العودة   منتدى مقاطعة > ملتقى الأعضاء العام > المناقشات العامة > التبعية الطبيعية والمساواة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-2014, 03:10 PM   #1
الورّاق
مقاطع جديد

 
رقـم العضويــة: 20031
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشـــاركـات: 42

افتراضي التبعية الطبيعية والمساواة



اتكلم هنا عن التبعية غير القسرية عند الانثى ، التبعية الطواعية الطبيعية ، و أنها من طبيعة الانوثة ، بل هي الانوثة ، ومن يجد تفسيرا اخر للأنوثة فليقدمه ، واقصد بالانوثة هي ما يقابل الرجولة ، فالرجولة مصدر فخر عند الرجل ، ونجد ان هذا الطابع اخلاقي و ليس فقط طابعا جسميا ، فالرجولة غير الذكورة ، و كلمة الانوثة اذاً اتقابل الكلمتين : الذكورة والرجولة ، و لا ندري لماذا لم يضعوا مقابلين منفصلين للكلمتين . ولا يمكن ان تكون الانوثة تحمل طابعا جسميا فقط ..

المرأة لا تحب من يـُخضعها بالقوة ، لأنها لا تثق به ولا تسمح بذلك اصلا .. بغض النظر عن بعض العلاقات القائمة على الصراع والتسيد بين الجنسين كما يقول البعض ..

الفكر المادي هو الذي يتبنى فكرة الصراع كأصل بشري ، ما أراه هو على العكس تماما و 180 درجة .. فالأصل في الانسان هو الوئام و التبعية الطبيعية الواعية الاختيارية لمن يستحقها ، هذا هو جوهر الانسان .. الانسان في اعماقه لا يحب ان يكون غالبا و لا مغلوبا ، و يكره عقيدة الصراع ، و كذلك المرأة تكرهها .. الصراع يُفرض على الناس ، و ليس من طبيعتهم ..

إذا لم تكن إلا الأسنة مركبٌ .. فما حيلة المضطر الا ركوبها ..

فطبيعتهم هي الطاعة - في الاساس - ، ولهذا كلمة "نعم" بشكل عام ، اسهل عندهم من كلمة "لا" .. و توجد بعض الكتب التي تعلّم كيف يقول الإنسان : لا ، ولكن لا توجد كتب تعلّم كيف يقول الإنسان : نعم .. مما يدل على ان الإنسان مطيع بطبعه ، وهذا يشير الى العبودية لله ، وهو من الخيوط الدالة عليه ..


الإنسان يحب ان يتبع الافضل في اي مجال ، وأن يُتبَع هو ايضا إذا كان هو الافضل .. اي ان علاقات الشعور البشري هي علاقة تبعيات جزئية متبادلة ، إذا استبعدنا حالات حب السيطرة المرضية .. و على حسب تركـُّز الافضل ، تتركز التبعيات الشعورية اكثر ، بطريقة تلقائية سلسة ، ولا يشعر الانسان بالذل والمهانة في حالة التبعية الطبيعية الاختيارية ، بل هي سعادته ، سواء كان رجلا او امرأة أو طفلا .. وهذا يقلب المفهوم الغربي الراسخ بان الإنسان على قدر ما يكون متحررا على قدر ما يكون سعيداً .. و لا شك ان هذا المفهوم يكرِّس التمرد والنزق بحيث يكون التحرر هو الهدف أكثر من كون الاهتمام عمّاذا اتحرر ، تحرر فقط !! ولا يردك الا الاخرين اذا رفضوا ذلك التمادي .. هذا لب الحرية الغربية .

بمعنى آخر : تمرد إلى آخر الحد المسموح ، و قف عند ذلك الحد ريثما تتوسع الحدود لتعود مرة اخرى لمواصلة التفلت ..

الحقيقة هي العكس : الانسان يريد الارتباط ، و سعادة الانسان من ارتباطاته وليست من تجرداته وتملصاته ، بشرط الا تكون هذه الارتباطات مفروضة عليه و هو يراها لا تستحق ، حينها تكون الحرية افضل ..

فكرة المساواة التي يتبناها البعض ، هي التي تخلق الصراع .. لاحظ عندما تريد ان تـُمرِّد مثلا موظفا على مديره .. ماذا ستفعل ؟ ستشعره بأنه مساو له ، بل افضل منه .. و أنه يتسيد عليك و أنت لست اقل منه خبرة .. إلخ .. حينها سيغضب و تنتفخ اوداجه ويبدأ الصراع ..

