سمه .. تبع مين؟

خلف الحربي


الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمه) تذكرني بأفلام الكائنات الخفية، فهي موجودة وغير موجودة، تكاد أن تكون سمه مثل جنية غير مرئية تتلبس الأنسان من الطبقة المتوسطة فتقلب أحواله رأسا على عقب، لا يهنأ له زاد ولا نوم. ولا يستطيع أن يكتشف وجودها إلا من خلال الاستعانة بأحد الرقاة، من الناحية النظرية سمه لا تملك أي سلطة عليه لأنها مجرد شركة تقدم معلومات ائتمانية لزبائنها من البنوك وشركات السيارات وشركات التمويل العقاري وشركات الاتصالات، ولكن من الناحية العملية فإنها تملك كل السلطة على المستهلك (الغلبان) الذي توحدت في وجهه كل هذه الشركات العملاقة وبقي وحيدا يواجه العاصفة الهوجاء في ظل غياب واضح للأنظمة التي تحمي حقوق المستهلك.

رئيس جمعية حماية المستهلك أبدى اهتماما بالغا بشكاوى المستهلكين من شركة سمه واتضح من خلال تصريحاته النارية أنه سيقود حربا شعواء ضد سمه، طبعا لا يحتاج أن نقول لكم ولسمه: أبشر بطول سلامة يا مربع.. لأن جمعية حماية المستهلك تستحق جائزة خاصة من الدفاع المدني لشدة التزامها بإجراءات السلامة!، ولكنني أحاول لفت انتباهكم الى أن هذه الحرب الشعواء لو حدثت ستكون أشبه بمعركة خيالية لأن شركة سمه كائن خفي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة مثلها مثل جمعية حماية المستهلك!! ، ستكون بالضبط حربا افتراضية مثل تلك الحروب الخيالية التي يخوضها الشباب في ألعاب الفيديو: الكثير من النيران والقتلى داخل الشاشة.. ثم يلقي اللاعبون بأجهزة التحكم وينامون بعمق.. ويعلو شخيرهم العالم أجمع!.

سأروي لكم قصة مستهلك بسيط اسمه خالد كي تتأكدوا أننا نتحدث عن كائنات غير ملموسة.. ولكنها محسوسة وتنخر في العظم مثل السوسة، خالد واحد من مليون خالد.. اشترى قبل أربع سنوات سيارة من إحدى وكالات السيارات الكبرى، بعد أشهر اختلف مع وكالة السيارات؟... لم يجد حماية المستهلك (لأنها غير ملموسة!) فرفع دعوى قضائية على الشركة ولم يصدر فيها حكم حتى الآن، وقبل فترة أشهر قليلة ذهب إلى أحد البنوك للحصول على قرض فقالوا له إن اسمه موجود على قوائم سمه كأحد المتعثرين عن السداد لشركة السيارات التي رفع قضية عليها قبل أربع سنوات، بدأ يسأل الناس: أين سمه هذه كي يقول لهم إن الحكم لم يصدر بعد؟.. (غير ملموسة أيضا!).

بعد عناء عثر على (سمه) ولكنه وجد أن حاسة السمع لدى هذا الكائن الافتراضي تلتقط الموجات الصوتية للبنوك والشركات ولكنها لا تلتقط الإشارات الصوتية المتقطعة المبحوحة التي تصدر عن المستهلك، لم يسمعوا كلمة واحدة منه لأنهم (يسمعون كلام) من يدفع لهم، اتصل بمؤسسة النقد التي يفترض أن (سمه) تعمل تحت غطائها فقالوا له إن الأمر لا يخصهم ، ذهب الى أحد الحكماء الذين انقطعوا عن العالم للتأمل فقال له الحكيم بصوت فخم: (اسمع يا ولدي مادامت سمه هذه شركة فهي بالتأكيد تتبع وزارة التجارة ؟!)، وفي صبيحة يوم الاثنين 17 /5/ 1433 ذهب خالد إلى الشؤون القانونية في وزارة التجارة فكانت المفاجأة حين قدم له المستشار القانوني تعميما بأن الوزارة غير مختصة بالشكاوى المتعلقة بشركة سمه!.

لم يقتنع خالد بهذا التعميم البتة البتة.. (كيف تكون شركة ولا تتبع وزارة التجارة؟)، تعاطف معه المستشار القانوني وطلب منه أن يحضر مستخرج الشركة من الدور الأول ويعود إليه ، نزل خالد إلى الدور الأول وأخذ الرقم (249) وحين وصله الدور استغرب الموظف من اسم الشركة وبدا أنه يسمعه للمرة الأولى لذلك قال له : (اسمع أنا ما ودي تدفع 100 ريال بدون نتيجة)، المهم أن هذا الموظف (ما قصر) كما يقول خالد وبحث بكل الطرق دون أن يصل إلى شيء، عاد خالد مذهولا إلى المستشار القانوني كي يقول له إن (سمه) كائن غير موجود على أرض الواقع فلم يجد الأخير بدا من التمسك بالتعميم الذي يقول بأن الوزارة غير مختصة بالشكاوى المتعلقة بشركة سمه ! .

خالد وأنا وبعض القراء الكرام لا نريد من رئيس جمعية حماية المستهلك سوى مساعدتنا على حل هذا اللغز المحير : (سمه تبع مين؟!).

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0415494730.htm

لا تكون تبع (كائناً من كان)!

أنا اقول تبع من سمة ( مجلس الادارة )



ادخل على موقع وتاكد بنفسك

http://www.simah.com/cms/cms_page.as...id=aTmU1QcLkVM=

للرفع...
ما زلنا ننتظر حل اللغز..

خبراء تويتر هاشتاق بليزززز.. نبي الحل..