م. طلال القشقري
الإثنين 24/12/2012
لا يزال حبل الغلاء يطول، ويطوول، ويطووول، مُلْتفًّا مثل ثعبان الأصَلة الأمازوني حول رقاب مُبتاعي كلِّ سِلْعَة تظُلّها أسقف أسواقنا!.
مثال (طازة): قبل شهور قليلة، كان سعر عُلْبة حليب البودرة الكبيرة من 70 إلى 80 ريالاً، وهذا غلاء أصلاً، فما بالكم الآن وقد تجاوز سعرها حاجز الـ100 ريال ببضعة ريالات؟.
هذا يُثبت أنّ الغلاء مستمرّ حتى مع عدم زيادة الرواتب، فماذا يقول الآن أولئك الذين صرخوا بأعلى أصواتهم بعدم زيادتها تجنبًا لارتفاع الأسعار؟ خصوصاً تحت قبّة مجلس الشورى؟.
ما علينا، وذروني أعود إلى الحليب وسنينه، وعنّي أنا راح أربّي بقرة في (حُوش) بيتي الصغير، فهذا أوفر لي بكثير، فالبقرة العادية تدرّ يوميًّا 20 كيلاً من الحليب الطازج، أمّا البقرة السمينة وارد نيوزيلندا أو إيطاليا فتدرّ أكثر، ربّما 45 كيلاً، وقد تظلّ البقرة -الله يعطيها الصحّة وطُولة العمر- في مرحلة درّ الحليب لحوالى 10 سنوات، وهذا يكفيني وذريتي وأهلي وأقاربي وجيراني، بل وكلّ سُكّان حي الفيصلية الذي أسكنه في جدّة، لنشرب حليبًا طازجًا وسائغًا، ويمكن تجفيفه لمن يحبّه بودرةً مُجفّفة!
وهكذا سأستغني عن مزارع الحليب الوطنية إلى الأبد، فغالبيتها جشعة، وتُغالي بلا مُبرّر، ولا يهمّها سوى الربح على حساب البشر، إذ تستورد الملايين من البقر بتكلفة رخيصة، وتُربّيها في حظائرها، وتُؤكّلها وتُسمّنها بأقلّ التكاليف، وهات يا حلْب منها بالمكائن التي لا ترحم، بما يملأ ملايين العبوّات، وإنتاج مثلها من اللبن والزبدة والقشطة واللبنة والجبن والعصائر المخلوطة بالحليب، كما تذبْح الأبقار غير الحلوب وتبيع لحمها بسعر 60 – 70 ريالاً للكيلوجرام، وهكذا تربح المليارات الوفيرة!.
لا.. (مُو) على حسابي أيتها المزارع، فإنّي سأحارب الغلاء بطريقتي الخاصّة، طالما كان التفرّج، ووضع اليدين على الخدّيْن، و(الطبطبة) على أكتاف شهبندرات التُجّار، هو ديدن الجهات التجارية التي تزعم حماية مستهلكينا الغلابة من الغلاء!.
هذا عنّي، فماذا عنكم؟.