حالة إجماع شبه مؤكدة في المجتمع السعودي، على أن عودة أسعار شركتي الألبان التي رفعت بمقدار ريال، إلى السعر القديم، ليس لوزارة التجارة أي علاقة به، بل إنها أضعف من أن تفرض ذلك, مرجعين إعادة السعر إلى وضعه الأول، بأنه جاء رغماً عن أنف شركتي الألبان ومعهما وزارة التجارة، حيث أتى تحت الضغط الكبير لثقافة المقاطعة التي انتهجوها وأتت أكلها مع شركتي الألبان وستأتي ثمارها أيضاً مع الشركات الأخرى المتلاعبة.

بالنسبة لي على الأقل، أتفق وأؤيد ذلك بشدة، ولكن ينبغي التقنين والتنسيق لأي مقاطعة شعبية قادمة أمام كل متلاعب حتى تخرج المقاطعة بالجدوى المأمولة منها ولا تصبح عشوائية أو غير مقننة، ما يؤدي لضعفها وضياعها وعدم تحقق أهدافها.

حيث ينبغي أولاً اختيار الوقت والزمان المناسبين لأي مقاطعة، ولنا في مقاطعة شركتي الألبان خير دليل، فلم تنجح تلك المقاطعة إلا لأنها جاءت في الوقت المناسب قبل شهر رمضان بأيام قلائل، ونعلم حجم الاستهلاك الكبير للألبان في رمضان، وهو ما أرعد فرائس شركتي الألبان الرافعة للسعر بل كل شركات الألبان أو غيرها من الشركات التي تسول لها نفسها الإقدام على مثل تلك الخطوة.
وهو ما جعل الشركتين ترضخان لاحقاً مذعنتين ذليلتين وفي زمن قياسي لتلك المقاطعة.

قد يقول قائل: كأنك تلمح إلى فرضية عمل مقاطعة مدروسة في هذه الأيام بالتحديد وقبل عيد الفطر المبارك.
وبالطبع سأجيب بنعم.. أما عن الشركة أو الشركات التي يفترض مقاطعتها هذه الأيام تحديداً، فالحقيقة أنها كثيرة، فالمستغلون والجشعون والمتحايلون والمتلاعبون من التجار كثر وينبغي إيقافهم عند حدهم وتأديبهم، خاصة مع عدم وجود أي بارقة أمل تذكر من وزارة التجارة ومن جمعية حماية المستهلك.

أما عن أولى الشركات التي يفترض مقاطعتها هذه الأيام واستغلال الوقت الأنسب، كما ذكرت سابقاً، لإصابتهم في مقتل, فهي دون شك شركات الملابس القطنية "أو ما تعرف بالملابس الداخلية الجاهزة"، فهذه الشركات ارتفعت أسعارها وفي زمن قياسي إلى أسعار مهولة ودون أي مبرر ولم يقتصر الارتفاع على ريال واحد، كحال شركتي الألبان مثلاً، بل وصلت الزيادة إلى 50 % منذ بداية العام ومع دخول شهر رمضان نتيجة الإقبال المتزايد عليها، سيما مع اقتراب عيد الفطر المبارك.

المؤلم أن هذه الارتفاعات المتزايدة والمهولة تأتي دون أي مبرر يذكر، كما أنها تأتي رغم الانخفاضات الكبيرة التي طرأت على أسعار القطن الخام في الأسواق العالمية بنحو 27 % حسب تقرير نشر بصحيفة "الوطن" السبت 13 رمضان، وهو ما أكده أيضاً رئيس اللجنة التجارية بالغرفة التجارية والصناعية بالمدينة المنورة في تصريح لصحيفة "الوطن" الأحد 14 رمضان، ذكر فيه أن "تجار الملابس الجاهزة القطنية يعلقون أسعارهم الجديدة للملابس على شماعة لا أساس لها من الصحة" لافتاً إلى أن 95 %من مستوردي البضائع للسوق المحلية أجانب، متهماً تجار الملابس الجاهزة بأنهم يضعون فيضانات باكستان شماعة لهم لتبرير رفعهم أسعار الملابس الرجالية بنسبة تصل إلى 60 % هذا العام "رغم أنهم يعتمدون حالياً على بضاعة رجيع من العام الماضي".
دققوا في تصريح الرجل وقبلها تأكدوا من منصبه بمعنى أنه يتحدث وفق معلومات وإحصائيات وكواليس أيضاً مؤكدة.

لذلك، ومن وجهة نظر شخصية متواضعة، أدعو إلى عدم شراء الملابس الداخلية الرجالية الجاهزة التي رفعت أسعارها، ومقاطعة شركاتها المعروفة على الأقل في هذه الفترة التي تعتبر الذروة لتجارها.
قد يقول قائل: هذا صعب في هذا التوقيت بالذات قبل عيد الفطر. وأقول: قاطع الآن قبل عيد الفطر تظفر وتكسب بالعرض والسعر الذي يناسبك في عيد الأضحى!
بل يمكن استبدال ماركات الملابس الداخلية المعروفة بماركات أقل جودة وأقل سعراً هذا العيد على الأقل، وهي متوفرة وبكثرة.

وبما أن الحديث موصول عن ثقافة المقاطعة وعن تحايل بعض التجار وجشعهم، فلم أشأ أن أمرر مقالة هذا الأسبوع دون أن أشير إلى ذلك "الفتح العظيم" والنصر الكبير الذي أعلنته إحدى أكبر وأشهر شركات الدواجن في المملكة، التي أعلنت وفي تجاوب سريع جداً مع الدعم الملكي للأعلاف بـ 50 % عن تفاعلها الفوري مع هذا الدعم, وذلك من خلال إعلان مدفوع الأجر بجميع الصحف المحلية وفي الصفحة الأخيرة تحديداً, إلا أنه وبعد كل تلك الهيلمة وتلك الشعارات الرنانة والإعلانات البراقة تفاجأ المواطنون بأن التفاعل وصل إلى الإعلان عن خصم فلكي على أسعار الدجاج، حيث تم خصم ريال واحد فقط لا غير على أحجام الدجاج الكبيرة 1000 كيلوجرام فما فوق، و (نصف ريال) على الأحجام الوسط والصغيرة 900 كيلوجرام فأقل.
يا بلااااااااااااااااااااااااااااش!!



بندر الشهري

http://sabq.org/sabq/user/articles.do?id=721

من رفع سعره قاطعوه وادبوه .
السوق فيه انواع ابحثوا عنها .. واتركوا ادمان سلع بعنيها ..