مشروع مجرم ..!!
سلمان يبلغ من العمر 29 عاما متزوج وأب لطفلين ويعيش في الطائف حاول أن يقاوم حالة الفقر المزمنة بالتعليم فالتحق بجامعة أم القرى وحصل على بكالوريوس الكيمياء (لاحظوا كيمياء وليس لغة عربية أو شريعة) ثم بدأ رحلة البحث عن وظيفة، وطوال السنوات الثلاث التي استغرقتها هذه الرحلة المضنية كان الجواب الموحد الذي يتلقاه سلمان: (ضع ملفك وسوف نتصل بك) .. وبالطبع لم يتصل أحد.
فجأة عثر سلمان على وظيفة في إحدى الدوائر الحكومية في الطائف على بند الأجور يبلغ راتبها بالتمام والكمال 1970ريالا (لاحظوا مرة أخرى أن هذا راتبه وليس تاريخ ميلاده)، أحد ابني سلمان مصاب بالتوحد وهو لا يستطيع علاجه لأنه لا يملك قيمة تكاليف السفر إلى جدة أو الرياض حيث توجد المراكز المتخصصة.
يقول سلمان إن الرشاوي تعرض عليه يوميا لتمرير بعض المعاملات في الدائرة التي يعمل بها ولكنه يرفض بشده رغم حاجته الشديدة للمال فهو رجل يخاف الله ويحفظ القرآن منذ أن كان صغيرا، ولكنه بعد دفع القسط الشهري من ديونه المتراكمة يتبقى له (830) ريالا لا يعرف هل يخصصها لدفع الإيجار أم لتلبية حاجاته الأسرية الملحة.
الدائنون يحاصرون سلمان وكذلك حاجات طفله المريض، أما الزوجة فقد أصبح غضبها أكثر من رضاها بسبب عدم قدرته على تلبية احتياجاتها الأساسية، وبعد أن ينتهي سلمان من جرد قائمة الالتزامات المستحقة عليه يكتب بخجل: (وأنا أيضا لي احتياجات شخصية)!
يقول سلمان في نهاية رسالته: (إذا لم ينقذني الله من هذه الحال سيأتي اليوم الذي تقرأ فيه خبر القبض علي أما مرتشيا أو سارقا أو قاطع طريق.. وحينها لا تلوموني.. فالسجن أرحم من هذه الحياة)!.
عكاظ ..الأحد 11/08/1430 هـ .. العدد 2968