السكر في المشروبات الغازية..!


غدير الشمري

معظم أفراد المجتمع قد يتفقون على ضرر المشروبات الغازية المرتبط بكمية استهلاكها، التي تعتبر عالية جداً في مجتمع مثل مجتمعنا. وتؤكد الدراسات الحديثة قدرة هذه المشروبات على زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب 30 %، والإصابة بأمراض السكري 25 %، إضافة إلى دورها المهم في انتشار مرض هشاشة العظام وتسوُّس الأسنان، وما يترتب على هذه الأمراض من كوارث صحية أو اقتصادية على الفرد وعلى الدولة.

وظهر تقرير قبل أيام عن اكتشاف سلوك غير صحي، تمارسه مصانع المشروبات الغازية حول العالم، يتمثل في إضافة كميات عالية من السكر، تختلف من دولة لأخرى؛ ما جعل مجموعة من الناشطين يختبرون علب المشروبات الغازية من مختلف الشركات، فوجدوا أن بعض المصانع تبالغ جداً في إضافة السكر إلى ضعف الكمية المسموح تناولها للشخص العادي، وهي ستة ملاعق صغيرة حسب التوصيات العلمية. وقد وُجد أن كل دولة تختلف بمحتوى المشروبات الغازية التي تباع لديها من الشركة نفسها مقارنة بدول أخرى. فمثلاً علبة الكولا تعطيك ثمانية ملاعق سكر في كندا، بينما في الكويت وتايلاند تعطيك 10 ملاعق سكر!!

وعند فحص ما يقارب 274 منتجاً من المشروبات الغازية أوصى المتخصصون بوجود علامة حمراء، توضع على هذه المنتجات باللون الأحمر؛ لتعبر عن خطر هذه المشروبات لاحتوائها على كميات مبالغ بها من السكر، وأنها مسببة للسمنة والسكري. كما أن هذه المنتجات تفتقر إلى وجود معلومات صحية، من الواجب كتابتها عليها؛ ليكون المستهلك مطلعاً على المخاطر الصحية بسبب تكرار تناول هذه المنتجات.

وأكدت النتائج أن مصانع المشروبات الغازية، وغيرها التي تتعمد إضافة كميات عالية من السكر في العلبة الواحدة أكثر من الموصَى به للشخص العادي باليوم، هي جزء أساسي من مشكلة انتشار الأمراض المزمنة في العالم، وعليها دور كبير يجب أن تلعبه في تحسين جودة منتجاتها لتقليل ضررها الصحي.

والوضع لدينا ليس أقل سوءاً من باقي الدول في ظل استهلاك المجتمع كميات عالية جداً من السكر العادي، الذي أجزم بأن الكثير ليس بحاجة إليه؛ ما يلزمنا بمطالبة الجهات المسؤولة بأن تلعب دورها المطلوب في التحقق، وفرض اشتراطات معينة على هذه المنتجات لتعزيز الجانب الصحي للأفراد، ووجود استراتيجيات فعَّالة للتوعية الصحية واستبدال تناول هذه المشروبات بتناول الماء حسب مطالبات الناشطين ضد إضافة السكر، بأن تناول الماء بدل هذه المشروبات أكثر فائدة صحية، وأقل تكلفة مادية.

http://sabq.org/FP1aCd