرًا طبيعيًّا أن يحصل السائح في الفنادق على جلسة مساج في غرفة مغلقة وهادئة الأنوار على يد فتاة تكون جميلة في أغلب الأحيان. كما لا يوجد مشكلة في أن يقوم بدخول الحمام وتدليكه على يد فتاة جميلة أخرى. والسبب أن الفتاة تحتاج إلى وظيفة لكي تُؤمِّن عيشتها، مهما كانت هذه الوظيفة. وهذا من حقوق المرأة لديهم، وهو من التطور والانطلاق والحرية.
4- حوادث بسبب الصديقات: تحصل حوادث مثل إمكانية قيام شاب بالتحرش بصديقة شاب آخر أمام صديقها، فيغضب الأخير، وتقوم معركة باستخدام كافة أنواع الأسلحة البيضاء، وتأتي الشرطة لفك الاشتباك وتحويل الشابين إلى مركز الشرطة على خلفية الاشتباك والأضرار التي سببها، دون الحديث عن مسألة وجود (صديقة) لدى أحدهما، فهذه من حقوق المرأة لديهم، وهو من التطور والانطلاق والحرية.
انظر على سبيل المثال ما نشرته جريدة الاتحاد الاشتراكي في 30-4-1429هـ (7-5-2008م) الصفحة 4 بعنوان: (المنافسة على فتاة كادت أن تؤدي إلى جريمة قتل)، وغني عن القول أن هذا نوع من الجرائم سيكون جديداً علينا.
5- تصوير أفلام الجنس: أصبحت البلد مفتوحة لقدوم المستثمرين في أفلام الجنس لتصويرها مع الفتيات اللواتي يحصلن على مبالغ جيدة لقاء قيامهن بالأدوار، وهو من الجهود التي تبذل لتوفير وظائف للمرأة الباحثة عن عمل. وقد كتبت جريدة الميعاد السياسي هناك في 25-4-2008م كلامًا عن خليجي حط رحاله ضيفًا عند (إحدى العاهرات المصنفات في عالم الدعارة الراقية) في سبيل تسهيل إنتاج فيلم جنسي، وإيجاد الكوادر القادرة على القيام بالعمل تمثيلاً وتصويرًا وإنتاجاً.
6- وصول الدعارة للجامعيات: وصلت الدعارة مع الأسف الشديد لطبقة من المفترض أن لا تصل إليها، وهي طبقة المتعلمات والجامعيات التي كان من المفترض أن يحميهن علمهن عن مثل هذه الأمور، ومن ذلك ما نشرته جريدة أخبار الحوادث في (25-4-2008م) في صدر صفحتها الأولى بعنوان (أخبار الحوادث تكشف خيوط دعارة الجامعيات) وأوردت تحقيقًا كاملاً على الصفحتين 4 و 5.
7- اغتصاب المعلمين لطالباتهم القاصرات: نتج عن هذا الجو الذي هو بوضوح يدفع أي رجل إلى الإثارة وجنون الجنس أن اندفع الرجال للبحث عن المتعة الحرام بأي وسيلة، خصوصا وأنهم لا يمتلكون المال اللازم لكي يدفعوا للعاهرات اللواتي يتوجهن للسائحين. فخرجت جرائم جنسية جديدة، مثل ما نشرته جريدة الميعاد السياسي في 25-4-2008م الصفحة 7 حول (إيقاف معلم اغتصب طفلة عمرها 10 سنوات).
8- انتشار المواخير وفلل وشقق الدعارة والجنس والشواذ: أصبح أمرًا طبيعيًّا لذلك انتشار شقق الدعارة والشواذ. ومن ذلك ما نشرته جريدة أخبار الحوادث في 25-4-2008م في صدر صفحتها الأولى عن (تفاصيل مداهمة ماخور للجلسات الجنسية: ضبط 48 شخص من بينهم طبيبة ولاعب دولي سابق ومهندس وأجانب وشواذ جنسياً ومراهقات داخل شقق بعمارة مخصصة للدعارة، وما نشرته أيضًا نفس الصحيفة في الصفحة 9 بعنوان (مداهمة فيلا خاصة بالدعارة واعتقال أشخاص وفتيات بـ...).