و كل اناس سوف تدخل بينهم .. دويهية تصفر منها الانامل .

هنا يحدث الصراع ، أي بعد الإشعار بالمساواة ، و من هنا نفهم الاصل الخبيث لفكرة المساواة الماسونية ، أي لخلق الصراع ، وهي التي يعتمدها كل من يريد ان يشيع الفتنة بين متصافين .

الصفاء والانتظام لا يكون إلا بالتبعية .. و التي من طبيعتها : التبديلية .. فالمراة تتبع الرجل و الرجل يتبع المرأة .. والجاهل يتبع العالم ، والمريض يتبع الطبيب ، و هكذا تنتظم الحياة .. الطبيب والعالم وغيرهم من المتبوعين ، يتبعون ايضا المتبوعين في جوانب اخرى .. هذا هو وضع " اللا قيادة مستمرة " الطبيعي و الذي افسدته اطماع البشر .. فحب السيطرة ليس غريزة في الانسان كما يعتقد علماء النفس الماديين ، و لكن الناس مجبرين عليه ، على مبدأ : إن لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب ، فالخوف و عدم الثقة في الاخرين هو الدافع الى الرغبة في السيطرة ..

التبعية الطوعية هي اتباع الافضل ، و شعور الانسان يعرف ما هو الافضل في كل وضع معين .. وهكذا تسقط فكرة المساواة ، لانها قتلٌ لكل تميز و ابداع .. عقيدة الصراع تؤدي الى الاحتكام بالقوة المادية بعدما ضُيعت قيمة القوة المعنوية و التفضيل الطبيعي ..

ما اجمل ان يعرف كلٌ موقعه و يقبل بما هو يستحقه .. و يثق بمن يستحق الثقة به .. اختيارا لا جبرا .. هذا هو الوضع المثالي ، و ليس وضع المساواة القسرية التي تـُفرض على الناس و تخلق الصراع ..

فكرة المساواة غير طبيعية وغير موجودة في الطبيعة ، فقدرات الناس موزعة بطريقة مختلفة .. و الشيوعية فشلت من هذا الجانب ، لانها ارادت ان تجعل الناس سواسية ، وهكذا يفكر العقل اليهودي في الغرب : يخلق الفتن من خلال فكرة خيّرة في ظاهرها ، كفكرة الحرية والمساواة ، و هم يعلمون أنه لا وجود حقيقي لهذه الافكار ولا يمكن تطبيقها ..

هل يوجد احد يمكن ان يعيش بحرية كاملة ؟ طبعا لا .. اذا هو شعار فضفاض ..
هل يمكن المساواة الكاملة بين الناس ؟ طبعا لا ، اذا هي شعار فضفاض ..

الحرية تنتج من فكرة المساواة ، و تكملان بعضهما البعض ، أنت مساوي اذا انت حر .. حر من اية قيود او تبعية .. ومن هنا ينتج الصراع .. و ما دامت المساواة هي الاصل ، فلماذا لا تكون هناك مساواة في الدخل ؟ هنا ستصرخ الراسمالية ! و ترفض المساواة ! و تعيش الراسمالية مع هذه الافكار ، جنبا الى جنب على سبيل التناقض والنشاز في الفكر الغربي ..

وعلى هذا تصبح فكرة المساواة هي التي تدمر الاسرة ، لأنها تخلق الصراع بين الرجل و المراة . والمرأة الطالبة للمساواة تريد ان تكون مثل الرجل ، واذا عاملها الرجل كالرجل ، غضبت !!

اذا متى نحتاج الى فكرة المساواة ؟ نحتاجها في الحقوق والواجبات كبشر ، فالرجل بشر والمراة بشر ، والفقير بشر والغني بشر .. و مهما اختلفت الافكار التي يتبناها الناس ، فسيبقون بشرا .. بعبارة اخرى : تجب المساواة و العدالة فيما تساوى الناس فيه ، كالآدمية .. وتصبح حماقة فيما تفاوت الناس فيه طبيعيا و ليس ماديا .. فالمساواة في القضاء بين رجل و امراة مطلوب ، لكن المساواة بينهما في الادوار الطبيعية التي فرقتها البيولوجيا بينهما أمر غير عقلاني ..

