03-05-2011, 09:11 AM
|
#1
|
مقاطع نشيط
رقـم العضويــة: 12089
تاريخ التسجيل: May 2009
المشـــاركـات: 420
|
رخص أثمان الأطعمة السريعة مضلل ويفتح العيون على ممارسات الشركات الكبرى لتصنيع الأغذية
فيلم Food Inc الوثائقي يفتح العيون على ممارسات الشركات الكبرى لتصنيع الأغذية
شريفة محمد العبودي
Food Inc فيلم وثائقي جدير ان يشاهده جميع أفراد الأسرة، (وهو متوفر على الشبكة العنكبوتية) لأنه يتعلق بالأساليب غير المقبولة التي تتبعها شركات إنتاج الأطعمة في الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق الربح. وقد يقول قائل: وما دخلنا نحن بما يدور هناك؟ ولكن العالم اليوم كقرية صغيرة، وما على أرفف البقالات هناك موجود على أرفف بقالاتنا.
يذكر الفيلم أن أساليب تناول الأطعمة قد تغيّرت خلال الخمسين سنة الأخيرة أكثر مما تغيّرت خلال الألفي سنة الأخيرة!، ففي السوبرماركت العادي اليوم أكثر من 40 ألف منتج على مدار العام، فلا مواسم تختفي خلالها بعض المنتجات، فالخضراوات والفواكه تزرع في بيوت محميّة فتتوفر على مدار العام، وتوفرها له ثمن باهظ، ولكن شركات صناعة الأطعمة لا تريدك أن تعرف ما الذي يمر به غذاؤك قبل أن يصل إليك. فهناك شركات قليلة فقط تشبه المصانع في اعتمادها على خطوط الانتاج تنتج مكونات الأطعمة وتتحكم بالأسواق، وهذا عالم يتم إخفاؤه قصداً عن المستهلك كما يذكر الفيلم.
لقد ابتدا التغيير في الثلاثينيات من القرن الماضي بصعود شعبية الأطعمة السريعة، فثلاث إلى أربع شركات فقط تتحكم بكل إنتاج اللحوم المفرومة والبطاطس والطماطم والدجاج. والدجاج تتم إعادة "تصميمه" عن طريق الانتخاب وتغذيته بالهرمونات وإضافة المضادات الحيوية إلى أعلافه ما يجعله مقاوماً لها فلا تفيده بشيء، ولا يهم إن مرض الدجاج فهو سيذبح عندما يصل إلى الوزن المطلوب ويرسل إلى المستهلك! فوصول الدجاجة من لحظة خروجها من البيضة وحتى تصل إلى المستهلك يستغرق حوالي 49 يوماً بدلاً من الثلاثة أشهر التي كانت تستغرقها سابقاً. وأصبح يتم تسمين الدجاج للحصول على لحم أبيض إلى درجة أن أرجل الدجاج لا تستطيع حملها فتسقط أرضاً. إن المهم لدى شركات تصنيع الأطعمة هو تحقيق أكبر ربح ممكن في أقصر وقت ممكن على أصغر مساحة ممكنة، ولذا فتربية الدجاج مثلاً تتم في أماكن ليست بها نوافذ، فالدجاج طوال نموه لا يرى الشمس إطلاقاً.
وفي نهاية الفيلم تظهر الرسائل التي يحث عليها وتشمل: اشتر من الشركات التي تتعامل مع الحيوانات ومع البيئة ومع العاملين فيها باحترام. وعندما تذهب إلى السوبرماركت كن على علم بالمكونات فيما تشتريه، أي اقرأ معلومات الملصقات على عبوات الأطعمة، واشتر خضراوات وفواكه الموسم، والأفضل ان تكون عضويّة ومنتجة محليا، وإن كان في منطقتك سوق يعرض فيه المزارعون منتجاتهم الطازجة فاشتر منه، وأخيرا استغل حديقة منزلك، حتى لو كانت صغيرة، للزراعة.
فيلم Food Inc الوثائقي يفتح العيون على ممارسات الشركات الكبرى لتصنيع الأغذية، وفيه كثير من المعلومات المهمّة التي يجب أن يعرفها المستهلك، فمثلاُ، يبيّن الفيلم كيف أن الحيوانات التي تربى لاستهلاك لحومها تغذى بالذرة، بينما من المفروض أن ترعى الحشائش والنباتات، فالأبقار والدجاج وحتى الأسماك تغذى بالذرة لأن الذرة تؤدي إلى السمنة السريعة.
