العلمانية تكشف عن وجهها القبيح
سقط القناع الذي كانت العلمانية تستر به وجهها القبيح، وتختفي وراءه، سقطت مبادئها التي كان يتشدّق بها أتباعها في الصحف والبرامج وغيرها، ويتطاولون بها على أتباع التيار الإسلامي، ورأينا ورأى كثير من الناس أن ما كانوا يتهمون به التيار الإسلامي من عنف وتشدّد وتطرف إنما هو في الحقيقة صفات العلمانيين الحقيقية، نعم هذه صفات العلمانيين الحقيقية.
فالعلمانيون هم المتشدّدون، حيث أقصوا من يخالفهم في الرأي، ولم يقبلوا أن يكون لهم حتى فرصة التعبير عن آرائهم، فأغلقوا القنوات الدينية، وكفروا بمبدأ الرأي والرأي الآخر، وحرية التعبير.
العلمانيون هم المتطرفون، حيث ذهبوا في إجرامهم أبعد مما يتخيله إنسان، وصاروا يحرضون على قتل المتظاهرين في وسائل الإعلام، وفيما كشفت عنه اجتماعاتهم التي نشرت على الإنترنت، وراح أتباعها بكلّ تبجّح يظهرون الفرح والسعادة والارتياح بقتلى المخالفين لهم في الرأي، ويشمتون فيهم.
والعلمانيون هم أهل العنف، حيث لم يرحموا طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً ولا شاباً، هم أهل العنف حيث قتلوا المسالمين العزل، وحرقوا جثث القتلى، ودنسوا حرمة المساجد، حتى صرنا نرى مشاهد القتل والأسر كأننا نرى مشهداً من مشاهد حرب اليهود لأهل فلسطين.
العلمانيون شوهوا صورة الإسلام، بتأويلاتهم الفاسدة، وسخريتهم برموز الإسلام من من العلماء والدعاة، واستهزائهم بمقدساته، والعلمانيون شوهوا صورة مصر، حيث جعلوها بلد الرقص والعهر والمخدرات والبطلجة والغش.
فهل هذا هو المشروع العلماني لبناء مصر؟!
هل المشروع العلماني هو تحويل الشعب إلى قتلى وجرحى وأسرى، هل المشروع العلماني هو إذلال الشعب وإهانته وطحنه؟
إن الأحداث التي رأيناها ونراها ونعيش فيها تبثت بلا شك أن العلمانية ليست هي عزل الدين عن الحياة، وإنما هي نحر الدين وإبادة أتباعه، العلمانية هي تحطيم الأخلاق، إن هذه الأحداث والوقائع تكشف لكلّ ذي بصيرة أن الأسس التي تقوم عليها العلمانية هي الغش والخداع والخيانة والفجور.
العلمانية لا أرض لها في مصر، ولا في العالم الإسلامي، فأرض العلمانية هي أرض النفاق، في كلّ مكان، ونحن لا نتهمهم بذلك بل هم أنفسهم في مسلسلاتهم وأفلامهم وبرامجهم وصحفهم من كانوا يفضحون أنفسهم بأنفسهم ويكشفون مدى فسادهم ونفاقهم.
أرض العلمانية هي أرض الفساد التي نبتت فيها عصابات المخدرات، ونواب الكيف، وبيوت الدعارة، ومسلسلات وأغاني وأفلام وإعلانات الرقص والعري والعهر، ونمت فيها ثروات الوزراء والمسؤولين الفاسدين.
ظهر للناس أخيراً من هم أتباع العلمانية وأعوانها، هم كلّ إعلامي منافق، كلّ ممثلة تافهة وممثل تافه، كلّ مخرج فاجر، كلّ مفكر وكاتب مضلل، كلّ وزير ومسؤول فاسد.
ظهر للناس أن سلاح العلمانية هو الفقر، حيث ينهبون ثروات البلد، ويتهربون من الضرائب، ويسرقون أراضي الدولة، ويتركون الشعب في الفقر المدقع، والمعيشة الطاحنة، سلاحهم البلطجية، وتلفيق التهم للأبرياء وتشويه صورتهم، وقلب الحقائق، وتزوير الانتخابات، سلاحهم تضليل الشعب وإخفاء الحقائق عنه.
سلاح العلمانية هو تقسيم الشعب المصري إلى قسمين، علمانيين يزيفون صورتهم في شكل الحملان الوديعة التي تخاف على مقدرات الشعب ومشاعره وحريته وحرماته، وهم في الحقيقة ذئاب ضارية افترست حياة الشعب ونهبت مقدراته، وتصور القسم الآخر في صورة المتشددين المتطرفين زوراً بهتاناً، ومن ناحية أخرى تشعل الفتنة كل حين وآخر بين المسلمين والمسيحيين، كورقة يلعبون بها حين يشعرون بالخطر على أنفسهم.
سلاح العلمانية هي أموال المعونات التي ينهبونها، وملايين الدولارات التي تُضخ في جيوبهم لتمويل علمنة الدولة ومحاربة الإسلام عن طريق البرامج والصحف وإنشاء التنظيمات كالبلاك بلوك وتمرد.
وإنما طال زمن العلمانية فيما سبق لأن وسائل الإعلام كانت محدودة، ولكن بعد تنوع وسائل الإعلام، وانتشارها سرعان ما بدأ الناس يكتشفون حقيقتها، ويكشفون عوارها، يعرفون أن العلمانية تكفر بالدين، وتعادي الأخلاق، وتحارب القيم، وتنشر الفساد، وتشجع الإجرام.
زمن العلمانية الذي يُسجن فيه الشرفاء والصالحون، ويُطلق فيه الفاسدون والفاسقون، لا بد أن ينتهي حتى تعود مصر إلى مكانتها العربية والإسلامية، وتعود إلى دورها في نشر الإسلام وبناء الحضارة، لا نشر الرقص وأفلام الفجور، زمن العلمانية الذي تُكتم فيه أصوات العلماء والشرفاء وترتفع فيه أصوات الراقصات، وتُطاع فيه توجيهات العاهرات، وينطق فيه المنافقون والكاذبون لا بد أن يقف عند هذه المرحلة التي أفاقت فيها الشعوب العربية، وقامت من سباتها بفضل الله تعالى.