التبرير ضرب من التغرير
محمد بن سليمان الأحيدب
التبرير نهج مستحدث لا أدري من أين ابتلينا به لكنه بالتأكيد تقليد أقل ما يقال عنه أنه
ليس حكيما ولا منطقيا، لأنه وبكل بساطة يؤدي إلى إيجاد العذر للمقصر وبالتالي مزيد من تخاذله ولا يخدم المؤسسة ولا الوطن، لكن جهات كثيرة وجدت فيه مخرجا إعلاميا ونهجا سهلا لتغطية العيوب، وزارة الصحة بدأت المسلسل بتبرير للأخطاء الطبية بندوة إعلامية،
وبرر الطب الوقائي لارتفاع حالات الدرن بأن ارتفاع الحالات إلى 4334 حالة في عام 2010م ناجم عن القدرة على اكتشاف الحالات مع أن اختبار الدرن إجراء سهل جدا وسريع منذ 40 سنة،
ووزارة الزراعة تبرر لغلاء الخراف النعيمية والدجاج بارتفاع أسعار الأعلاف وكأن بقية أنواع الخراف والطيور تتغذى على الهواء أو التراب، ووزارة
التجارة تبرر عدم مراقبة ارتفاع السلع بحرية التجارة والعرض والطلب وكأننا لسنا البلد الذي يعفي من الضرائب ويدعم ويمنح القرض والأرض،
ووزارة العمل تركز على دور الشباب في عدم الحصول على العمل وكأننا لانرى الأجانب يهيمنون على الوظائف حتى باعة الصناعات الوطنية بل العارضون في معارض الصناعات الوطنية ليسو مواطنين، ووزارة الشؤون الاجتماعية تبرر لجملة إخفاقاتها في الرعاية الاجتماعية بأنها صرفت لمستحقي الضمان وكأن الصرف مهمتها الاجتماعية الوحيدة في مجتمع يعاني من غياب كامل للإسناد الاجتماعي في كل المجالات بدأ بإحباط اليتامى وليس انتهاء بمساندة المكلوم والمحبط نفسيا ومن فقد عزيزا وغاليا، مما رفع حالات الانتحار نتيجة غياب السند الاجتماعي المطمئن والمتمثل في الأخصائي الاجتماعي والأخصائية الاجتماعية.
إننا في أمس الحاجة لمؤسسات تعمل للحل لا للتبرير ولقيادات إدارية تعمل لسد الذرائع لا لتشجيع المقصر، وإذا كانت التبريرات الإعلامية التلميعية تخدم الاستمرار في المنصب لبعض الوقت فإنها بالتأكيد تسهم في استمرار المشكلة لكل الوقت.
ليتنا لا نقبل التبريرات ونطالب بالحلول مهما كان المبرر ومن لا يملك الكفاءة على إيجاد الحل فثمة من يحل محله.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0529422918.htm