بين ثقافة الاستهلاك والحاجة
عبدالرحمن بن محمد المنصور
ثقافة الاستهلاك لا تزال تشكل لدينا الهاجس والهم الأكبر، خاصة بين فئة الشباب والشابات، حتى أصبح الصرف هو السمة الدارجة حتى في أحاديث المجالس، وهو الصوت العالي بين الصغار من الصفوف الأولى في المدارس، وانتشرت بشكل كبير وأصبح عنصر منافسة الشراء والاستهلاك النبرة الطاغية والمحركة لحوارات الصغار قبل الكبار، الجوالات كانت حاجة وأصبحت ترفاً وتباهياً بين الأصدقاء والضحية الأب أو الأم اللذان يكدان ويكدحان لتوفير تلك الاحتياجات التي فرضتها ظروف العصر لتصبح ضرورة بدلاً من ان تكون ترفا وترفيها تلك اللغة التي درجت وانتشرت في المجتمع عواقبها ليست حميدة على المدى البعيد والقريب، فبدل ان يتعلم ويتدرب الشباب على التنافس في العمل والعلم والبحث والتطوير، أصبح الكثير يتنافس على نوع السيارة والجوال وأحدث إصدارات الحاسب الآلي وحدث ولا حرج والمنافسة الخاصة بينهم في كل شؤون الحياة ومستلزماتها وأبسطها، تلك الأشياء والأفكار التي ستكون افرازاتها المستقبلية مشكلة ان لم يتم التسارع في إيجاد الحلول من خلال برامج تطرح بالتعاون بين وسائل الإعلام ووزارة التربية والتعليم والمتخصصين في علم الاجتماع في الجامعات وغيرها، لأن الأمر بازدياد ولا أعلم ما السبب الحقيقي وراء هذا التغير السريع واللهث وراء (الاكسسوار) وترك الاحتياج الحقيقي الذي سيعود بالنفع والخير على وطننا الغالي وأبنائه، أما ان يكون همهم التفاخر والتباهي بشراء الأغلى فهذه مشكلة تحتاج لحل؟ الحديث بكل تأكيد لا ينسحب على الجميع ولدينا شباب واعد وطموح ويعمل ليل نهار من أجل المستقبل لكن عندما نجد عكس ذلك لا بد ان نتوقف ونتساءل لنجد الاجابة ونحدد السبب ويتم وضع الحلول من قبل المعنيين، هو عمل تكاملي يجب ان يدرس وتوجد له الحلول، لأن الشاب منذ الصغر لا بد ان يتعلم ويهتم بما يفيده ويعود عليه وعلى أسرته بالنفع، خاصة مع الارتفاع والغلاء الذي نعيشه وصعوبة توفير كل ما نحتاج إليه، وكلما كبر المراهق ستكبر معه تلك التي يعتقد أنها احتياجات وهي في الأصل (ترفيه) ليصعب على رب الأسرة توفيرها، إذاً من أهم الحلول وضع برامج يتعلم من خلالها النشء كيف يبني مستقبله؟ وكيف يحدد أولوياته؟ وكيف يحدد احتياجاته؟ إذا استطعنا ايصال الاجابة له عن هذه الأسئلة بأسلوب سهل وبسيط سنستطيع تحفيزه على التفكير السليم، والعمل من أجل المستقبل أليس كذلك؟
http://www.alriyadh.com/2012/05/07/article733635.html