9- وصول الليالي الحمراء لبعض المسؤولين: تتحدث الصحافة هناك عن وصول النشاطات الجنسية غير المشروعة إلى المسؤولين، فالجو معبق بذلك، ولا يمكن لفئة أن تعزل نفسها عن المجتمع، ومن ذلك ما نشرته جريدة المشعل في 30 إبريل 2008م في صدر صفحتها الأولى بعنوان (الليالي الحمراء للجنرالات والوزراء وقادة الأحزاب)، ثم وضعت تفاصيل مزعجة على الصفحات 7 إلى 11. وأوحت الجريدة - مع جرائد أخرى- بأن الحكم الحالي يسعى إلى تنظيف مثل هذه الأمور، ولكن يوجد فساد ومقاومة غير طبيعية من المستفيدين من الأوضاع الحالية.
10- انتشار الاغتصاب: تتحدث الصحافة هناك عن انتشار الاغتصاب وعمليات الإجبار على الجنس، ومن ذلك ما نشرته جريدة الصباح في 5-5-2008م الصفحة 10 بعنوان (اعتقال متهمين باقتحام مؤسسة تعليمية واغتصاب قاصر)، وما نشرته جريدة الميعاد السياسي في 25-4-2008م الصفحة 8 حول (بائع متجول يغتصب طفلتين بالمدينة العتيقة بمدينة...).
11- انتشار ظاهرة ترميم العذرية: حيث أصبحت العلاقات الجنسية متاحة، و لمّا كان الرجل الشرقي لا زال يبحث عن الفتاة العذراء كدليل على شرفها، فقد انتشرت عيادات ترميم العذرية للفتيات الراغبات في الزواج. وأصبح الأمر ظاهرة اجتماعية لدرجة أن مجلة نجمة نشرت تحقيقًا كاملاً عن الموضوع في 12-5-2008م الصفحات 42-43 بعنوان (تزايد إقبال الفتيات على ترميم العذرية يهدد مؤسسة الزواج).
12- انتشار فوبيا أذية النساء في الشوارع: يعتقد الإنسان من خلال الحديث عن حرية المرأة أن الرجال سيحترمون النساء بما أنهم سيتعودون عليهن في كل مكان، ولكن هذا الأمر لا يبدو صحيحاً، ووصلت ظاهرة إيذاء المرأة بالكلام الجنسي الجارح في الشوارع إلى مرحلة متقدمة تؤذي المرأة، ومن ذلك ما نشرته مجلة سيتادين على غلافها في عددها الشهري إبريل 2008م بعنوان (فوبيا الشوارع.. سرقة، عنف، تحرش، النساء في حرب الشوارع).
وأوضحت المجلة في داخل العدد الصفحات 6 و64-68 بأن النساء هناك يعانين فعلاً من فوبيا الشوارع، وبأن الرجل يجرد المرأة في الشارع من إنسانيتها وآدميتها وحقها في التحرك بحرية وآمان، فهي غزالة وجميلة ورائعة إذا ابتسمت وتجاوبت، بينما هي ساقطة وذميمة إذا احتجت وقاومت.
13- استغلال بعض النساء نفوذهن للتحرش بالرجال: وكما يوجد رجال يتحرشون بالنساء، فإن خروج المرأة سيؤدي إلى زيادة الاحتكاك، فتعجب بعض النساء ببعض الرجال الوسيمين والجميلين، ومِن ثَمّ تشهد البلد هناك الآن ظاهرة تحرش المرأة بالرجل. ومن ذلك ما نشرته مجلة نجمة في 12-5-2008م الصفحات 30-31 عن نساء يستغللن نفوذهن وثرواتهن للتحرش بالرجال.
