03-10-2013, 03:18 PM
|
#1
|
الإدارة
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
|
مقالات .. بيبسي وهمبرجر!! >> محمد بتاع البلادي
بيبسي وهمبرجر!!
ستبقى الإمبراطورية الأمريكية التي لا تغيب عنها الشمس طالما بقيت معظم الشعوب مشغولة بأخبار نجوم السينما الأمريكية، وغارقين في أنهار (الكولا) وساندوتشات الهمبرجر!
محمد بتاع البلادي
الأربعاء 02/10/2013
* قال لي صاحبي وهو يحاول إيجاد موقف لسيارته أمام المطعم الأمريكي الشهير الذي (عزمني) على وجبة دسمة به: "لا أعرف لماذا تسيطر الثقافة الأمريكية على كل ثقافات العالم؟!
ولماذا يعشق الناس الأسلوب الأمريكي في الحياة؟! قلت وأنا أعرف ولعه بكل ما هو أمريكي: لعل السبب -يا صديقي- يكمن في أنها -وأعني الثقافة الأمريكية- لم تقدم نفسها للناس كنمط ثقافي مجرّد، بل تسللت إلى نفوسهم كأسلوب حياةٍ بالغ المتعة والجاذبية!.. فبينما كان العالم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي يعجّ بالنظريات والأيديولوجيات الاشتراكية، التي فشلت في وعودها بالمساواة والرفاهية، كان الفيلم الأمريكي -وهو أحد أهم أيقونات الثقافة الأمريكية- يدغدغ غرائز البشر حول العالم حين ينقل لهم صورًا مستغرقة في المتعة واللذة الفعلية داخل جنة الرأسمالية الأمريكية!.
* قال، بعد أن استوى على الكرسي في انتظار الوجبة الماتعة: ماذا تقصد؟! قلت: أقصد ثقافة بيع المتعة التي ألهب بها الأمريكيون غرائز كل أهل الأرض من خلال مشاهد أنهار (الكولا) والبيرة المثلجة، وتلال شطائر (الهمبرجر)، التي تقدمها شقراوات؛ يتراقصن بملابسهن الضيقة والقصيرة على إيقاعات أغاني البوب!.. حياة كل شيء فيها للبيع، ومتعٌ تستظل بحماية القانون يروّج لها المشاهير الذين أكسبوها هالة من القبول والنفاذ؛ وصلت في بعض المجتمعات حدًا حلت معه بديلًا عن الدين والأسرة والمجتمع.. وأولها بالطبع المجتمع الأمريكي نفسه!.
* وحتى لا أقطع على صاحبي متعة التهام (ساندوتش الهمبرجر) الضخم.. أكملت: إنها الرأسمالية المتوحشة يا صديقي التي تقول عنها (ناعومي كلاين) صاحبة الكتاب الشهير (No Logo) أو (لا للماركات): إنها المافيا التي حولت معظم الشركات العالمية من شركات منتجة، إلى شركات تتسابق في تسويق علاماتها التجارية حتى تصبح جزءًا من ثقافة الناس!.. غير أن الخطورة الأعظم من وجهة نظري تأتي من نجاح هذه المافيا في إعادة تشكيل الفطرة الإنسانية، كي تتواءم مع تلك الثقافة، من خلال ترسيخها للنزعة الاستهلاكية عند الناس، إما بالضغط على الغرائز.. أو بتحويل الموسيقى، والأفلام، والطعام، والملابس، والمتعة، إلى سلع، تٌبشّر مشتريها بالانضمام -ولو عن بعد- إلى الحياة الأكثر متعةً وانفتاحًا على سطح الأرض!.. ولو أمعنت النظر في معظم من حولنا في المطعم لوجدت أنهم في الحقيقة لا يشترون منتجًا بقدر ما يشترون طقوسًا وأسلوب حياة يعلنون من خلاله انضمامهم إلى الثقافة التي أوهمت العالم كله أنها تعيش حياة ما بعد الحداثة!.
* المسألة يا صديقي يمكن تلخيصها في مقولة الرئيس (روزفلت): "العقول العظيمة تهتم بالأفكار.. بينما تهتم المتوسطة بالأحداث.. أما العقول الصغيرة فتهتم بالأشخاص".. فقد نجح الأمريكان في بناء إمبراطوريتهم العملاقة بعد أن اهتموا بالأفكار.. وبعد أن أشغلوا العالم كله بالأشخاص والأحداث!!.. وستبقى الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس طالما بقيت معظم الشعوب مشغولة بأخبار نجوم السينما الأمريكية، وغارقين حتى آذانهم في أنهار (الكولا) وساندوتشات الهمبرجر!.
* فجأة انتفض (معزّبي) وكأنه استفاق من غيبوبة طويلة، ظننت أن شيئًا من كلامي قد استفزه للتعليق.. لكن كل ظنوني خابت عندما وجدته يصرخ في النادل بلغة إنجليزية مكسرة: (ون آبل باي.. بلييييييز)!!
news: news: http://www.al-madina.com/node/...%AC%D8%B1.html
|
|
|
|
|
|
|