ولكن تغذية الحيوانات بالحبوب ومنها الذرة وفول الصويا أدت إلى أن تصاب بعض الحيوانات ببكتريا الإي كولي E coli. واحتكار شركات قليلة لإنتاج اللحوم المفرومة يجعل العدوى تنتشر بسرعة لأن اللحوم الموبوءة تختلط بالسليمة، ويبين الفيلم كيف أن تغذية الحيوانات بالحبوب يجعل جهازها الهضمي يفتقر إلى التوازن الحمضي/ القلوي، أي يجعلها حامضية ما ساعد على أن تصبح بكتريا الإي كولي مقاومة لأحماض المعدة، وإذا انتقلت هذه البكتريا إلى الإنسان بعد تناوله لحوما مصابة بها أصبحت قادرة على مقاومة الحمض في معدة الإنسان وجهازه الهضمي، ولذا تصيبه بالعدوى، وقد ذكرت دراسة قامت بها جامعة كورنيل الأمريكية أن الحيوانات التي ترعى الأعشاب تقل لديها نسبة الإصابة ببكتريا الإي كولي بمقدار 80% مقارنة بالتي تربى على الحبوب.
وزيادة على ذلك، يبيّن الفيلم كيف ان الحيوانات تربى في حظائر ضيقة تفتقر إلى النظافة، فالأبقار تقف في مساحة صغيرة مملوءة بروثها ما يؤدي إلى زيادة انتشار الإصابة ببكتريا الإي كولي، كما يُظهر الفيلم طريقة فرم اللحوم حيث يتم سلخ الأبقار وإلقائها كاملة (مع دمها وعظامها) داخل آلات الفرم العملاقة؛ ولأن القائمين عليها يعرفون إصابة نسبة منها ببكتريا الإي كولي يقومون ب "غسل" اللحم المفروم بالأمونيا!! ثم تضاف كمية إضافية منه إلى اللحوم قبل تصديرها إلى شركات الأطعمة السريعة لتحضير لحوم شطائر الهمبورجر، ويبين الفيلم سبب انتشار شعبية الأطعمة السريعة فهي رخيصة الثمن ومتوفرة، ولكن رخص ثمنها مضلل فهي غالية الثمن جداً إذا أخذ بالحسبان تكاليف تلويث البيئة وتكاليف العلاج الذي يؤدي تناول الأطعمة السريعة إلى الحاجة إليه عاجلاً أم آجلاً.
كما يوضح الفيلم كيف أصبحت الذرة من أكبر المنتجات الزراعية، فثلاثون بالمائة من كل الأراضي الزراعية مزروعة بالذرة، فرخص ثمن الذرة ووفرتها جعلها تدخل في كل شيء، وهذه الكميات فتحت البواب لتصريفها، ف 90% من المنتجات على أرفف البقالات تحتوي على الذرة أو الصويا أو كليهما بشكل او بآخر، فمكونات مثل السليلوز وسترات الكالسيوم والإيثيل لاكتيت والمالتودكسترين والسكارين وصمغ الإكسانثان والسكروز والجلوتين وإثيل الإستيت وشراب الذرة عالي الفركتوز ومستحلب سترس كلاود وحمض الستريك وحمض الإسكوربيك ومسحوق التخمير والفركتوز وحمض السوربيك ومسحوق الفانيللا والنشا والجلايسيريدات والمارجرين والسميد تدل على وجود الذرة في المنتج، كما أن هناك منتجات تقوم على الذرة مثل الكاتشب والجبن والبطاريات وزبدة الفول السوداني والبسكويتات وتوابل السلطة والكوكاكولا والجلي والمحليات المصنعة والعصيرات والفحم وحفائض الأطفال، والحديث عن هذا الفيلم لا يغني عن مشاهدته.
|
|
|
|
___________________________
إنني إذا كنت أريد الراحة في الحياة..يجب أن اعتني بصحتي
وإذا كنت أريد السعادة يجب أن اعتني بأخلاقي وشكلي
وأنني إذا كنت أريد الخلود في الحياة يجب أن اعتني بعقلي
وأنني إذا كنت أريد كل ذلك يجب أن اعتني أولا...بديني
|
|
|