أدلة المعاناة:
لقد أوردت هنا بعض الأمثلة مما شاهدته في دولة عربية في شمال أفريقيا هي في وضع متقدم بالنسبة لحرية المرأة وعملها وقيادتها للسيارة، وقرأته في صحافتها ومجلاتها أثناء زيارة لمدة أسبوع فقط لتلك الدولة. وهم في مرحلة متقدمة من مراحل تطوير المرأة، بينما نحن لا نزال في مرحلة مبكرة.
قد يقول قائل: أعطني أدلة واضحة على أنهم يعانون من وجودهم في هذه المرحلة المتقدمة من عملية تطوير المرأة، أي أنهم يشتكون. أقول ما يلي:
1- ما أوردته آنفاً يوضح وجود معاناة لمن لديه عقل وحكمة ويرغب في رؤية الحقائق لا مقاومتها لغرض في نفسه.
2- ما أوردته آنفا يتنافى مع طبيعة المجتمع المسلم. ومشكلتنا ستكون أكبر، لأننا في جزيرة العرب حيث بيت الله ومسجد رسوله. ماذا سيقول عن الله تعالى والناس جميعًا لو جاءوا للحج والعمرة، ووجدونا في مرحلة متقدمة من تطوير المرأة، بعيدًا عن كل تعليمات الإسلام وثوابت الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه؟!
3- جلوسى مع العديد من المستورين والصالحين والمستقيمين في بيوتهم وحديثي عن هذه الأمور.. صدقوني أنهم يعانون. ويمكنكم أن تزوروهم وتسألوهم، خصوصا الذين أصيبوا بمصيبة خروج بناتهم ودخولهم في صداقات أو تعرضهم لجرائم اغتصاب وتحرش ومضايقات أو دخولهم في عالم الدعارة من باب السياحة الجنسية أو من باب أرباب العمل حينما يغلق عليها الباب مع رئيسها في العمل وتصبح بلا حماية حقيقية، الخ.
4- لكن أسوأ دليل هو الشعور بالذنب الموجود لدى العديد من أفراد المجتمع وإلقاء اللائمة على المرأة لخروجها بشكل سافر بعيدا عن تعليمات الإسلام. وقد كتب الكاتب عبدالغني أمسوحلي مقالاً يدافع فيه عن خروج المرأة بعنوان (لماذا نلقي اللوم دائماً على النساء؟) في مجلة نجمة في 12-5-2008م الصفحة 3، وهو موجه لمن يلوم المرأة على خروجها وعملها بالشكل السافر الذي رأيناه.
وحوى المقال أخطاءً لا يقع فيها إنسان يعيش في عالم عربي إسلامي، يحكمه الله من خلال كلمته الأخيرة لعباده (الإسلام)، وسوف أورد لكم مثالاً مما كتب، حيث قال: عندما بدأت الأرقام تتحدث عن ارتفاع العنوسة، بدأ الجميع يلوم المرأة ويتهمها بأنها السبب المباشر في ذلك، لأنها أصبحت تقيم علاقات مع الرجل خارج إطار الزواج، لكن لا أحد يلوم الرجل رغم أنه الطرف الثاني في هذه القضية.
هذه الجملة توضح الشعور الاجتماعي بالذنب والملامة على الطرف الآخر. وهو أمر عظيم. لكن اللافت للنظر بأننا نتكلم عن مجتمع مختلف تماماً عن المجتمع السعودي الذي نحيا فيه اليوم، مجتمع تقيم فيه المرأة علاقة كاملة مع الرجل خارج إطار الزواج أمام أنظار المجتمع، ويمكن أن يكتب ذلك كاتب في جريدة أو مجلة بدون أي حياء!!