ان تطالبني في المساواة في المحبة بين الناس الذين اعرفهم ، او حتى اخواني او ابنائي ، فهذا امر غير معقول ، لأنهم مختلفون طبيعيا وعلى مقدار القرب و البعد من الفضيلة تكون المحبة .. لكن ان تطالبني بأن اعدل بينهم في قسمة مال يشتركون فيه بالتساوي ، فهذا واجب ..

المساواة مبنية على التساوي الحقيقي ، والتفريق مبني على الاختلاف الحقيقي .. وعلى هذا الاساس تكون فكرة العدالة ، فالعدالة حق فيما تساوى الناس فيه ، و باطل فيما اختلف الناس فيه طبيعيا وليس ماديا .. فإكرام الغني مقابل اهانة الفقير الذي بجانبه ، هذا ظلم ، لأنهما متساويان في الآدمية ، مع الاختلاف الهائل في القدرة المادية .. لسبب ان المادة شيء ، والإنسان شيء آخر .. و هذه المادة التي مع الغني ، قد تكون في يوم من الايام مع الفقير .

اي تفريق انساني بسبب مادي هو ظلم .. اي تفريق مبني على ما لا حيلة للانسان فيه ، هو تفريق ظالم . فمحبتنا لصاحب الاخلاق اكثر من الشخص الاخر الاقل اخلاقا ، عدالة و ليس ظلما .. لأن الآخر كان بإمكانه ان يكون مثله او افضل .. فالأمر يتعلق به و ليس بشيء خارج عنه .. لكن التفريق بين الجميلة والقبيحة او الغني والفقير ، او الابيض والاسود ، إلخ .. تفريق ظالم . لأنهم كلهم لم يخلقوا انفسهم ..



بعضهم يشير إلى أن المقصود بالمساواة هي مساواة الفرص ، وهذا حق ، ما لم يتعارض مع الاختلاف الطبيعي . وهو ما كفله الاسلام .. فالتمييز على اساس عنصري باطل ، ليس فقط في تساوي الفرص المادية ، بل حتى الفرص المعنوية .. لكن لو افترضنا ان نساوي بين الزوج والزوجة في فرص العمل من الصباح حتى قبيل الغروب ، مع عدم امكانية توفير دور حضانة ولا خادمة ، فهل يترك المنزل و الاطفال ؟ هنا لا تـَحسُن المساواة . و أيهما من يجب ان يـُلزم ؟ لأن هناك ضحية و دورٌ معطل ، فالمراة ليست كالرجل ، والرجل ليس كالمراة ، مع ان الرجل كالمراة و المراة كالرجل .. اما اذا امكنها ان تعمل دون ان يتضرر دورها الطبيعي في المنزل ، خصوصا اذا كانت محتاجة ، فهذا موضوع ثاني ..

إن الامر المثير للابتسام ، هو ان المطالبين بمساواة الفرص هم الذين ملئوا الساحة بقيود تحدّ من تساوي الفرص !! و هي قيود منها الشهادات الدراسية الاكاديمية و نسب القبول ، والتي بموجبها يحددون العمل ، و هو تحديد فضفاض و قلما يصيب .. ولا يعني باي حال من الاحوال الاجادة فضلا عن الابداع في هذا المجال .. و كم من شخص لم يحصل على شهادة لسبب ظروفه ، حُرِم المجتمع من ابداعه و تمكـّنه لانه حُرم ان يدخل في ذلك المجال الذي يحبه ، و حـُرم من ان يستفيد من المختبرات والخبرات المتعلقة بذلك المجال .. كصورة مؤسفة لعدم تساوي الفرص التي يقدمها الفكر الغربي .. و ياتي للمراة ليساويها بالفرص بعد ان قتل اكثر الفرص حقيقة على الجميع !! و يترك الذي يشتكي مثل ذلك الشخص ، و يـذهب لينقذ ذلك الذي لا يشتكي !! وهكذا يفعل من يريد ان يوجـِد مشكلة من لا مشكلة .

والفرق بين عدم تساوي الفرص الذي يحاربه الفكر الغربي ، و عدم تساوي الفرص الذي أفرزه الفكر الغربي ، هو ان النوع الاول يمكن اختراقه ، كما ذكرتُ من نماذج ، اما النوع الذي أفرزوه من عدم التساوي في الفرص ، فلا يمكن اختراقه باي حال من الاحوال !! الا بوضعٍ خارق للعادة مثل طالب ذو عبقرية نادرة ، و تفوق على الاساتذة و قـدّم علوما جديدة لم تعرفها الجامعة .. فبعد ان يشتهر اعلاميا ، فإن اخر من سيقبله هو مجلس الجامعة إن قبلوه ولو محاضرا !!

