يا إلهي أعطها ظهرا قويا!
الحسن الحازمي
يبدو أن “الشغلانة سخنت”، جمعية حماية المستهلك – الغلبان – أيقظها الله من سبات طويل كان “شخيره” ملء الأسماع وأتت الآن “كعصا موسى” تسعى لتلقف التجار الذين فقع جشعهم وغياب الرقابة والمحاسبة والمتابعة والتشهير – أي القانون – مرارة الناس.
بنظرةٍ سريعةٍ لإرث الجمعية وتاريخها المشرف – على الأقل المعروف منه – نجد الصراع الشهير بين أعضاء الجمعية السابقين الذين مسحوا وجوههم “بمرقة حوت” واختلفوا على الغنائم ولم يستطيعوا أن يخفوا العداوة والبغضاء التي بدت بينهم “وفرشخت” كل القيم التي أنشئت من أجلها الجمعية حتى أن أحد “أعضاء الشورى” قال معلقاً: (مع الأسف خاب ظننا كمستهلكين في هذه الجمعية، فهي لم تحم المستهلك ولم تحم حتى نفسها من مشاكلها وصراع أعضائها) انتهى. الجمعية الآن بـ”تيم” جديد تستخدم لغة عنيفة –
ويا خوفي ينقطع لها عرق –
إذ لا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ تهديداً ونرى “كبشاً” تتوعده الجمعية “بالنطح”. لغة غريبة وغير مألوفة تثير الحيرة لجمعية بسيف خشبي وصدر مفتوح لا يتجاوز عدد أضلاعه 15 موظفاً بالتمام والكمال – إدارة ومشرفون ميدانيون – يخدمون 28 مليون سعودي ووافد، وهي معادلةٌ “منبعجة” لا تشجع كثيرا. صلاح الجمعية وقيامها بدورها كما يجب في خدمة الحقيقة وهي أقسى أنواع الخدمات – كما يقول نيتشه – والوقوف ضد “الجُشَّاع” وتوفير سبل رقابية وتركيزها على توعية المستهلك بعيداً عن الصور الخيالية التي تريد أن ترسمها – بهذه الجعجعة التي بدون طحين ولا حتى حبة حمص – أمر “سيحنب” للطغمة المالية التي أكلت الأخضر واليابس، وختاما أدعو لها بظهر صامد كما دعا درويش قائلا: أنا لم أسألك عبئا هينا.. يا إلهي.. أعطني ظهرا قويا!
http://www.alsharq.net.sa/2012/02/24/137763