تبسيط الثوابت:
رغم أنني أعلم أن بعضكم سيكره ما أكتب بسبب قلة خبرته في التطوير وتفاجؤنه بالنتائج المتوقّعة لمجتمع سعودي مختلف تمامًا عن مجتمع اليوم، إلا أنني أعتقد - من خلال خبرتي في التطوير - أننا إذا استمرينا نتكلم بهذه الطريقة المبسطة للأمور، فإن وضع المجتمع سيكون هكذا بعد 10 سنوات، وهي الآن في المرحلة الأولى من عملية التطور.
ويمكنكم أن تروا أن بعض الشواذ جنسياً بدؤوا في الظهور العلني لدينا خلال هذه المرحلة، وهم سيتطورون أيضاً. وما قيام أمارات إحدى مناطقنا بالطلب من جامعة محلية بدراسة الظاهرة إلا دليل على الشعور المتنامي بالقلق إزاءها.
إن عملية تطوير المرأة تنتقل من مرحلة إلى أخرى بضغوط ومواصفات غربية، ولها من يدعمها من أبناء جلدتنا. والحديث عن الثوابت بهذه الطريقة المبسطة هو ضحك على الذقون، لأن القائمين على عمليات التطوير في دول الخليج العربي لا يعرفون أصلا كيف يبنون الآليات المطلوبة لعملية التطور بشكل عام، وعملية تطوير المرأة بشكل خاص، ناهيك عن أنهم أصلا لا يتحكمون في كافة عناصر عملية التطوير، ولا يعرفون كيف يحورون الثوابت لكي تتناسب مع عصرهم.
إن هذا لا يعني أن لا نعمل على تطوير المرأة، ولكنها هذه نصيحة من القلب لكل عاقل وحكيم: أين نحن الآن؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ وكيف يمكن لملكنا الهمام أن يحكم بلاده دون دين إذا انحرفت المسيرة في جزيرة العرب؟ فالفيلم السينمائي الخاص بتطوير المرأة يبدو أنه متكرر من بلد عربي إلى آخر، ولم يبق فيه إلا آخر معقل للإسلام على كوكب الأرض، حمانا الله من كل سوء، وسدد خطى قادتنا وأعضاء مجلس الشورى والوزراء وكافة المسؤولين لكي ينتبهوا إلى أين هم يقودون البلاد.
الحلقة الرابعة
كيف يمكن حل مشكلة قيادة المرأة للسيارة؟
لا أزال أقول: إنني لست ضد قيادة المرأة للسيارة. ولكنني - كاستشاري - ينبغي أن أخبركم بما أنتم قادمون عليه حتى لا تتفاجؤوا لاحقًا بالنتائج.
إذا كنا عقلاء، فإن نتائج الزيارات الميدانية توضح انحرافًا كبيرًا في مسيرتنا على المدى القصير وعلى المدى الطويل. وهذا يعني ببساطة اعتداءاً على ثوابت هذه البلاد التي أرساها الملك عبدالعزيز لكي يجمع قلوب مواطني هذه البلاد.
الآن نحن أمام أمرين:
1- إما أن يبرز لنا أحد وسائل للتعامل مع المشكلات التي نتجت عن الزيارات الميدانية، مما يلغِي تأثيراتها السلبية على المجتمع السعودي، ويسمح له بالمحافظة على ثوابته، وهو أمرٌ أشكُّ فيه من خلال تجاربي الاستشارية السابقة؛ لأنك تتكلم عن بشر يصعب السيطرة عليهم.
2- أو أن نجد حلا للمشكلة بطرق إبداعية، وهو الأجدى.
وأشير في هذا الصدد إلى أن موضوع قيادة المرأة للسيارة - مثله مثل الكثير من المواضيع الأخرى التي يتم طرحها في الدول النامية - لا تجد أنه يتم مناقشتها بطريقة عملية وموضوعية يمكن من خلالها الوصول إلى حلول عملية ومرضية.
