استهداف الأطفال دعائيا لضمان ولائهم للماركات "من المهد إلى اللحد".
تنتشر حالة من التذمر العالمي خاصة بين الأباء والمربين الحريصين على مصالح أبنائهم من الاستهداف المستمر للأطفال وصغار السن بالدعايات الصريحة والضمنية للمنتجات المختلفة إذ لا تخلوا قناة أو فيلم أو حتى برنامج أطفال من الدعايات بشكل أو بأخر.
وتهدف هذه الدعايات إلى برمجة الأطفال والمراهقين و زرع الولاء المستمر لديهم لماركات وأسماء تجارية معروفة أو حتى جديدة لخلق ولاء دائم لديهم بطريقة تم تسميتها "ولاء من المهد إلى اللحد" و ذلك عبر تعريضهم بشكل مستمر للقطات وصور ودعايات صريحة وضمنية لمنتجات شركاتهم ما يجعلها تنغرس في عقولهم و تتجه لها أيديهم بدون تفكير عندما تقع أعينهم عليها في أي مكان.
ولعل أخطر هذه الدعايات هي التي تتضمن دعايات لمنتجات تعتبر ضارة أو غير مفيدة للأطفال خاصة..
كالوجبات السريعة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة ولا ننسى الدعايات المبطنة والضمنية للتدخين ومنتجات التبغ بأنواعها والتي لا تسمح الحكومات بالدعاية العلنية لها لكننا نجدها تعمل في الخفاء وبطريقة الدعايات الضمنية بتجنيد الشخصيات المحبوبة من الممثلين و الرياضيين وغيرهم في تسويق منتجاتهم عبر ظهروهم الإعلامي فنجد أن الأفلام السينمائية والمسلسلات لا تخلوا من لقطات لشخصيات بطولية أو محبوبة وهي تستمتع بتدخين سيجارة أو تسارع لإشعال سيجارة في حال القلق أو الخوف أو أي تغير في المزاج وكأنها الحل السحري لكل مشاكل المرء أو تجد الرياضي لا يبدأ نشاطه إلا بشرب علبة من مشروب الطاقة هذا أو ذاك..
ولا ننسى المنتجات الثانوية التي تستخدم مع هذه المنتجات.. فعلى سبيل المثال في حال التدخين نجد مثلا الولاعات أو الحافظات المزخرفة أو الأرجيلات الجذابة التي تلفت أنظار الطفال قبل الشباب و المراهقين نحوها وترغبهم في تجربتها واستخدامها.
أمر أخر في غاية الخطورة .. الرعاية الرسمية للأنشطة الرياضية والمهرجانات الشبابية أو الأنشطة المجتمعية والتي تحرص الكثير من شركات المضروبة م شركات المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة وشركات الوجبات السريعة على المشاركة فيها وإظهار نفسها وكأنها هي الحريصة على مصلحة المجتمع والشباب والبيئة لا لشيء سوى لضمان نشر شعاراتها وصور منتجاتها في كل مكان لتراها كل عين وينجذب لها كل شاب ومراهق وطفل بينما نجد الخبراء والأطباء والباحثين يحذرون من هذه المنتجات يوميا ويوضحون مضارها و أعداد ضحاياها.
ولا ننسى أيضا وسيلة جديدة إنضمت لقائمة وسائل استهداف الأطفال بالدعايات..
تطبيقات الأجهزة الذكية وألعاب النت .. فلا تكاد تخلوا لعبة أطفال أو تطبيق أطفال من دعاية بشكل أو بأخر لمنتج ما.
فقط راقبوا وتابعوا ألعاب أطفالكم على الأيباد أو الأيبود أو أجهزة الأندرويد أو الألعاب التي يلعبونها مشاركة عبر النت ولاحظوا رموز و شعارات الشركات المستهدفة بالدعاية تظهر لكم في حنايا اللعبة أو التطبيق.
***********
الجميل في الموضوع أن الكثير الأباء والأمهات تنبهوا لهذا الأمر وبدأوا بمحاربته..
بل إن بعض الشركات بدأت بالاستفادة من الأمر وبدأت حملات دعائية للأطفال تروج للأكل بشكل صحي.
لذلك أنتبهوا يا أباء ويا أمهات وأفيقوا قبل أن يصبح أبنائكم هكذا..
مقال مقتبس و مترجم بتصرف من عدة مصادر أجنبية: