تجارنا.. وتجار كندا في الميزان!!
ماجد الحربي
انتشر في بداية شهر رمضان المبارك برود كاست مصور، مفاده أن
تجار كندا (طبعاً غير المسلمين منهم!) في محال الخضراوات والمواد الغذائية خفضوا من أسعارهم، ووضعوا لافتة فوق كل بضاعة منها، وكتبوا عليها "رمضان كريم" مشاركة منهم للمسلمين في مقدم شهر عزيز على كل المسلمين، مشاركة رائعة، يُشكرون عليها.
وعلى النقيض تجار المسلمين، وكثير ما هم ـ كنا نقول بعض، فتكاثر البعض، فأصبح كثير!! ـ ينتظرون حلول المواسم، كموسم رمضان، والحج، والإجازات؛ ليغتنموها فرصة لزيادة الأسعار أضعافاً مضاعفة، والأعذار جاهزة أمام الزبائن، كالتضخم المالي الذي نعيشه، الأزمة المالية العالمية، التي انتهت منذ زمن، لكنها لم تنتهِ من قواميس هوامير كبار التجار!! فألقت بظلالها على سوقنا، والغلاء العالمي.. وهلم جرا.
وما على المواطن، أياً كان بسيطاً أو غيره، إلا التسليم والرضا بهذا الغلاء الفاحش، دون أن يجد جهة رسمية تحميهم من فحش الغلاء؛ لأن تجارنا يرفعون أسعارهم بالمواسم، ويخفضونها في غيرها؛ ولذلك لماذا لا نجد دوراً فعالاً لحماية المستهلك؟! كما في بعض الدول العربية والغربية، بينما عندنا ليس لها دور حقيقي وفعال في حماية المواطن في مجتمعنا - مع الأسف - من الغلاء الفاحش!!
كثير من المواد الغذائية متوافرة طوال العام بأسعار معقولة ومقبولة، وما تلبث إذا قرب شهر رمضان إلا أن تطير أسعارها في العالي، بدون أي مقدمات؛ فقط لأن الطلب زاد، فالمعروض يزيد تبعاً لقاعدة غلاة السوق، وهواميره!! ومنها الطماطم، التي وصل سعر صندوقها الـ 3 ك إلى 98 ريالاً في بعض المتاجر في العشر الأول من شهر رمضان، وما يشعرك أنها زيادة غير مبررة أنك تجدها بسعر متفاوت بين المحال التجارية، وذلك ما يلاحظه أي مستهلك عادي!!
لا نريد من تجارنا أن يقلدوا تجار كندا، مع أن التقليد هنا محمود؛ كون التقليد هنا في التخفيض والتسهيل على الناس، وإنما نود أن نذكرهم بأن التاجر الصدوق مع الأنبياء والصديقين والشهداء يوم القيامة،
لقوله صلى الله عليه وآله وسلم "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء" رواه الترمذي.
والله الموفق لكل خير سبحانه.
http://sabq.org/Nm1aCd