وهكذا تجد الدول النامية نفسها واقفة عند محطات لسنوات طويلة تنتظر أن يقبل طرف من الأطراف بالأمر الواقع أكثر منه حلاً يمكن المجتمع من الانطلاق نحو آفاق أكبر. لذلك أود هنا أن أوجه العناية إلى بعض الأمور التي أرى من الضروري التنبه لها عند مناقشة الموضوع.
حل وليس مشكلة:
إن أول خطأ تم ارتكابه في موضوع (قيادة المرأة للسيارة) هو الاعتقاد بأنه مشكلة قائمة بذاتها لابد من مناقشتها. وأشير في هذا الصدد إلى أن حل سمو وزير الداخلية في أنه ينبغي أن يترك الأمر للأجيال القادمة لحل المشكلة هو حل للطرفين الذين وضعوا (قيادة المرأة للسيارة) كمشكلة، فالحقيقة العلمية هي أن قيادة المرأة للسيارة حل من ضمن حلول كثيرة.
تعريف المشكلة:
يمكن تعريف المشكلة بأنها (انتقال المرأة من مكان إلى آخر بطريقة عملية وميسرة واقتصادية وآمنة لها وللمجتمع وبطريقة مقبولة شرعاً).
لقد اتخذت الحكومة السعودية مجموعة من القرارات قبل فترة تدعو إلى التوسع في توظيف المرأة. وهذا مما سيجعل مشكلة (انتقال المرأة) ستتفاقم ما لم يتم إيجاد حلولاً لها.
الحلول:
يمكن لحكومة المملكة العربية السعودية أن تضع حلولاً كثيرة لهذه المشكلة، ومن هذه الحلول ما يلي (لا تنتقدوا القائمة. لاحظوا أنني أفكر بصوت عال وأعطي أمثلة، وجميعكم مدعوون لإضافة أي حلول ترونها):
1- إيجاد نظام نقل عام (مثلاً: باصات خاصة بالنساء أو أجزاء خاصة بالنساء في باصات النقل العام، وينبغي أن تكون الباصات أفضل مما هو موجود حالياً).
2- السيارة الخاصة مع سائق خاص.
3- سيارات الأجرة.
4- قيادة المرأة للسيارة.
5- قطارات راقية ونظيفة ومكيفة، سطحية أو تحت الأرض داخل المدن (تحل مشكلة الزحام داخل المدن والتي ستتفاقم مع الزمن وستمنع كلا الرجل والمرأة من القيادة مثل دبي).
6- قطارات معلقة داخل المدن.
7- قيام شركات خاصة بتوفير سيارات أو باصات راقية وصغيرة وسريعة خاصة بالسيدات.
8- قيام كل شركة ووزارة بتوفير سيارات أو باصات صغيرة وسريعة خاصة بالسيدات اللواتي يعملن لديها.
9- قطارات مبرمجة تعمل أتوماتيكياً بدون سائق.
10- عربات منفصلة تسير على خطوط حديدية أو معلقة، ويمكن برمجتها بطريقة ميسرة بحيث تفتح وتغلق عند مواقع معينة، وبحيث تسير كل واحدة منها في اتجاه منفصل تمامًا عن الآخر حسب ما هو مطلوب.
11- قيام الزوج بإيصال زوجته.
12- أي فكرة إبداعية يمكن أن تساعد في حل مشكلة انتقال المرأة بدون أن تفرقنا كمجتمع.
هذه قائمة، وهي مرشحة للازدياد حسب إبداعات المجتمع السعودي نفسه، وبحثه عن طرق لحل مشاكله!!
هل تعلم أن اليابان تعمل الآن على فصل باصات السيدات عن باصات الرجال في مواقع معينة في طوكيو، حيث تمت ملاحظة ازدياد حالات التحرش الجنسي في تلك المواقع. هل ترى كيف قاموا بحل المشكلة باتباع طريقة عملية يمكن وصفها بأنها (إسلامية)؟!
