10-03-2011, 11:14 AM
|
#1
|
مشرف
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668
|
المتظاهرون والقهوة السعودية..
لابد وأن يقف المتظاهرون طويلا في الشوارع والميادين العامة وهم يزعمون أنهم يمثلون الشعب في مظاهرات يحملون فيها لافتات يطالبون فيها بتغيير كل ما هو موجود حتى ولو كان الشعب يعتبره مفضلا، وعندما لا تتحقق المطالب يقوم الجميع بإحداث الفوضى وزعزعة الأمن والتعدي على الممتلكات الخاصة والعامة كوسيلة للفت الأنظار والضغط على متخذ القرار، هذا هو سيناريو الأحداث الذي ينادي به بعض المرتزقة والمأجورون في بعض المواقع الإلكترونية وصفحات الفيس بوك من دعوى لمظاهرات في السعودية ضد النظام الحاكم في البلاد، والغريب في الأمر أنهم يتحدثون باسم الوطن مع أن ما يدعون إليه فيه تهديد صريح للوحدة الوطنية، فالسعودية كدولة ووطن له حدود، لم يكن لها وجود قبل جهود الملك عبد العزيز رحمه الله في التأسيس والتوحيد لمجتمع ينتمي الى أعراق متعددة وعادات وتقاليد متنوعة ومذاهب مختلفة، لذا فإن آل سعود يشكلون ركيزة أساسية لوحدة الوطن وبدونهم سيمسح الوطن من الجغرافيا ويبقى فقط ضمن التاريخ، ثم من هم هؤلاء الذين يدعون الى الخروج على الحاكم؟ وما هي خلفياتهم؟ ومن هم أسيادهم؟ ومن الذي يقف ورائهم؟ وهل مشكلات الفقر والبطالة والفساد التي يتحدثون عنها تختلف عن ما يتحدث عنه ولاة الأمر ويسعون لإصلاحه ضمن برامج تسير وفق خطط معينة تتناسب مع طبيعة المجتمع وظروفه المختلفة؟!!.
إن التعبير عن الرأي الشخصي هو حق مشروع للجميع، ولكن محاولة إلزام الآخرين برأي معين هو أمر مرفوض تماما، لما فيه من تعدي على الحريات وتهميش للآخرين، وقد حرصت الحكومة السعودية على ضمان حق التعبير والتظلم لكل من يعيش على ارض الوطن سواء كان سعوديا أو مقيما، ولكن بطريقة منظمه بعيدة عن الفوضى، وهي ما يعرف بسياسة الباب المفتوح، فالجميع في السعودية يستطيع أن يقابل الوزير أو الأمير أو حتى الملك دون حواجز أو قيود، عبر وسائل وخيارات متنوعة (الحضور الشخصي – البرقية – البريد الإلكتروني) ويستطيع أن يعبر عن رأيه وينقل ما لديه من أفكار وهو يتناول القهوة ويتطيب من أجود أنواع البخور بعيدا عن الفوضى والتحطيم وإراقة الدماء، قد لا يعلم الجميع أن الحكومة السعودية تستقبل الكثير من العرائض والمقترحات الفردية والجماعية من المواطنين وتقوم بعرضها على هيئات استشارية مختصة للدراسة والتقييم لترى النور عندما تثبت الجدوى منها، مما يعني أن المواطن هو شريك حقيقي مع الحكومة في صناعة القرارات وتعديل الكثير منها نحو الأفضل.
أنا اجزم أن أحدا لا يمنع المواطن من أن يعبر عن رأيه الشخصي، ولكن البعض يخلط بين مفهومي التعبير عن الرأي وفرض الرأي، وهناك بون واسع بين المفهومين فمن حق أي إنسان أن يعبر عن رأيه ولكن ليس من حقه أن يفرض رأيه على الآخر، ويكون الأمر اشد خطورة عندما يختص الرأي بشؤون الأمة، وهاهو خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم يعلم الناس ضرورة طاعة ولي الأمر عندما أمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يكتب باسمك اللهم في عقد صلح الحديبية استجابة لرغبة قريش، مع أن المسلمين كان رأيهم أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فما كان من علي بن أبي طالب وجموع المسلمين إلا السمع والطاعة لولي الأمر، الذي يسعى لتحقيق مصلحة أعلى.
ختاما إذا كان الهدف من المظاهرات هو التعبير عن الآراء فأعتقد أنه لا ضرورة لها، لأن كل مواطن يستطيع وبشكل يومي أن يعبر عن رأيه ويشكو مظلمته أمام أعلى مسئول في الدولة وفق خيارات متعددة، أما إذا كان الهدف هو زعزعة الأمن وتقويض وحدة الوطن الذي يعد آل سعود هم ركيزته ودعاماته الأساسية، فهو تعبير عن الخيانة ونقض للبيعة، ولن يقبل العقلاء بتنفيذ هذه المخططات حتى آخر عاقل مخلص لدينه ووطنه.
رسالة الى كل مواطن: إن وحدة الصف خلف القيادة هي الخطوة الأساسية نحو الارتقاء والتقدم فالاستقرار يقف وراء كل ازدهار.
وقفه: نعم للمطالبة بالتطوير والتحديث تحت قبة الدولة ولا ثم لا للخروج على ولي الأمر.
دمت عزيزا يا وطني،،
الدكتور فرحان بن سالم الجبوري
أستاذ جامعي ومستشار أسري
http://faculty.uoh.edu.sa/f.alonazi
|
|
|
|
___________________________
|
|
|