بعد انخفاض المبيعات بنحو 60% عن 2008
معارض السيارات المستعملة تتوقع تحسن الطلب في النصف الثاني
صورة 1 من 1
ارشيفية ©
مواطنان امام معرض للسيارات في أبوظبي حيث ينتعش سوق السيارات المستعملة
تاريخ النشر: الثلاثاء 23 مارس 2010
أمل المهيري
لم يعد الوضع في سوق السيارات المستعملة بأبوظبي كما اعتاد عليه البائعون والمشترون في العام 2008، حين كان أصحاب المعارض يتدافعون على السيارات التي تمر أمامهم عارضين شراءها على أصحابها وبتفاوضات سريعة على الأسعار، وكان الزحام في الممرات الواقعة بين هذه المعارض مستمرا طوال ساعات النهار وحتى تغلق أبوابها.
لكن الحال اختلف كثيرا منذ ذلك الوقت، فنفس تلك الطرق والممرات أصبحت هادئة إلى حد بعيد، ولم يعد هناك من يستوقف سائقي السيارات ليعرض عليهم الشراء، وكما يقول أصحاب المعارض، فإن التراجع الذي حدث بالسوق والشروط الجديدة التي تم وضعها على عمليات التمويلات البنكية لشراء السيارات المستعملة، إضافة إلى تراجع الطلب على هذه السيارات في الكثير من أسواق المنطقة، أثرت على أعمال الغالبية العظمي من البائعين.
أصحاب المعارض وعلى الرغم من وضعهم الحالي، فالكثير منهم ينظر بتفاؤل للعام الحالي 2010 ويتوقع تحسن حركة المبيعات مع التوقعات بعودة النشاط التجاري بشكل تدريجي، خصوصا في النصف الثاني من العام، ويقول هلال أحمد مدير معرض أراك للسيارات المستعملة إن سوق السيارات يتحسن ببطء، لكنه أفضل من العام الماضي الذي شهد انخفاضا حادا مقارنة بالعام 2008 بنسب وصلت إلى نحو 70%.
وأضاف هلال أن هناك أزمة مشترين، فلا توجد سيولة وأغلب الناس أصبحوا يستخدمون سياراتهم لفترات أطول من السابق، مشيرا إلى أن هناك زبائن كانوا يغيرون سياراتهم كل عامين، أما الآن فقد اختلف الأمر وصاروا يستخدمون نفس السيارة لثلاث سنوات أو حتى خمس سنوات.
وأشار إلى أن ما فاقم من خسائر معارض السيارات خلال الفترة الماضية أن البنوك لم تعد تمنح تسهيلات بنكية كما كان الحال قبل عامين، إضافة إلى وجود أسواق في دول مجاورة تنافس أسواق السيارات المستعملة المحلية، فتجد المنافسة من الأسواق السعودية ومن أسواق البريمي التي لا تبعد كثيرا، إضافة إلى أن وكالات السيارات الجديدة صارت تطرح عروضا سعرية تنافسية. ويتفق معه أحمد الهلالي مدير معرض عمان، الذي أشار إلى أن المبيعات كانت أفضل بكثير في عام 2008، لدرجة أنه كانت هناك حركة نشطة في إعادة التصدير إلى أسواق في أفريقيا وروسيا وإيران وبعض البلدان العربية. ويصف الهلالي عام 2009 بأنه من أسوأ الأعوام بالنسبة لسوق السيارات المستعملة، لكنه يشعر بالتفاؤل حيال العام الجاري، لافتا إلى أن نسبة الانخفاض بين عامي 2008 و 2009 قد تصل إلى نحو 60%.
وأضاف أحمد الهلالي أن معارض السيارات كان عليها إقبال كبير في العام 2008، لدرجة أنها كانت تبيع السيارة قبل استكمال إجراءات شرائها من صاحبها الأصلي، لافتا إلى أن الوضع تغير الآن، فقد تبقى السيارة مركونة أمام المعرض لعدة أشهر، ولم يحدد الهلالي أسبابا يراها منطقية لهذا التراجع، غير أنه لم يخف تساؤلاته حول ما إذا كان للأزمة المالية العالمية دور في التراجع أم أنه التشدد الذي تمارسه البنوك حاليا على منح التسهيلات لتكون خاضعة لشروط صعبة ولتشمل فئات محددة من الزبائن.
من جهته، قال أبو فارس إن المعارض كانت تبيع بخسارة خلال العام الماضي، مما تسبب في عدم توفر سيولة لتحريك السوق، مضيفا أن الأسواق مترابطة، فما يؤثر على القطاعات الاقتصادية الأخرى يؤثر بالضرورة على قطاع السيارات المستعملة، وكما هو معلوم، فقد كان العام الماضي صعبا على جميع القطاعات على مستوى العالم.
وفي شارع المطار، حيث تكثر معارض السيارات المستعملة، كان من الواضح ضعف الإقبال وعدم رغبة التجار في شراء سيارات أخرى مستعملة، وقال عبدالباسط الهنداوي (سمسار) إنه في السابق يكفي أن تمر بهذا الشارع لتجد كثيرين يستوقفونك للسؤال عن قيمة سيارتك وبكم تريد بيعها، لكن الحال تغير الآن ولم تعد السيارات المستعملة تلقى رواجا كما في السابق. ومن جهته، قال عمر ناؤوسي إنه كان يشتري سيارات ويشحنها إلى سوريا والعراق، لكن مع قلة السيولة وضعف الطلب، حتى في تلك الأسواق فقد توقفت تجارته تماما، مضيفا أن الجميع يترقب النصف الثاني من العام الجاري، حيث هناك توقعات بالانتعاش تجاوبا مع تحسن حالة الأسواق العالمية.
وقال عبدالله بن سويلم إن الأسعار لا تزال مرتفعة، لكنها أفضل بالتأكيد من أسعار السيارات الجديدة، لكن البنوك تشترط للحصول على تمويل، أن تكون السيارة جديدة أو على الأقل ألا يكون قد مضى على تصنيعها أكثر من عامين، وفي كثير من الأحيان لا يحصل الزبائن على التمويل الملائم.
http://www.alittihad.ae/details.php?id=16116&y=2010