إنه التفكير العلمي الهادف إلى حل المشكلة، وليس الهادف إلى (تسجيل مواقف) و(الانتصار لمفاهيم معينة)، وكأننا في معركة مع الآخرين!!
تقويم الحلول:
يمكن بعد ذلك تقويم (الشائع: تقييم) كل الحلول من نواحي عديدة، دعني أعطي أمثلة:
(1) أن تكون عملية وميسرة.
(2) أن تكون اقتصادية.
(3) أن تكون آمنة لها وللمجتمع.
(4) أن تكون ضمن شرع الله حسب ما يفهمه العلماء المعتبرين في هذا الزمان.
(5) أن لا تؤدي إلى تزاحم من أي نوع.
يمكنك إضافة أي اعتبارات للنظر في مدى جاذبية كل طريقة، ثم نطور طريقة للتقويم والمفاضلة بين الطرق.
الأطراف المعتبرة:
من المهم جداً أن يتم وضع حسابات جميع الأطراف في الاعتبار حين حل المشكلة: الله تعالى، المرأة، المجتمع، الحكم. على سبيل المثال طلب الله منا وضعه في الاعتبار، حينما قال لنا: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} [الأنعام: 162-163].
لا يمكن لكم يا شعوب الجزيرة العربية أن تضيعوا ما حمَّلكم الله إياه من أمانة في وجود أعظم بيتين في الإسلام لديكم، وفي المحافظة على مظاهر الحياة الإسلامية، وحمل لواء الرسالة وتبليغها للشعوب الأخرى بالحسنى.
وكمثال آخر يوضح ما أعني: بأن يكون الحل آمنًا للمرأة وللمجتمع، فأقول - وبالله التوفيق: إن مجتمعنا يعج - ولله الحمد - بنساء فاضلات مستورات، ولكن يوجد لدينا أيضاً نسبة - وإن صغرت - من النساء قد يضللن الطريق إذا فتحت لهن الأبواب، أو لنقُلْ: إن حجم الخبث والفساد الأخلاقي سيزداد لدينا بحيث لا يمكن وصفنا بعد ذلك بأننا (مجتمع مسلم) لا سمح الله.
إن الحكم لدينا قائم على ركيزة حفاظه على (المجتمع المسلم). وهناك - لاشك - في العالم من يرغب أن يهدم بلادنا وحكمنا من الداخل عن طريق تفريغه من مفهوم (المجتمع المسلم).
مشاكل المرأة:
وبالنسبة للقيادات في بلادنا وللخاصة (بما في ذلك أعضاء مجلس الشورى): لقد سبق ووجهت العناية في مقالات سابقة من أنه لا ينبغي على (الخاصة) أن يعاملوا (العامة) كما يعاملوا أنفسهم؛ ففي مجتمعنا العام توجد بيوت ماشية (بالدف)، ولا تحتاج إلى أن نفتح عليها أبواب تؤدي إلى تفككها. ولعلي أذكر الحكومة أعزها الله ببعض الأمور:
(1) أننا عندما بنينا جسراً بحرياً مع دولة مجاورة، فقد أدى وجود الجسر إلى تفكك بعض الأسر في المنطقة الإدارية القريبة من الجسر، وذلك بسبب أنه أصبح عائلها يذهب إلى هناك من أجل المتعة الحرام أو الشراب. وعندما تتفكَّك الأسر تزداد حالات الجرائم والمخدرات بين أبنائها الحاليين أو في المستقبل عندما يكبرون، مما سيزيد الأعباء على الدولة - أعزها الله.
(2) أن أحد أهم ارتفاع نسبة الطلاق إلى 60 في المائة (وهي نسبة عالية جداً) في دولة عربية وإسلامية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة هو أن النساء أصبحن يشعرن بعدم الحاجة للرجل حسب ما ذكرت جريدة محلية هناك، وحسب ما نتج عن الدراسة في الحلقة الثانية. ولقد رأيت بعيني أموراً وحصلت لي مناقشات معهم لا يمكن ذكرها في جريدة سيارة. والعقلاء هناك يحذروننا من السير على نفس المنوال.