حواجز عدم المساواة في الفرص التي يقدمونها اكثر صلابة من حواجز عدم المساواة في الفرص التي يحاربونها !! فالفرّاش لا يمكن ان يصير مديرا باي حال من الاحوال ، حتى لو كانت قدراته افضل من المدير ، الا اذا احضر شهادات مختومة ..

الادراة قدرة طبيعية ، فما شأن الشهادات بها ؟ إن ربط العمل بالشهادات والتزكيات لهو ابشع صورة لعدم تساوي الفرص .. لأن إمكانية الحصول على الشهادات ليس فيها تساوي فرص ، فمن يملك المال يستطيع ان يتعلم بأحسن المدارس والجامعات ، أما الفقير و صاحب الظروف الخاصة فلا يستطيع ، والشهادة لا تعني الكفاءة باي حال من الأحوال ، و الواقع يثبت ذلك .. فاين هو اذاً تساوي الفرص المزعوم ؟ لا يوجد إلا البقاء اللاقوى هنا ..

الفكر المادي هو بيت الاغنياء ، و هو فكر بـُني على اساسهم و ليس على اساس الضعفاء .. على العكس من الفكر المبني على القرآن ، لانه مؤسس على الضعفاء بالدرجة الاولى و ليس على الاغنياء .. فقد حارب الربا لاجلهم وجعل الكفارات وفرض الزكاة لهم ، و حرم الاحتكار لاجلهم ، إلخ و هو كثير .. الفكر الغربي يدل بيوت الاغنياء فقط ليخدمها ، و من أسسوه كانوا راسماليين وأغنياء أو خدما لمصالحهم ..

لا نستطيع ان نكتب مقالا على الانترنت يتعلق بحياتنا إلا و يخرج من المتأثرين بالغرب ، ليقولوا لك : ما هي شهاداتك حتى تكتب في هذا الاختصاص ؟ فله مختصون هم الاحق بان يتكلموا فيه ! حتى ولو كان عن النفس البشرية التي املكها كما يملكها غيري .. فصاحب الاختصاص له الحق في ان يتكلم عن نفسي وعن جسمي وعن عقلي وعن كل شيء يتعلق بي ، فأنا كإنسان ملكٌ للمختصين كقطع غيار مفككة ، كلٌ يتناولني من جانب ، ولا شأن له بالجوانب الاخرى .. و لست ملكا لنفسي !! هذه نتائج الفكر المادي التفكيكي ..

انا اكتب الان وانا سارق من وجهة نظرهم ، فمن انا حتى اتكلم عن نفسي ، فضلا عن ان اتكلم عن غيري ، و فضلا عن ان اتكلم عن الفكر الغربي ، و من انا حتى انتقد فكرة المساواة ، ومن انا حتى اتكلم عن المجتمع ، فأنا لست مختصا لا في المجتمع ، ولا في علم النفس ولا في الثقافة الغربية ، ولا التاريخ ولا ولا ، ولا حتى في نفسي !..

الان نطالب دعاة المساواة بمساواة فرص ٍ بالكلام قبل العمل !! اذا الفكر المادي الغربي المعتمد على المطالبة اليهودية بمساواة الفرص ، لانهم كانوا منبوذين ، هذا الفكر نفسه هو من يضيّق على المساواة في الفرص اكثر مما يفتحها ..

ضغط التخصص والشهادات جعل الناس يطالبون باعطاء مساواة فرص و لو على مستوى التفكير و الكلام على الاقل . الفكر الغربي مثل شبكة الصياد : يبدا من الاوسع حين ترمى الشبكة ، و ينتهي بالاضيق اذا رصّت الاسماك في الصندوق ! مثل فكرة الحرية : تقدَّم على انها للجميع ، ثم تتقلص في الاخير لتبقى حرية الراسمالي بعد ان كبـَّل الاخرين بالديون . مسيّري الفكر الغربي ، يرمون شبكة الصيد على فضاء واسع ، و لكن حبالها بايديهم ، ليقلـّصوها كما شاءوا ..

