أغذية فاسدة في الرياض!
لا يعترف معظم السعوديين في إجازات الصيف بالطبخ المنزلي، وأغلبية المطاعم في بلادنا لا تعترف بشيء اسمه "صحي" في المطعم، ورزق المطاعم على كسل القوم.
يصطفّون بالطوابير أمام مطاعم متهالكة لبيع الأكل السام، وربما نشبت المشكلات بين الناس رغبةً في السرعة، وربما تحايل أحدهم على الطابور فسبقهم ليظفر بوجبة مليئة بالبكتيريا وأنواع مدمرة من الأمراض والمعديات، ويكفي أن نستدل على ذلك بـ"التميس" الذي حذر منه الدكتور عبد العزيز العثيمين خبير الأغذية، حيث يختلط بعرق العامل وربما علق بعض شعر "الخبّاز" على الخبزة التي ستطعمها لأولادك، البعض يلوم الجهات المعنية التي لا تراقب، لكن هذا اللوم لا يعني تبرير استمرار استخدام المواطنين بلا وعي لأكلات عمالة تعاني أصلاً من أمراض معدية في كثير من الأحيان، في درجات حرارة قريبة من درجة الغليان!
بالأمس قرأنا عن خبر مرعب، جاء فيه"صادرت هيئة الغش التجاري بالرياض أكثر من مليون عبوة لمواد غذائية فاسدة أو منتهية الصلاحية أولا تحمل بيانات كما كشفت الحملات عن معمل مخالف لتعبئة مكسرات وبقوليات حيث تم ضبط 250,000عبوة مخالفة لنظام البيانات التجارية إضافة إلى وجود تعبئة بطاطس مقلية مخالفة وتم سحب عينة وإرسالها للمختبر وورود النتائج بغير مطابقتها للمواصفات القياسية وجرى استدعاؤه للتحقيق والرفع عن المخالفة لهيئة التحقيق والادعاء العام"!
البعض يخاطر بصحته وصحة أولاده حينما يشتري بضاعته الغذائية من محلات صغيرة نائية غير خاضعة للرقابة، أو أن يشتري غذاءه وغذاء أولاده من المطاعم الشعبية الرخيصة التي تعتمد غالباً على أرخص المواد الأساسية وتشتري الفاكهة المعفنة لصناعة العصائر وتشتري الدجاج المريض والهزيل والمقرف لصناعة الأكلات. على أن حماية صحة الناس مسؤولية الجهات المسؤولة عن الرقابة، فمن يصرح لهذا الدكان بالبيع وذاك المطعم بصنع الطعام، يجب أن يحكم الرقابة عليهم، فليس أغلى من صحة الناس.
حالتنا ينطبق عليها المثل الشهير:إذا غاب "القطو" إلعب يا "فار"، والمشكلة أننا قلما سمعنا بمطعم أغلق، وقضايا التسمم على قفا من يشيل، وللتذكير أقول إن المليون عبوة التي ذكرت في الخبر هي فقط التي قبض عليها، وإن سألتم :أين هي الملايين الأخرى التي فرت من الرقابة، سأقول لكم: ربما تكون هي الأكلة التي تبقبق في بطنك الآن!
الوطن (الاثنين 27 رجب 1430 ـ 20 يوليو 2009 العدد 3216)