(3) أنه يوجد اليوم لدينا في السعودية نسبة الطلاق قد وصلت إلى نحو 35 في المائة. وهي نسبة سترتفع إذا ظللنا نفتح أبواباً ولا ندرس عواقبها على الأسرة.
(4) كما أن نسب الطلاق في مجتمعنا ستستمر في الارتفاع إذا استمرينا في تناسي مشاكل المرأة في الحصول على حياة كريمة تحت ظل أنظمة واضحة تحفظ حقوقها. ومعظم مشاكل المرأة سهلة لو تعاملنا معها بطريقة إبداعية. وهذه الحلول الإبداعية مع الأسف غير موجودة الآن!!
(5) أن نسبة مضايقة المرأة في الشارع قد ازدادت بسبب طبيعة الثقافة المنتشرة لدينا. ولا يحتاج المرء إلى كبير ذكاء ليكتشف ذلك بنفسه. امش في المراكز التجارية وتعجب من كثرة المضايقات التي تحصل للنساء من الشباب والرجال. وأشير هنا إلى أن بعض الفضائيات التي يملكها مستثمرون محليون تشجع على هذه الثقافة بطريقة غير مباشرة. فالمرأة مجرد مفاتن يمكن لنا الاستمتاع بها، هذه الثقافة تحتاج إلى تغيير بحيث لا يجرؤ أحد على مضايقتها في الشارع أو السوق أو في أي مكان آخر، تماماً كما كنا من قديم حينما كان الإنسان يخشى أن يضايق امرأة تمشي في الشارع.
(6) أن نسبة مضايقات الرجال للنساء في الدول الخليجية التي انفتحت عالية جداً، حسب ما أرى خلال أسفاري الكثيرة إلى هناك. والذين يتحدَّثون عن الخليج لا يعلمون الكثير عن ما يحصل هناك طوال السنة وليس خلال المواسم السياحية حيث يسافر أبناء الخليج إلى الخارج ولا يراهم أحد حين زيارة دولهم. كما أنه يوجد بالولايات المتحدة الأمريكية - التي تنادي بحقوق المرأة - أكثر من ستمائة ألف حالة اغتصاب للنساء سنوياً. وهذه فقط الحالات المعلنة. ولذلك فإن حكاية أن (الدول الأخرى تفعل كذا، فلماذا لانفعل؟!) لا تنفعنا، ويصدق فعلاً علينا حينها قول الرسول الكريم: (حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه).
ولذلك فإن البحث عن حلول لمشكلة (انتقال المرأة من مكان إلى آخر بطريقة عملية وميسرة واقتصادية وآمنة لها وللمجتمع وبطريقة مقبولة شرعاً) هو أمر (إبداعي) ينبغي أن يقوم به العقلاء والمبدعون في بلادنا بما يتناسب مع أوضاعنا وديننا ومفاهيمنا، حتى لا نتفاجأ بأمور لم نحسب حسابها، ولاتَ ساعة الندم. فالتغيير الاجتماعي مطلوب دراسته، ولكن سيصعب العودة عنه متى ما تم فتح أبوابه.
المصدر: صيد الفوائد





نايف الأحمدي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-11-2011, 03:18 AM   #2
المستعين بربه
مقاطع نشيط

 
رقـم العضويــة: 8908
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشـــاركـات: 220

افتراضي

جزاك الله خيرا على هذا النقل المميز ، و ياليت قومي يعلمون و يدركون ..
و نسأل الله أن يقينا الفتن ما ظهر منها و ما بطن و أن يصلح أحوالنا و أحوال المسلمين ..

___________________________

المستعين بربه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:47 PM.