سرب الطيور له قائد اذا التفتنا إلى الطبيعة و بعد ان تأكدنا من وجود تبعية في الواقع .. قطيع الغزلان له قائد او قائدة .. هكذا نرى أن هذه الفكرة الغربية (الحرية والمساواة) فكرة ذات هدف معين ليس الا ، و لا تعتمد على اصل فلسفي ثابت .. لهذا اقول : ان الفكر الغربي كله و ليست هذه الفكرة فقط ، غير مؤصّل منطقيا ولا فلسفيا ولا طبيعيا ، لسبب بسيط : وهو انه يعتمد على اللذة و المصلحة ، وهاتان منفصلتان عن القواعد المنطقية والاخلاقية ، فيلامسانها احيانا ويبتعدان عنها احيانا اكثر ..

الفكرة الصحيحة هي القابلة للتعميم ، وبما ان هذه الفكرة غير قابلة للتعميم اذا هي غير صحيحة . المساواة في القانون والحقوق والواجبات و الانسانية و الفرص كلها ضمنها الاسلام ، على اعتبار النوع الانساني كبشر ، ولا اعتبار للجنس هنا .. في حين راعى الفروق بين الجنسين ، لأنهما جنسين و ليسا جنسا واحدا ، و لم يخلط الحابل بالنابل ..

للمرأة كما للرجل ان تختار شريك حياتها دون الزام او تنفصل عنه دون الزام ، و ان تشتكي احدا عند القاضي دون حظر .. و ان تعمل خارج المنزل او لا تعمل حسب ما ترى هي ، و بعد اذن زوجها ، وإلا حصل النزاع والصراع ، فكما اثبتنا : لا بد من تبعية .. بقانون الطبيعة ولا يمكن الاستغناء عنها .. فأين المشكلة ؟؟

من يخلق المشاكل من عدم ، لا بد ان له مصلحة خفية في ذلك .. انا لا اتكلم عن التجاوزات ، من الازواج او الزوجات ، وحتى في البلدان التي انتجت فكرة المساواة .. انا اتكلم عن الفكر ..

و أما عن ربط التسلط بالتبعية ، فهذا ربط غير سليم منطقيا .. من يعتمد هذه الفكرة كأنه يقول : اي تابع سوف يظلمه المتبوع حتما ، لأن له سلطة عليه ..

أولاً : لا توجد سلطة مطلقة لاي احد على احد .. و هذه الناحية لا يحب الليبراليون ان يركزوا عليها ، و لا يوجد انفصال تام لاحد عن كل احد . اي لا وجود حقيقي للتحرر الكامل ..

أعيد و أكرر : التبعية دائما جزئية و ليست كلية .. و الظلم ليس مرتبطا بالتبعية .. بدليل حصوله من التابع على المتبوع في بعض الاحيان .. فإحصاءات في بعض الدول العربية اثبتت تفوق نسبة النساء اللائي يضربن ازواجهن بفارق كبير ! اي : التابع يضرب المتبوع ! .. و لم نأتي لقتل المتبوع من قبل التابع !

اذا الظلم ليس مرتبط بفكرة التبعية كما يحاول الفكر المادي ان يصوّر لأجل ان يمرّد الزوجة على زوجها ..

التبعية المخلصة تُضعٍف دافع الظلم و تعزز جانب الشكر .. لا تجد دافعا لان تظلم احدا وهو يعاملك معاملة طيبة ، ومن هنا فالتبعية تخلق الوئام ، وأنا أقصد بالتبعية : التبعية على حق ، لأن متابعة الظالم تجعل منك ظالما مثله .. الفكر الغربي دائما يدعو للتمرد و يكره فكرة التبعية لانها تصنع الوئام ، و تقطع الطريق على امبريالية ذلك الفكر ..

اشاعة فكرة المساواة تساوي اشاعة لفكرة الصراع .. المفروض ان نشجع على الخير والحق ، سواء كنت تابعا ام متبوعا .. ولا ننظر للاشياء باشكالها الخارجية بل بمضامينها الداخلية .. والعقلاء لا تخدعهم فكرة المساواة الغربية لأنهم يعرفون انها من الخيال الغير جميل ايضا ..

لاحظ ان الشيطان اضل ادم بفكرة المساواة ، لكي نعرف منبع الفكرة : ( ما منعكما ربكما عن تلكما الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين) .. اي متساوين مع الملائكة في العلم و الخلود .. وكذلك سجود الشيطان لآدم ، فهو يريد ان يساوي نفسه بآدم الذي امر بالسجود له .. في حين لم يؤمر آدم بالسجود لإبليس ..

___________________________

مدونة الوراق

http://alwarraq0.blogspot.com/

تويتر

https://twitter.com/alwarraq0

الورّاق غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 AM.