الملك مع المواطن والمسؤول مع التاجر .. أحسنوا الاختيار!
عالية الشلهوب
في بواكير هذا الشهر المبارك وما يرتبط به من أنماط استهلاكية متزايدة تدفعها وتحركها عوامل نفسية وتسويقية تسيطر عليها موجات من الارتفاعات الملحوظة والمرتفعة أحيانا في أسعار بعض السلع الضرورية ، يطل علينا احد مسؤولي وزارة الزراعة وللأسف الشديد ليبرر للتجار رفع أسعارهم ويجير ذلك إلى ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج ، وأن هذا الأمر طبيعي ،تخيلوا أعزائي القراء ان هذا التصريح صدر في توقيت حساس جداً وبعد صدور الأمر الملكي الكريم بدعم الأعلاف ب 50% الذي كان يهدف الى استقرار بل خفض الأسعار والتخفيف على المواطنين في الكثير من السلع الاستهلاكية الرئيسية تحسباً لزيادة الطلب في شهر رمضان المبارك ، الملك أيده الله تدخل عندما زادت عبوات الألبان والحليب ريالاً واحداً فقط! ، وهذا المسؤول يحرض التجار على المضي في رفع الأسعار غير آبه بأمانة مسؤوليته الشخصية ومسؤولية وزارته في الوقوف مع المواطن ضد هذا الاستغلال والجشع من التجار ،وان وزارته عليها عبء ومسؤولية الحفاظ على استقرار السلع الزراعية ومنتجاتها والتي تؤثر على تكاليف الكم الأكبر من السلع الضرورية الأخرى والتي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال،لم يكن هذا التصريح محاولة لإيضاح وضع السوق والعوامل المؤثرة فيه بشكل عام حتى نعذر هذا المسؤول في طريقة إيصال المعلومة او وجود خطأ في التعبير ، بل كان موقفه مع التجار ضد المواطن ، ومن رغب في التأكد يعود الى مساء يوم السبت 23 يوليه وفي قناة تلفزيونية رسمية للدولة ، ليعرف هذه الحقيقة وقد أشارت لذلك أيضا الكثير من الصحف الالكترونية ،الدولة بقيادتها وكل طاقاتها وبتوجيهات واضحة من الملك رعاه الله تنشد تخفيض واستقرار الأسعار لصالح المواطن ومثل هؤلاء المسؤولين لا يعون حجم المسؤولية ولا يقدرون حجم الأمانة الملقاة على عاتقهم ، تذكروا الأمانة التي حملكم بها الملك ، اقتدوا به أيده الله في شعار المواطن وراحته أولا وأخيراً ،وصلت القروض الاستهلاكية على المواطنين 215 مليارا في الربع الأول من هذا العام ، لا نريد إلا حياة كريمة وسوقا مستقرا وعادلا لأسعار السلع يحفظ لهذا المواطن من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط كرامته ومعيشته،وأنا اشعر بالأسف من هذا الحال اطلعت على مقطع من وقفة مواطن صريح في منطقة حائل أمام سمو وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب وهو يتحدث بطلاقة وينتقد بكل صراحة ويكشف بعض الحقائق والخلل في المشاريع والمناقصات في المنطقة ويشخص بعض الواقع على حقيقته والأمير الوزير يستمع وينصت له ويمنحه الفرصة ويرفض ان يقاطع في موقف زاد الإعجاب بهذا المسؤول وأدركت بان الإدارة مدرسة وان الخلفية الأكاديمية لهذا الوزير في الطرح والاستماع والتفاعل والمشاركة في الرأي هو الأسلوب الإداري الناجح ، وشتان بين هذا وذاك في النظرة للمصلحة العامة مع اختلاف طبيعة الموقفين ،ولكن يبقى اختيار المسؤول المناسب عاملا مهماً في تحقيق هدف المصلحة العامة للوطن والمواطن، ومحظوظ أنت ايها المواطن الآن ان كانت لك حاجة في بعض الوزارات ان تستطيع الوصول ولقاء سكرتير مدير مكتب مدير عام مكتب معاليه..!
الخاطرة
لا أجمل ولا أنقى ولا أطيب من هواء وتراب وطني رغم كل شيء ..
http://www.alriyadh.com/2011/08/02/article655809.html