وهم ... «التأمين هو الحل»
الأحد, 10 أبريل 2011
عبد العزيز السويد
كـان قـطـاع الـتأمين في السـعودية في فـوضـى، شركات مـتنـاثـرة تـعـمل وفـق رغـباتها. اسـتمر الوضع فـتـرة طـويـلة إلى أن جاء التنظيم، مقدماً فسحة زمنية للشركات العاملة في السوق لتوفيق أوضاعها، بعض أصلح أوضاعه وبعض خرج من السوق، وكان الضرر الأكبر على المؤمنين في قضايا ما زالت عالقة. ثم جاءت صرعة الإثراء بطرح شركات التأمين في اكتتابات، بكل ملابساتها المعروفة، أيضاً لا يمكن التغاضي عن تجربة التأمين لدى المرور في الرخصة والسيارة وما صاحبها من استغلال شركات للجمهور.
تشبعت هذه التجارب بسلبيات أكثر من إيجابيات في الغالب الأعم، وضغطت العملة الرديئة في سوق التأمين على العملة الجيدة فاشتكى أهل التأمين أنفسهم – وما زالوا - من منافسات غير عادلة، شركات تقدم أوراقاً للمستفيد برسوم منخفضة بسبب حاجة التعامل مع جهات رسمية، عمالة وغيرها، وعدم رقابة داخلية فاعلة من الجهة الرسمية على عمل شركات تأمين مساهمة في التوظيف والإجراءات ما أنتج تجاوزات واستغلال إدارات لأصول الشركات نفسها.
هذا في قطاع التأمين بشكل عام، أما في التأمين الصحي فإن الأمر أكثر تعقيداً، انه يماثل تعقيد القطاع الصحي نفسه، و»وهم» أن التأمين هو الحل لتحسين الخدمات الصحية وتوفيرها يتجاوز وزارة الصحة، إذ لدى وزارة التربية والتعليم الهاجس أو الوهم نفسه، مع عدم توافر مستشفيات خاصة بها، فالنظرة الاولية تقول إن التأمين من اسمه ميزة، وقد يصح هذا لدى فئات دون أخرى من شرائح المستفيدين، وهم في الغالب الفئات الأعلى، إلا أن الشركات تحرص كل الحرص على ضغط التكاليف، وتتلون الأساليب من شروط العقد إلى تفسيره وإجراءات تطول.
أعود الى التأمين الصحي في مؤتمره، وأنبه إلى الأعباء المالية على الدولة مستقبلاً من الأخذ بخيار التأمين الصحي الحكومي الالزامي، فإذا كانت السيولة متوافرة الآن فما الذي يدفع لتوقع استمرار توافرها، ولا أنسى الإشارة إلى إلزام المسافرين بالتأمين بما فيه من ظلم عليهم، من ناحية عدم الاستفادة سوى في حالات طارئة نادرة، فكم نسبة المستفيدين من المسافرين من رسوم دفعوها، وكم حجم هذه الرسوم سنوياً؟ والإلزام الذي يدفع له البعض غرضه معروف وهو بالتأكيد لن يحسن الخدمة الصحية ولن يوفرها بصورة مناسبة تتطلع إليها الوزارة ،
فهل بقي شك أن مشاكلنا تتركز في الإدارة لا المال ولدينا وفق الأرقام الرسمية أكثر من ستة آلاف مشروع حكومي متعثر!؟
www.asuwayed.com
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/253884